21سبتمبر ..ثورة شعبية مستمرة

 قامت ثورة 21 سبتمبر 2014م،   الشعبية  الشبابية بقيادة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي - حفظه الله - ضد ظلم وفساد المتنفذين في السلطة وعصابة الاجرام والعملاء العابثين في الداخل بخيرات وثروات الوطن ، آنذاك ، الذين أذاقوا أبناء شعبنا اليمني الويلات طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ..

وهي كذلك ..ثورة شعبية مستمرة ضد قوى الشر والاستعمار والاستكبار العالمي الذي تتزعمه الصهيونية العالمية بقيادة امريكا وبريطانيا ..وتنفذه في بلادنا اليمن- و المنطقة العربية ككل-  أدواتها ممثلة في دول تحالف العدوان بقيادة المملكة السعودية ودويلة الامارات ، وفقا لمخططات وأجندة  الاعداء في الخارج الطامعين في احتلال الوطن ونهب ثرواته وتدمير مقدرات شعبه .

انتصارا للمظلومين والمستضعفين :

كانت الانطلاقة الاولى لثورة 21سبتمبر 2014 ، في شوارع العاصمة صنعاء تحت شعار ( لا للظلم ..لا للفساد ..لا للجرع الحكومية ) ، فتحركت جماهير الشعب من مختلف الاوساط والنخب في تظاهرة احتجاجية عارمة ، هتفت مرددة ذلك  الشعار الذي انتصر للمظلومين والمستضعفين وهم الغالبية العظمى من ابناء الشعب اليمني في عموم محافظات الجمهورية  الشمالية والجنوبية على حد سواء .

فكانت صيحة الحق التي اهتز لها عرش الطغاة والمفسدين من قوى النفوذ والسيطرة والاجرام داخل السلطة التي عانى منها شعبنا اليمني العظيم معاناة مريرة طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ..وهي تنهب خيرات الوطن وتعبث بثرواته وتثقل كاهل المواطنين بالجرع الحكومية المتعاقبة الواحدة تلو الاخرى وتزيد من معاناتهم بافتعال الازمات بصور عديدة واشكال متعددة على كافة المستويات السياسية والامنية والاقتصادية ، الى درجة اوصلت الشعب بمختلف فئاته وشرائحه الى حالة اليأس من كل القوى السياسية الفاعلة على الساحة الوطنية ، والتي بدورها هي الاخرى اوصلت اوضاع الناس المعيشية الى حافة الانهيار والتدهور وأوصلت الوطن بشكل عام الى طريق مسدود ونفق مظلم ..وتلاشت تطلعات اليمنيين جميعا في الوصول الى حل لمشاكلهم المتراكمة وانتهاء الازمات المتعددة بما فيها تلك المفتعلة ، وحلمهم  في يمن جديد ومستقبل افضل قائم على بناء دولة مدنية حديثة ، دولة نظام وقانون ومؤسسات فاعلة طالما حلموا بها ..

لكن أحلامهم تلك للأسف سرعان ما تبخرت وهم يرون المسار السياسي -حينذاك- لمخرجات الحوار الوطني الذي جاء وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بنتائج استهدفت تمزيق الوحدة الوطنية وتقسيم اليمن واستهدفت المؤسسة العسكرية والامنية بمشروع الهيكلة وتفكيك الجيش واضعاف الامن ..

اضافة الى ذلك قضت على آمال الشعب اليمني الذي طالما حلم بالعيش في سلام وتطلع كثيرا الى خير قادم ورخاء منشود ..!!.

وكان من نتائج تلك التحركات الجماهيرية والهبة الشعبية ، الخروج ب"الاعلان الدستوري " والملحق الامني والذي مثل بحد ذاته انتصارا لثورة الشعب الشبابية السلمية التي استهدفتها عصابة الاجرام وقوى الظلم والطغيان في مختلف ساحات الحرية والتغيير التي شهدتها عواصم المحافظات والمدن الرئيسة مطلع 2011 فيما عرف بالتحركات الجماهيرية والاعتصامات السلمية .

وبهذا فقد مثلت ثورة 21سبتمبر انجازا كبيرا لشعبنا اليمني بوقوفها في وجه الظلم والفساد والقوى المتنفذة ، ومثلت تصحيحا حقيقيا لمبادئ واهداف الثورة السبتمبرية (الأم).

انتصارا للوطن وقراره السياسي :

حينما أدركت قوى الفساد والاجرام والعمالة ، أن ثورة 21سبتمبر ستقتلعها من جذورها ،عمدت الى استهداف هذه الثورة الشعبية الشبابية وسعت الى محاولة  تشويه صورة اللجان الشعبية أمام الرأي العام المحلي والعالمي ، وارادت ان تدمر معها كل شيء في الوطن ، فارتمت في أحضان الخارج وقادت مؤامرة كبيرة على أبناء الشعب اليمني وشرعت في تنفيذ مخطط وأجندة أعداء الوطن المتآمرين عليه من الخارج الطامعين في احتلاله ونهب ثرواته وتدمير كل مقومات الحياة فيه بما فيها مقدرات ومكتسبات الشعب .

لكن القيادة الثورية والسياسية العليا كانت مدركة للمخاطر الخارجية والمؤامرة التي تحاك ضد الوطن ، فكانت ثورة 21سبتمبر هي حصانة الشعب اليمني والصخرة القوية التي تحطمت عليها المؤامرة الدولية  والتي كانت تسعى لفرض الوصاية على شعبنا والهيمنة على مقدرات الوطن واستعماره واحتلاله ونهب ثرواته .. وأعلنتها صرخة  مدوية في وجه قوى الشر والاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وربيبتها اسرائيل وحليفتهما بريطانيا .

العدوان السعودي الصهيوأمريكي :

بعد نجاح ثورة 21سبتمبر بامتياز في الانتصار لقضايا المواطنين وقضايا الوطن المصيرية ..عمدت قوى الشر والاستكبار العالمي عبر أدواتها في المنطقة العربية الى استهداف هذه الثورة والوطن اليمني بشكل عام ..فشنت دول تحالف العدوان حربها الهمجية العبثية على اليمن في مارس 2015..مستهدفة كل شيء البشر والشجر والحجر ، وعلى مدى سبعة اعوام متتالية ارتكبت أفظع المجازر الدموية وجرائم الحرب بحق الانسانية التي استهدفت فيها الاطفال والنساء والشيوخ وكل مقومات الحياة من بنى تحتية ومشاريع خدمية وحتى المعالم الحضارية التاريخية  والاثرية لم تسلم من قصف العدوان العدوان ودماره الشامل مستخدمة في حربها الاسلحة المحرمة دوليا ..هذا الى جانب حصارها الجائر المفروض برا وبحرا وجوا ..والحرب الاقتصادية والسياسية والاعلامية والناعمة التي لجأت اليها في عدوانها الكوني المتمثل في تحالف 17دولة على اليمن ..

لقد اعتقدت دول تحالف العدوان انها ستحسم المعركة في اسابيع معدودة ..غير مدركة انها زجت بنفسها في محرقة وحرب استنزاف عبثية لم تستطع وعلى مدى سبع سنوات متتالية تحقيق اي نصر عسكري او هدف استراتيجي من مخططات الاستعمار الحديث .. بل على العكس وجدوا شعبا اصيلا وصمودا اسطوريا أذهل العالم كله ..ومنيوا بالهزائم في مختلف جبهات المواجهة في الداخل وما وراء الحدود ..

وما هي الا مسألة وقت حتى يعلنوا صاغرين هزيمتهم واستسلامهم ، لانها اليمن التي عرفت على مر التاريخ بانها عصية على الاحتلال وانها مقبرة الغزاة وان شعبها اولو قوة وبأس شديد - كما جاء ذكرهم في محكم التنزيل القرآن الكريم .

أبرز ما حققته الثورة :

ويمكن ايجاز ابرز النجاحات وما حققته ثورة 21سبتمبر فيما يلي :

  * كشفت ابعاد المؤامرة الخارجية على الوطن والقوى المتربصة بأمنه واستقراره

* أخرجت الوطن من دائرة التبعية والهيمنة والوصاية الخارجية

* اقتلاع الفاسدين وطرد العملاء واستعادة القرار السياسي

* حافظت على وحدة الوطن وأعادت أهداف الثورة السبتمبرية الى مسارها الصحيح.

وما زالت الثورة مستمرة :

وعلى مدى سبعة اعوام ..مازالت الثورة مستمرة بقيادتها الحكيمة ممثلة في السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي .. ورئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط وكل القيادات الوطنية المخلصة ..

وهاهم ابطال الجيش والامن واللجان الشعبية يسطرون اروع الملاحم البطولية ويصنعون الانتصارات العظيمة في مختلف جبهات المواجهة في الداخل وما وراء الحدود .. وخلفهم شعب عظيم أذهل العالم بصموده المنقطع النظير ..

وهاهي ثورة 21سبتمبر في ذكراها السابعة تعلن للعالم اجمع انه لا وصاية ولا خضوع ولا استسلام حتى تحقيق النصر المؤزر المبين على قوى العدوان والهيمنة والاستكبار العالمي .

وحتما سيكون النصر حليف الشعب اليمني العظيم الصامد والصابر وستظل اليمن مقبرة الغزاة على مر التاريخ والعصور.