الأخبار |

المشربيات تراث اصيل في العمارة اليمنية

كانت المشربية جزء مهم من المكون المعماري اليمني خاصة شكلها الجمالي البارز.

المشربيات تراث اصيل في العمارة اليمنية

كانت المشربية جزء مهم من المكون المعماري اليمني خاصة شكلها الجمالي البارز.


فالمشربيات المصنوعة من الاخشاب القوية المقاومة للشمس والحرارة وكان لها متخصصين في صناعتها وتشكيلها على سبيل المثال في مدينة صنعاء القديمة .... البعض يعتقد بأن وظيفة المشربية فقط لأجل وضع جرار من الفخار وملئها بالماء لتبرد إلى حين شربها ... بل إن الأمر كان أكثر حكمة من ذلك بكثير .

ففتحة المشربية في الجدار مثلها مثل فتحة النافذة لها إطار حجر قوي وقاعدة المشربيات الخشبية البارزة للخارج يجب أن تتثبت جيدا داخل الجدران الحجر او الطوب المحروق ويكون لها قوائم ارتكاز اضافية من الأسفل تحملها وتحمل اكبر ثقل فوقها ، ويمكن اخراج دعائم خشب سميك وقوي من داخل الجدران لتحمل المشربية مع احمالها او تشكيل دعائم حجر ضمن بناء الجدران تحمل قاعدة المشربيات ، وهذا التدبير الغرض منه زيادة الأمان عند الاستخدام من قبل سكان الدار ... أما جسم المشربية فتشكيل فني زخرفي جمالي من الاخشاب القوية الحمراء المقاومة للشمس والمطر ... ويكون المشربيات عدد من الأوجه واحدة امامية عريضة تتوسطها بروز دائري جميل وجانبين شمال ويمين وفتحة صغيرة في القاعدة لغرض محدد ... واتجاه المشربيات ايضا يجب اختياره بعناية فوق الجدران طبقا لوجود الدار في منطقة معينة لاعتبارات الصيف والشتاء (الحارة والبرودة) .
بعد تشكيل المشربية بهذا الشكل الجميل والمتين في جدران الغرف والممرات فإنها تؤدي عدة أغراض في ان واحد :
- دور المكيفات في وقتنا الحاضر عند ارتفاع درجات الحرارة داخل الغرف لانها تسمح بدخول تيار الهواء الى داخل الفراغ المعماري وتلطيف الجو ليلا ونهارا في الصيف .
- وضع الأواني الفخارية المليئة بالمياه في هذه الفتحات يجعل منها برادات مياه في كل فصول العام وفي نفس الوقت الرشح الذي يخرج عبر جدران الأواني الفخارية إلى الخارج يتحول إلى بخار ماء فيه ريحة عبق الارض ، وبخار الماء هذا يستنشق مع الأكسجين لساكني الفراغ المعماري خلف هذه المشربيات ويشعرون بالغبطة والفرح بسبب استنشاق بخار الماء في حويصلات الرئة، وهذه ميزة صحية مهمة لسكان الدار ... للرومانسية لنا أن نتخيل وجود مثل هذه المشربيات في غرف النوم .
- الفتحة الصغيرة في أرضية المشربية عندما تكون المشربية فوق بوابة الدار تسمح لسكان الدار من استكشاف من الطارق على الباب ... كما أن البروز الدائري في الوسط والفتحات الصغيرة كنوافذ يزيد من مجال تبادل تيار الهواء ويسمح برؤية بصرية اكثر لمن يريد الرؤية الى الخارج من داخل الدار دون ان يراه من بالخارج ... يكفي لمن بالداخل مط نصف جسمه داخل المشربية حتى يرى كل شيء من حوله مع الاحتفاظ بتوازن جسمه داخل الفراغ لتأمين الجانب النفسي من الخوف من السقوط .
هكذا كان يفكر الآباء والأجداد عند إنشاء هذه المشربيات تؤدي عدة وظائف معا وليست محصورة على تبريد المياه داخل الأواني الفخارية فقط ... في فترات تاريخية هاجر سكان اليمن إلى بلدان كثيرة ونقلوا معهم هذه الخبرة في إنشاء المشربيات فظهرت في كثير من البلدان العربية والإسلامية بنفس الشكل.
فهل يمكن لمهندسينا المعماريين إعادة الروح إلى هذه التحف المعمارية لتظهر من جديد فوق تصاميم المباني في بلادنا ... !!.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا