سبب تسمية شهر ديسمبر/كانون الأول

يبدأ شهر كانون الأول السرياني في اليمن يوم 14 ديسمبر الميلادي من كل عام، ويوافق دخوله دخول شهر ذو الأول الحميري، والشمس في 29 برج العقرب، وقد مضى من فصل الشتاء 61 يوما.
وعدد أيام شهر كانون أول 31 يوما.

ويعتبر شهر كانون الأول هو الشهر الثالث في السنة السريانية، كما يعد الشهر الثاني عشر لمن يجعل بدء السنة السريانية يوافق بدء السنة الميلادية.
أصل تسميته بهذا الاسم بابلية تعني شهر الغرق أو الأمطار، وعند السومريين يعني شهر الأمطار، حيث يبدأ موسم الأمطار في العراق والشام، وأجزاء من الجزيرة العربية في هذا الشهر، وربما تكون تسميته مأخودة من الكن وهو الثبات والاستقرار في البيوت، خاصة في المناطق الجبلية ، نظرا لشدة البرودة ولإنتهاء موسم الزراعة.
وربما يكون سبب تسميته بكانون مأخودة من الكانون، اي التنور لأننا نستخدم الكانون في حفظ جمر الفحم ليلا، لتدفئة الماء المستعمل ليلا، ليالي شهر كانون.
يعتبر النصف الأول من شهر كانون الأول الأشد برودة في فصل الشتاء بأكمله، و لذا يقال في ريمة وتعز : (جوع الجوع ولا برد الرجوع ) والمقصود ببرد الرجوع البرد الذي يصاحب بدء فترة عودة الشمس إلى الجهة الشمالية.
يعتبر شهر كانون الأول أخر أشهر فصل الشتاء عند فلكي ومزارعي اليمن - حيث بدأ فصل الشتاء بشهر تشرين أول - وإن كان يعتبر مناخيا ثاني أشهر فصل الشتاء، لأن شدة البرد تبدأ من شهر تشرين ثاني وما بعده، وأما عالميا ففصل الشتاء يبدأ من يوم 22 ديسمبر حتى 20 مارس.
يقال في شدة برد شهر كانون بلهجة تهامة: (برد كوانين يصحي امجانين)، لأن نشاط المجانين يزداد فيه.
تنخفض درجات الحرارة ليلا، حتى تصل في المرتفعات الوسطى من اليمن بضع درجات تحت الصفر، بينما بقية المناطق تبقى درجة حرارتها فوق الصفر، وأما النهار فالجو معتدل في معظم المناطق اليمنية .
و لا يزال موسم هبوب رياح الأزيب الجنوبية الغربية الباردة مستمرا على مناطق تهامة، حيث تهب في بعض الأوقات بشدة فتنعش المزروعات في خبوت تهامة، وتزيد من حدة البرد.
وتتراكم السحب نهارا غالبا، حتى تملأ معظم صفحة السماء، وأما في الليل فنادر وجودها ، وتهطل أمطار غزيرة شتوية بإذن الله تعالى، خاصة في نصفه الأخير على مناطق متفرقة من اليمن، وخاصة تهامة.
ويعتبر شهر كانون الأول في مناطق تهامة، وكذا المناطق المشابهة لمناخها كبعض أراضي مأرب والمناطق الجنوبية، يعتبر ثاني أشهر حصاد المزروعات الخريفية، كالسمسم ، والذرة البيضاء، والدخن، والدجرى، وغيرهم من أنواع الحبوب .
ويقول المزارعون : (لو بقي القيرع في كانون ليلة لزاد الثمن كيلة) .
القيرع هو الذرة البيضاء بلهجة أهل زبيد، والثمن هو 40 كيلة زبيدي أو 27 قوبة فقيهي، وهو ما يعادل ملء أربعة أكياس حجم 50كم من الذرة أو الدخن، و الكيلة هي مقدار ملء علبتين كبيرتين عصير مانجو ، والمقصود من المثل هو تأخير حصاد الذرة البيضاء ليالي معدودة ليتقوى الحب.
في شهر كانون الأول يستمر جني ثمار الطماطم من وادي زبيد وغيره بكميات أكثر من ذي قبل، وكذا بقية أنواع الخضروات كالكوسة والباذنجان والبصل والبقل وغيرهم من الخضروات، ويستمر جني ثمار المانجو (نوع التيمور) .
يستحسن ألا يزرع في شهر كانون أول أي زرع - إلا نصفه الأخير فيبدأ موسم زراعة السمسم الموسم الشتوي- وإنما تقلب الأرض فيه، لأن شدة برودة الجو فيه تجعل الأرض قاسية، وصلبة ومليئة بالفطريات المضرة بالزرع، ولذا تعتبر حراثة الأرض جيدة هذه الأيام، وقد قيل في المثل التهامي المشهور : (حرث كانوني ونقض نيساني، ودخن حزيراني كسر دويحاني) أي إذا أردت أن تحصل على حبوب دخن جيدة ،فعليك بحرث الأرض في شهر كانون ،وإعادة حراثتها مرة أخرى في شهر نيسان، ثم بذرها دخنا في شهر حزيران، فتخرح الثمرة جيدة بإذن الله حتى أنها من حسنها تخرج حرارة،و تكبر وهي في الدوح حسب اعتقاد المزارعين، فتكسر الدوح لعدم اتساعه لها، والدوح عبارة عن إناء كبير من الفخار، كان قديما يحتفظ فيه بحبوب الدخن والذرة .
وفي المحويت يقال: (حرث العواد مثل بزاوة الأولاد) ويقصد بالعواد عودة الشمش الى الشمال.
ويقال في تعز : (عليك وعلى بتلة كوانين اذا تشتي المحاجين سمين).
وفي تهامة يقال : (اذا تشا امقحانين عليك بحرث كوانين) والقحانين هي أقراص خبز الدخن.
ويقال أيضا : (بتلة كوانين ولا دمان الغواني)، أي أنفع للأرض.
ويقال عند مزارعي اليمن جميعا : ( ما بتلة إلا بعد صراب) أي بعد انتهاء. موسم الحصاد .
وفي شهر كانون أول تصل الشمس الى أقصى ميل لها جنوبا 23.5 درجة، وتكون ليلة 22 ديسمبر هي أطول ليلة في السنة الميلادية، و نهارها أقصر نهار محليا وعالميا، ففي اليمن في هذا اليوم تبلغ ساعات الليل 12 ساعة و 45 دقيقة تقريبا، وتبلغ ساعات النهار 11 ساعة و15 دقيقة تقريبا، وبعد يوم 22 ديسمبر ميلادي يبدأ النهار في الزيادة، والليل في النقصان.
يبلغ طول ظل الإنسان، أو غيره من الشواخص أطول ما يكون في شهر كانون الأول،وخاصة من يوم 4 منه الموافق 17 ديسمبر حتى يوم 12 منه الموافق 25 ديسمبر، إذ يكون الظل لشخص ما خمسة أقدام ونصف قدم عند الزوال(أي ظهرا) وهي فترة وقوف الشمس و الظل ظاهريا.
ويعتبر شهر كانون الأول شهر قران الثالث عشر غالبا، حيث تقارن الثريا القمر ليلة 13 من الشهر الهجري فيه تقريبا.