الأخبار |

(ريبون) تاريخ تحت رمال حضرموت

  تبدو مدينة ريبون التاريخية في حضرموت  واحدة من العجائب الآثارية اليمنية

(ريبون) تاريخ تحت رمال حضرموت

  تبدو مدينة ريبون التاريخية في حضرموت  واحدة من العجائب الآثارية اليمنية

تقع ريبون التاريخية على الطرف الجنوبي الغربي لمدينة سيئون في حضرموت على بعد 94 كيلومتراً أسفل وادي دوعن وتعتبر من أقدم المدن التاريخية في الوادي وتمتد لمساحة تصل إلى حوالي 10 هكتارات، وتشير المراجع إلى أن تاريخها يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وازدهرت لعقود فيما تؤكد أن اندثارها بدأ مع حريق هائل اندلع فيها قديما والتهم كل مكوناتها .

وحتى العام 2005 أجرت البعثة الآثارية الروسية اليمنية برئاسة الكسندر سيدوف أعمالاً بحثية في التنقيب والترميم لمعالم المدينة التاريخية كانت بدايتها منتصف الثمانينات . ويتحدث خبراء الآثار عن حضارة قديمة في هذه المنطقة طمرت ولم يعد يشاهد منها سوى أطلال معابد وأسوار وشبكات ري منثورة في أماكن متفرقة ما دعا إلى تبني مشاريع لإعادة الحياة إليها سعيا إلى إعلانها مستوطنة آثارية بطرازها القديم لتكون مركزا سياحيا مهماً .

ويقول المسؤولون في مكتب الآثار في حضرموت إن الحفريات والأبحاث والدراسات التي أجرتها البعثة الآثارية اليمنية السوفييتية التي نقبت في المدينة خلال الفترة من 1983-1988 وعاودت نشاطها في السنوات الأخيرة، توصلت إلى أن سكان المدينة كانوا قد مارسوا الزراعة وتربية الحيوانات وبنوا مجمعات سكنية جميلة خاصة للسكن وأبنية أخرى خاصة لأنشطتهم الدينية كالمعابد، وكانت كل الأراضي المحيطة بالمدينة مغطاة بشبكات الري والقنوات والسدود وأحواض المياه، ما يدل على ازدهار المنطقة في تاريخها القديم، كما تفيد البعثة أن الاستيطان استمر في المدينة حتى القرون الميلادية الأولى .

ويوضح خبراء الآثار الذين عملوا في الموقع أن عمليات التنقيب أسفرت خلال السنوات الماضية عن كشف الكثير من النقوش في واجهة الجدران التي غطيت بقطع حجرية مصقولة منحوتة بشكل متقن وملصقة واحدة بجوار الأخرى بطريقة متناسقة وعليها نقوش تتحدث عن طقوس تقديم القرابين للمعبد، وتوضح كيف أن السكان كانوا يضعون أنفسهم وأولادهم وما يملكون تحت حمايتها .

ويشير هؤلاء إلى أن هناك احتمالات بأن الأحجار المنحوتة والمصقولة التي تغطي الجدران عملت على حساب المتعبدين لهذه الآلهة في هذه المدينة وبالذات العائلات الغنية وبعض الأسر ذات الوجاهة الاجتماعية، خصوصا أن عمليات تقديم الأحجار المصقولة للزينة الجدارية في المعبد كانت تعد من الطقوس التعبدية أو طقوس تقديم القرابين، ما يدلل على ذلك وجود كتابات ونقوش تبدو فيها بصورة واضحة نساء يقدمن القرابين لآلهة المعبد، كما أن نقوش المعبد كان تجهز بناء على تبرعات يقدمها الأغنياء في المدينة على هيئة مبالغ مالية سخية تخصص لصناعة أحجار الزينة الجدارية للمعبد .

ومن أهم المعالم الآثارية التي تتميز بها المدينة، معبد الآلهة ذات حميم وهو من أهم المواقع التي صمدت أمام التغيرات وعوامل التعرية لفترة تزيد على ستة قرون قبل أن يتعرض للهدم والتخريب

ويتكون المعبد من مجمع تعبدي يضم أربعة مبان تدل آثارها الباقية على أن أساساتها بنيت من الأحجار وجدرانها من الهياكل الخشبية ورصعت فراغاتها باللبن لتصبح أكثر قوة .

 

وعثر في هذا المجمع التعبدي على بقايا هياكل أعمدة خشبية ذات مقاطع دائرية ومستطيلة ومربعة وكان المعماريون يضعونها على البناء الحجري، ومع هذه العوارض توضع أعمدة خشبية مقاطعها دائرية وتربطها عند الأسفل والأعلى عوارض خشبية مثبتة بأعمدة طويلة وبهذا يتشكل الهيكل الخشبي الذي تستند إليه جدران اللبن وقد أثبتت نتائج البعثة الآثارية اليمنية السوفييتية أن المعبد تعرض للخراب بنيران الحروب وكثير من النقوش حملت معها آثار الحريق

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا