الأخبار |

النار والنعيم صنعاء!

26سبتمبرنت:يسرى زيدان/

"صنعاء أوّل الزمان وآخره، المبتدأ والمنتهى، حاضرة الدنيا ومجمع الأضداد، الساحة والمعترك، قاعدة الخلفاء والأمراء والعلماء، سلم الصعود إلى الذروة ومنحدر السقوط إلى الجحيم، النار والنعيم صنعاء"

النار والنعيم صنعاء!

26سبتمبرنت:يسرى زيدان/

"صنعاء أوّل الزمان وآخره، المبتدأ والمنتهى، حاضرة الدنيا ومجمع الأضداد، الساحة والمعترك، قاعدة الخلفاء والأمراء والعلماء، سلم الصعود إلى الذروة ومنحدر السقوط إلى الجحيم، النار والنعيم صنعاء"

مغسولٌ وجهها في صباحات الشِتاء، كانت ترتجف محاولة لفظ سكانها!

غدت ثقيلة جدا، مُنذ اختلط فيها الحابل بالنابل، واجتمع فيها من كل جنس ولون.. مساحات هدوئها تتقلص كلما تمددت حضارتهم، حين مشيت في شوارعها كان نبض خافقها يكاد يصم أذنيّ؟

أتبكي المُدُن يا صنعاء؟

كيف كنتِ يا ترى قبل أن يسكنكِ بشر، أكنتِ خضراء بهية، أكان وجهكِ ضاحكا قبل أن يتلطخ بكل هذا الوحل؟

أتغدو صنعاء قرطبة أخرى؟

أتسقط وتتهاوى كما فَعَلَت؟

أم تصمد مهما تحطمت، تبتسم في وجه شظايا الحرب والانحدار، كزهرة تستقي من دم أبطالها، كهاوية توقعنا وتقع فينا!

أولئك الذين لا تكاد تخلو شوارعها منهم، هل فقدوا عقولهم حقا، أم أنهم في غمرة العقل قرروا الفرار من فخ الوعي والعقل؟

كلما رأيت زاهدا في مسجد من مساجدها العتيقة والجديدة، سترى المزهوّ بمفاتنها، الغارق في ملذاتها، وكذلك الموحِل في نزواتها..

كيف استطاعت صنعاء أن تحوي الكل فيها؟

أن تحتفل بِعُرسٍ أو بمولودٍ جديد في نفس الوقت الذي تبكي فيه ميتا وقتيل!

إن التفتَّ لترى الجمال في إحدى جهاتها وتقدم الحضارة، سترى التخلف والتراجع في الجهة الأخرى؛ مسكونة بالحياة واللاحياة معا، مجبولة على الشموخ مهما كان ثقل كاهلها، تلد الأبطال والأنذال، تربي الأحرار والذعار، تحمل في أحد كفيها ماء الحياة وفي الأخرى سوط العذاب! الجحيم والنعيم هي صنعاء!

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا