أخبار |

السفير صبري: الهدنة ليست مفتوحة

السفير صبري: الهدنة ليست مفتوحة

تقرير: صالح السهمي

قال: سفير بلادنا في دمشق عبدالله علي صبري في حوار خاص  لـ«البناء» الدور للعدو  الأميركي دائماً واضح في إعاقة الحلول السياسية. فبعد أن كادت مفاوضات الكويت تصل إلى حلّ، استخدمت واشنطن الورقة الاقتصادية ودفعت باتجاه نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن. ومؤخراً عندما بدأت مؤشرات تقارب تظهر بعد وصول السفير السعودي إلى صنعاء عقب الاتفاق الإيراني السعودي، تحركت الدبلوماسية الأميركية لتمنع أيّ اتفاق مُحتمل، لكن أمام ثبات وصمود اليمنيين، اتجه الأميركيون نحو تمييع الأمور لاكتساب مزيد من الوقت، كما أنهم عمدوا إلى حشد الأساطيل في البحر الأحمر ومنطقة الخليج، وهي رسالة بأنهم لن يتركوا هذه المنطقة، وعلى جميع الأطراف التشاور معهم حول الحلول المطروحة. نحن لا نأبه بالشروط الأميركية وإذا أرادت السعودية أن ترضخ لهذه الشروط فهي التي ستدفع الثمن ولن تحميها أميركا من تبعات أيّ تصعيد عسكري.

كما اشار سفيرنا بالحوار الخاص لصحيفة البناء الى ملفات كثيرة تطرّقنا إليها من الهدنة إلى أزمة المرتبات واتفاقية تبادل الأسرى ومعوقات تسيير الرحلات من والى مطار صنعاء وإغلاق الطرقات ومشروع الدولة الاتحادية والعمل الدبلوماسي وصولاً إلى المناهج التربوية، حيث أكد أنّ حكومة صنعاء مسؤولة عن شعبها وماضية في انتزاع حقوقه وحماية ثرواته، وهي تمدّ يدها للسلام لكنها في الوقت عينه مستعدة لردع العدوان بقدراتها العسكرية التي تتطور يوماً بعد يوم في حال أي محاولة للتصعيد..

بشأن الوساطة العمانية قال: حمل العُمانيون بعض النقاط التي قد تدفع مسار الحلول الإنسانية إلى الأمام، ومن المتوقع أن تجري مفاوضات فنية متعلقة بآلية المُعالجة لمشكلة المرتبات وهذا ما تمخض عن اللقاء الأخير للوفد العُماني في صنعاء، لكن انتظارنا لن يطول، كما أنّ كلّ الاحتمالات واردة، خاصة على صعيد المواجهة العسكرية.

واوضح السفير عبدالله صبري ان سبعين بالمائة من إيرادات الدولة اليمنية من النفط والغاز، خارج نفوذ صنعاء، فالنفط والغاز هما في المناطق التي يُسيطر عليها العدو ومُرتزقته، لاسيّما في مأرب وحضرموت وعدن. ثانياً، نحن في حرب والمجهود الحربي يستنزف الكثير من الأموال، فنحن نواجه تحالفاً يمتلك أكبر الإمكانات العسكرية والمالية والإعلامية وكلّ ما لدينا من إمكانات لا يساوي شيئاً قياساً بإمكاناته. مع ذلك، تصرفت حكومة صنعاء بمسؤولية، على مدى عامين، وعندما كان البنك المركزي لا يزال في صنعاء كانت المُرتبات تُصرف للجميع، من دون تمييز ولا استثناء، حتى لمن ذهبوا باتجاه خيار الارتزاق.

في المحصّلة، الرواتب مرهونة بإيرادات الدولة وثرواتها، وقد أعلنت حكومتنا مراراً جاهزيتها لصرف الرواتب إذا وصلت الأموال إلى بنك صنعاء. هذه الإيرادات ملك الشعب اليمني، فهل يُعقل أنه طوال ثماني سنوات تقريباً كانت إيرادات مبيعات النفط والغاز اليمنيين تذهب إلى حساب في البنك الأهلي السعودي؟ لقد تمكنت قواتنا العسكرية اليمنية من إيقاف هذا النهب والعبث منذ نحو عام حين وصلت إلى أماكن هذه الثروات.

المطار…

موضحا بان المطار يجب أن يُفتح إلى كلّ العالم، فحقّ السفر والتنقل هو من أبسط حقوق الإنسان، والحصار هو عقاب جماعي لـ30مليون مواطن يمني..

واستنكرا السفير غبدالله صيري إغلاق الطرقات والذي أثر بشكل كبير على الجوانب كافة، أمنياً واجتماعياً واقتصادياً..

رغم ذلك كله، بادرت حكومة صنعاء إلى فتح الطرق من طرف واحد، في حين لم يتجاوب الطرف الآخر الذي كان يريد فتح طرقات بعينها.

وتناول السفير صبري بان الدولة الاتحادية طُرِحت على أساس أن تكون دولة فدرالية، وعندما انتهى الحوار الوطني شكّل عبدربه منصور هادي لجنة سمّاها لجنة تحديد الأقاليم، وهذه اللجنة اجتمعت خلال أسبوع واحد وأعلنت عن ستة أقاليم ولا نعلم ما هي حيثية هذه الأقاليم وهي أربع أقاليم في الشمال (آزال وسبأ والجند وتُهامة)، وإقليمان في الجنوب (عدن وحضرموت). هذه الأقاليم لم تراع فيها أية معايير، لا اقتصادية ولا سياسية ولا علمية، بل إننا لمسنا في كثير من المقترحات مراعاة لمصالح قوى نفوذ معينة.

وهذا منافي لأهداف ثورة21سبتمبر 2014، وما يجعلنا نؤكد دائماً أنّ فكرة الأقاليم كانت مؤامرة على وحدة اليمن ولم يكن العدوان العسكري الا محاولة لفرض الامر الواقع، لكنّ ظنونهم خابت وأفشلنا ما يُسمّى بإقليم تهامة حين استعدنا البيضاء ثم الجوف، وأفشلنا إقليم سبأ. واليوم هم بخلافاتهم وصراعاتهم أفشلوا مخطط الأقاليم. السعودية كانت تريد إقليماً في شرق اليمن على الحدود مع حضرموت من أجل تأمين ممر نفطي، والإمارات طامحة إلى السيطرة على عدن والموانئ الاستراتيجية في إطار حظر موانئ والسيطرة على الثروات ما يصبّ في المحصّلة في خدمة المشروع الأميركي والإسرائيلي». عبر الإمارات في جزيرة ميون التي هي عمق باب المندب وهي تستشعر الخطر الذي يأتيها من باب المندب.

وبخصوص ملف الأسرى قال: الإنجاز الأساسي في هذا الملف تمّ في السويد عام 2018م لكن المشكلة التي نواجهها كطرف صنعاء هي أنّ أسرانا موجودون لدى أكثر من طرف لدى السعودية والإمارات والإخوان المسلمين في مأرب ولدى الانتقالي الجنوبي في الجنوب ولدى طارق عفاش في الساحل الغربي. هم يأتون أطرافاً إلى المفاوضات ونحن نأتي طرفاً واحداً، وكلما توصلنا إلى اتفاق مع طرف لم يستطع أن يُلزم به الطرف الآخر، وهذا ما يعقد المسألة بشكل كبير، ورغم ذلك حققنا تقدّماً كبيراً على هذا الصعيد وهناك صفقة جاهزة وباتت قريبة. الملف الإنساني ضاغط على كلّ الأطراف. المشكلة الأخرى التي تواجهنا هي حين يطرحون أسماء بعينها، بينما نحن نريد أن يكون الإفراج عن الكلّ مقابل الكلّ، دون تخصيص أو تمييز، كما أننا نعلم أننا لو أطلقنا سراح الأسماء المطروحة من قِبَلهم سوف يبقى أسرانا لديهم إلى ما لا نهاية.

في ظلّ التعقيدات والإشكاليات وتضارب المصالح والتطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، يصبح السلام أصعب من الحرب، ورغم ذلك كله، نرى أننا أقرب من أيّ وقت مضى، لا أقول إلى إنجاز السلام ولكن أقول إلى مرحلة التفاوض من أجل السلام، والفضل يعود إلى حكمة وشجاعة القيادة اليمنية ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي وتطور القدرة العسكرية اليمنية..

السلام يتطلب تنازلات من الجميع، ولكن لا ينبغي ممن ارتكب الجرائم وصنع هذه المأساة التي سمتها الأمم المتحدة أسوأ كارثة إنسانية في العالم أن يتوقع منّا تنازلات، هو من عليه أن يقدّم تنازلات، وكما قالت قيادتنا في أكثر من خطاب، فإنّ اقتصاد السعودية واستقرارها وأمنها مرهون بأمن اليمن واستقراره.

واشار سفيرنا الاستاذ عبدالله صبري بان العمل الدبلوماسي هو في النهاية نتيجة للعمل العسكري وتحالف العدوان مثلما فرض حصاراً عسكرياً واقتصادياً، حاول فرض عزلة دولية وعمل على التعتيم الإعلامي حتى تبقى الحرب على اليمن منسية تماماً، ورغم ذلك كسرنا هذا الحصار، وإن لم يكن هناك تمثيل دبلوماسي رسمي لصنعاء في كثير من الدول، فإنّ التعاطف الشعبي مع اليمن كبير جداً في العواصم العربية والغربية.. لذلك المقاومة اليمنية فرضت اسما وهيبة لليمن الذي يكفيه أنه كسر هيبة السعودية التي كانت تعتبر اليمن تابعاً لها، ولم يكن أحد يجرؤ على أن يتكلم عنها مجرد كلام في الإعلام، فكيف الحال بمحاربتها ومواجهتها؟ اليوم بات عليها التعامل مع يمن مختلف مستقلّ بإرادته وقراره وعلاقاته الدولية. حتى فيما يخصّ إيران، كانت السعودية في الفترات السابقة تمنع اليمن من إقامة علاقات دبلوماسية معها بينما كانت كلّ دول الخليج تحرص على علاقات جيدة معها.ثورة عام 2014م لم يكن من أهدافها أن يقطع اليمن علاقاته بالسعودية بل إقامة علاقات متوازنة معها ومع باقي دول الجوار وكلّ دول العالم، علاقات تقوم على احترام السيادة.

وتطرق السفير صبري بدور الجانب الدبلوماسي قائلا: بالنسبة إلى الأداء الدبلوماسي، فالحرب على اليمن كان من ضمنها الحرب على الديبلوماسية اليمنية وقد أراد تحالف العدوان، بالأخص السعودية إبقاء البعثات الديبلوماسية في فلك دعم العدوان وخصص أموالاً طائلة حتى تظلّ البعثات مستمرة، وما حصل من تباين بين أعضاء السلك الديبلوماسي كان في إطار الخلاف على المصالح الشخصية والتغييرات التي طرأت فيها هي في إطار شراء الولاءات والمواقف، على عكس حكومة صنعاء، وإنْ كانت البعثات الديبلوماسية محدودة جداً إلا أنها ظلت تمثل الموقف الوطني في مواجهة العدوان السعودي الأميركي ونقل مظلومية الشعب اليمني، وحيث لا توجد بعثات، هناك فرق للتواصل الخارجي من نشطاء حقوقيين وإعلاميين ومحامين يمنيين وغير يمنيين في عواصم عربية وغربية وإسلامية قدّموا مظلومية الشعب اليمني ونحن نعتبرهم بحقّ سفراء لليمن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا