الأخبار

   السجايا العمانية والدبلوماسية الذكية

 تحليل من كتاب الحرب النفسية وسائلها واساليبها الملتوية لمؤلفه العميد الدكتور حسن حسين الرصابي.

   السجايا العمانية والدبلوماسية الذكية

العمانيون يصلون صنعاء في رسالة جديدة تقول ان الامل لا يتوقف .. وأن الجهود سوف تتضاعف من أجل السلام .. وفي اجراء عماني خالص يؤكد ان الدبلوماسية الذكية المرنة هي واحدة من السمات العمانية التي لا تؤمن بالفشل ولا ترتجيه حتى وان ضاقت الآمال وشاع اليأس نجد الدبلوماسية العمانية تشد من الأزر وتساند الموقف وتعزز الإجراءات والتدابير من أجل تأصيل الاعمال البناءة والمثمرة هكذا وجدة مسقط وقيادتها الذكية معنية بالإنجاز وباستكمال ما قد بدأته من خطوات واعمال .. وعندما وجد الأمريكان انفسهم في منعطف خطير من صعوبات اكتست بها الأزمة في اليمن وعندما تمادت  المواقف العصيبة العصية فلم تجد واشنطن غير مسقط الحصان القوي والرابح الذي تراهن عليه في إحداث الفرق وفي إحداث المتغيرات المطلوبة متغيرات تضع واحات من السلام المتوقع والمطلوب ..  ومن المؤكد ان صنعاء ليست ضد السلام وانها لا ترى حاجة لاستمرار الاحتقان والصراع الدامي .. وهي بقدر رغبتها في نزع فتيل الفتن والفوضى والمواجهات والقتال هي في ذات الوقت تمتلك الاستعداد الكامل في قبول منعطف الحكمة والعقل والتهدئة .. الأمريكان يضعون كل امالهم في أن يقوم العمانيون بدورهم في ترسيخ قيم السلام والتوافق والابتعاد عن الاحتقان قدر الإمكان !!

لكن يبقى اليوم أن تكون الأطراف كلها على استعداد للقبول بالتفاهمات وتقديم التنازلات والوصول إلى أرضية صلبة يبنى عليها السلام والاستقرار في المنطقة فصنعاء تقول اليوم : ان ما بعد زيارة الوفد العماني لن يكون كما قبلها .. لان هذا يعني ان الجميع ينبغي ان يساهم بتكثيف المباحثات لمعالجة الملف الانساني وبالتحديد ملف الاسرى وفتح الموانئ والمطارات وصرف مرتبات الموظفين عسكريين ومدنيين لان ذلك سيكون المقياس الحقيقي لبناء الثقة التي ستظل هي مؤشر الميزان في نجاح المساعي العمانية الخيرة .. وستكون شاهدة على ان واشنطن ومعها الرياض وابو ظبي قد جنحتا بإيجابية عالية نحو السلام والاستقرار وترسيخها كقيم وأعمال في المفاهيم الدبلوماسية التي جرى صياغتها بعد أن كشرت صنعاء عن مخا لبها وأنيابها بعدما شعرت ان هناك تلاعباً, وتلكؤاً أمريكياً وسعودياً واماراتياً في محاولة بائسة لأحراج قيادة صنعاء وهم ربما تناسوا ان صنعاء اليوم قد امتلكت القوة اللازمة والمتعددة التي بإمكانها ان تضع الجميع أمام نتائج مؤلمة وموجعة للعواصم العدوانية التي تؤمن ان صنعاء لديها القرار والارادة على اخراس اصوات الباطل وادعاءات الفوضى المدمرة ..

هذه حقيقة يجب ان تظل مفهومة ومقدرة قبل أن تتجه صنعاء الى اتخاذ آخر العلاج وهو الكي كما يقولون ..

فهل فهم الامريكان وفهمت من ورائهم الرياض وابوظبي ؟ بعد أن وصل تماديهما إلى الحد الذي لم يعد يُحتمل أو يكون مقبولاً .

سنبقى على الايام المفتوحة ننتظر أن نرى ضوء اً في آخر هذا النفق احتراماً للدبلوماسية العمانية والثقة العمانية المتخمة بالخير والعطاء والصدق.

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا