أخبار |

باب المندب .. المنفذ والشريان الجيوستراتيجي  (16)

باب المندب .. المنفذ والشريان الجيوستراتيجي (16)

قراءة من كتاب البنيان المرصوص الجزء الثاني لمؤلفه العميد القاضي د\ حسن حسين الرصابي.

منذ وقت مبكر والاطماع تتوسع أمام دول ومنظومات حكم عديدة في العالم العربي .. وعلى أساسه صيغة استراتيجيات عديدة في جوانبها العسكرية وكذا في جوانبها السياسية ومن هنا نفهم كيف ان الأمريكيين سارعوا إلى وراثة الثقافة الإنجليزية وهي التي سبقة بالثقافة الاستعمارية والاستحواذ والاستيطان وغيرها من ثقافة السيطرة والاستعلاء وهذا ما تيسر لنا بصورة مكثفة لماذا كل هذا التكالب الغربي الأمريكي على باب المندب .. من محددات اقتصادية ومن قدرة هذا المضيق الحيوي والمهم والمسيطر على مفاصل اقتصادية واستثمارية وانتاجية عديدة في أوروبا وفي آسيا وفي الولايات المتحدة الامريكية .. لان الاقتصاد العالمي الجديد قائم على شركات متعددة الجنسية وانتشار فروع لمراكز الشركات في كل القارات في العالم .. مما يعني أن أي اهتزاز في سلسلة التجارة والاقتصاد وسلسلة الانتاجية تتعرض مثل هذه الشركات إلى الاضطراب وإلى الانهيارات الاقتصادية وهذا يفسر لنا الاستثمارات الامريكية الصهيونية على التواجد في جنوب البحر الأحمر وفي خليج عدن وقد تصاعدت المخاوف الامريكية الصهيونية عندما أدركت إن اليمن امتلكت أوراق قوية .. , بل استطاعت ان تحوز قدرات صاروخية مهمة وادارة هذه القدرات بقدرة عالية من الذكاء جعل العسكريين الامريكيين يبدون استغراباً من المقدرة العسكرية اليمنية في استخدام الصواريخ البالستية ضد السفن والفرقاطات والمدمرات وهي أهداف عسكرية متحركة في البحر , وهذه شهادة واضحة حول الاحتراف العسكري اليمني الذي أجاد استخدام القدرات النوعية فاجأ الثقافة العسكرية الامريكية التي رأت انها امام (معارك معقدة) أو هكذا اسمتها حتى تبرر عجزها الواضح في هذه المواجهة وتتجلى بشائر انكسارها ولكن ما يمنعها من الاعتراف بذلك انه الحفاظ على مياه الوجه , والتزامها الواضح بحماية الكيان الصهيوني الذي تعهدت الادارات الامريكية المتوالية في ضمان الحماية المتواصلة لهذا الكيان التي تسمية مثل هذه الإدارات بالشراكة ولكن الظروف الجديدة التي طرأت في المجرى الملاحي الحيوي البحر الأحمر وخليج عدن هو ما جعل واشنطن ولندن تبحثان عن تحالفات عديدة لمواجهة التحديات التي فرضتها صنعاء والقوات المسلحة اليمنية ولاسيما بعد أن طالتها خسائر عديدة ووقوفها العاجز وانكشافها امام الضربات التي أو قفة الحركة التجارية الصهيونية التي أعلنت عن انحسار حوالي 80% من قدرتها التجارية والانمائية بدء الانحسار الاقتصادي للصهاينة في اطار الداخل الصهيوني , هي معلومات مثمرة وتحرص تل أبيب على عدم كشفها وعلى التخفي عن ذكرها حتى لا تهز معنويات مجتمعها أو جيشها الذي يمثل جيشاً ثعلبياً كل قدراته تظهر على الاطفال والنساء في غزة المحاصرة والمنكوبة بالعداء الصهيوني الحاقد الذي تحكمه قيادات يمينية متطرفة والعسكريين لا يبالون بما يجري ولا يقيمون وزناً لراي مجتمع دولي ولا لمنظوماته في الحقوق وفي الجوانب الانسانية ويمكن اجمال عوامل عديدة هي من دفعت واشنطن للدخول في معترك المواجهة دفاعاً عن الاجندة الصهيونية وحماية الكيان الذي بدأ يستنفذ مقومات وجوده .. يمكن الاشارة إلى بعضها :

أولاً : ان باب المندب بدأ يستعيد سيادته اليمنية بوجود نقرة مورس في صنعاء

ثانياً: هشاشة الانتفاخ الأمريكي لتحدي أتضح انه بروباغندا ودعائية فيها الواقع يكشف مدى الضعف والتراخي الذي اظهرت أمريكا واساطيلها التي لا يمكن ان تكسر الارادة الجادة والصادقة في أي مواجهة أو قتال حقيقي .

ثالثاً : ظهور بوادر تمرد صيني روسي على السطوة الامريكية التي حاولت واشنطن ان تظهرها للصين وروسيا..

رابعاً : ظهور قوى اقليمية جديدة بدأت ترسي تواجدها البحري في العديد من البحار ومنها مثل هذا الظهور وهذه القدرات ستكون على حساب انكماش القوة الأمريكية التي تعاني من اضطرابات داخلية ومن انقسامات في ادارتها وفي هويتها وفي سياساتها الداخلية والخارجية ..

خامساً :  بدء نفور الشركاء الاقليميين في المنطقة العربية من السطوة الامريكية , وهذا يفسر حقائق التقارب مثل هؤلاء الشركاء الاقليميين مع روسيا والصين .

وتأسيساً على ذلك فان اليمن بموقعها القوي وقدراتها المعلنة بامتلاك قوة ردع صاروخية وطيران مسير مؤثر .. ومثل هذا امتلاكها استقلالية القرار الوطني السيادي بعد تحرير القرار من التبعية اليمن كانت سائدة .. فان اليمن مقبلة على متغيرات عديدة أولى ثمار هذه المتغيرات ان الوصاية على الاجندة الوطنية اصبحت من أثر الماضي الذي لا ينبغي أن تجد لها مساحة للتواجد أو التأثير وهذا ما ينبغي أن يعيه الأمريكان .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا