الأخبار

الـ21من سبتمبر ثورة التغيير والوحدة والاستقلال

26سبتمبرنت:احمد الزبيري

 للثورات الحقيقية أسباب وعوامل وشروط استيفائها يعطيها استحقاق ان تكون ثورة ويتحدد هذا كله حتى يتحقق النجاح والانتصار لها وفي مقدمة هذا كله ان يكون لهذه الثورات فكر ومشروع  ووحدة قيادة ووحدة قرار وان تجسد في أهدافها تطلعات وطنية وشعبية تغييرية تشكل في معطياتها واتجاهاتها وابعادها الحد الفاصل بين نظام قديم تعفن وتفسخ في فساده واصبح عاجزاً عن مواجهة استحقاقات بقائه بعد ان أصبحت القوى الاجتماعية التي يمثل هذا النظام قد تجاوزها التاريخ بحكم انها أصبحت عاجزة عن تلبية متطلبات المجتمع الذي تمثله, لهذا تدخل في صراع مع القوى الاجتماعية التغييرية التي تمثل مصالح معظم فئات الشعب لهذا يقال ان الثورة صراع بين القديم والجديد .

الـ21من سبتمبر ثورة التغيير والوحدة والاستقلال

كل ما سبق ينطبق على ثورة الـ 21 من سبتمبر التي انبثقت من عمق الشعب اليمني التاريخي ومن روحه الوطنية التحررية من كل اشكال التبعية والهيمنة والوصاية الخارجية التي استمد النظام السابق منها شرعيته فعاث في الأرض فسادا وفشلت كل محاولات إصلاحه او تغييرة.

وعندما حانت اللحظة التاريخية لتحقيق ذلك قطعت الطريق على الشعب اليمني وعلى الشعوب العربية التي خرجت للتغيير عام 2011م القوى الخارجية المهيمنة والوصية على هذه الأنظمة واستبدالها بأنظمة أكثر هشاشة وخنوع لتلك القوى العالمية ويدفع الشعب اثمان باهظة نتيجة ثورته التي هي بغياب القيادة الحقيقية لها سهلت لقوى النظام المتسارعة ان تحتويها وتستولي عليها وتوجهها باتجاه ما هو اسواء وهذا ما حصل في اليمن .

وهنا نأتي للتدخلات الخارجية التي بدأت بطلب قوى النظام القديم من أسياده الإقليميين والدوليين التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة ان هناك قوى ثورية شابه وفاعلة وقادرة على حمل مشروع ثوري ينقذ اليمن الوطن والشعب مما يساق اليه من المشاريع الخارجية ونقصد في هذا المنحى المبادرة الخليجية واشراف الدول العشر على مؤتمر الجوار الوطني وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية التي كان سفيرها في صنعاء هو الحاكم الحقيقي وبدل ان يكون مؤتمر الحوار الوطني بين اليمنيين لحل قضاياهم اصبح أداة لتنفيذ مشاريع الدول العشر وعلى راسهم أمريكا وأداته التنفيذية نظام بني سعود والغاية اضعاف اليمن بتقسيمه الى كيانات قزمية متناحرة فيما بينها تحركها فوضى المصالح الضيقة لقوى عميلة وتابعة لأطراف خارجية هدفها السيطرة على موقع اليمن الحيوي الاستراتيجي ونهب ثرواته .

وهذا خطر وجودي كان لابد ان يكون هناك قوى وطنية ثورية حيه تتصدى له وتواجهه وتنتصر عليه فجاءت ثورة الـ21من سبتمبر التي نحتفل هذه الأيام بعيدها السابع والتي اثبتت خلال هذه السنوات انها ثورة وطنية قامت في لحظة تاريخية فارقة واستثنائية من تاريخ شعبنا اخذت على عاتقها مسئولية الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وحرية وكرامة ابنائه مفشلةً كل المخططات الهادفة الى ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب اليمني وفي نفس الوقت منتصرة على عدوان إقليمي ودولي على راسه أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي واداة تنفيذه النظام السعودي والاماراتي .

لم تنتصر ثورة الـ21من سبتمبر في ساحات وميادين المواجهة العسكرية بل وعلى الجبهات الأخطر السياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية وبنجاحاتها وانتصاراتها على تحالف العدوان الخارجي الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي وعلى الخونة والعملاء والمرتزقة الداخليين طوال السنوات السبع وهذا يكفي ليجعل من هذه الثورة الوطنية التحررية واحدة من اعظم الثورات التي عرفتها الامة العربية والإسلامية والتاريخ الإنساني. 

مشاهد انتصار ثورة الـ21 من سبتمبر تتجلى اليوم في انتصارها على التحالف الاجرامي الإرهابي الخبيث وتحقيقها توازن الردع رغم الفارق غير القابل للمقارنة في القدرات والامكانيات مع ذلك ينتصر الشعب اليمني لأنه يمتلك قيادة ثورية وطنية وشعب طوال تاريخه جعل من ارضه مقبرة للغزاة والمحتلين .

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا