كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (7)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (7)

والأغرب أن تجد مثلاً مواطن عربي أو مسلم يُحدثك باسهاب ويجعل قلبك يكاد ينفطر غيظًا وكمداً وهو يتحدث مُعجبًا بالغرب وحضارته وإن كان بحديثه المُمل والمُستهجن هذا يبدو أقرب إلى الهراء والترهات منه إلى الكلام العادي الذي يُفهم،

وهو يهذي بما يهذي به مُتحدثًا عن بريطانيا وكأنها "حمل وديع"، بل ويُبرر بمنتهى السذاجة ماعُرِفت واشتهرت به من شيطنة واجرام قل أن تجد لهُ نظيراً في تاريخ القوى الإستعمارية القاهرة الغاشمة التي اعتمدت على فرض الهيمنة على الشعوب والدول الضعيفة واتخذت ذلك سبيلاً للوصول لتحقيق أهدافها وغاياتها الشيطانية على حساب الغير .
وبرغم هذا الإستغفال والتجاهل الذي جُبِل عليه البعض من العرب والمسلمين وقد تكشفت لهم الحقائق بكل وضوح، فإنهُ يبقى من البُد الذي لا بد منه أن ننصح كل مخدوع من أبناء جلدتنا بمثالية الغرب ومدنيته وحضارته الساقطة أخلاقيًا بالرجوع إلى القرآن الكريم وتدبر معانيه وآياته التي ما تركت شيئًا في الماضي والحاضر والمستقبل إلا وأحاطت به خُبرا، راجيًا في نفس الوقت من كل غافل وواهم منا أخالهُ قد انبهر بباطل الغرب وزخرفه قراءة الآية الكريمة التي يُخاطبنا فيها رب العزة سبحانه مُحذراً بقوله: "ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياءُ بعضٍ، ومن يتولهُم منكم فإنهُ منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (المائدة- 51)، عسى أن يكون ذلك المخدوع بالغرب يكون بعدها على بينة من الأمر كله ولكي لا يشطح وينأى به الوهم بعيداً عن ما يتوجب عليه معرفته وإدراكه وهو متاح له وفي متناول يديه .
وفي نصٍ قرآني آخر في نفس السورة أردف سبحانه قائلاً والخطاب موجه لنا كمؤمنين مسلمين: "فترى الذين في قلوبهم مرضُ يُسارعون فيهم يقولون نخشى أن تُصيبنا دائرةُ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيُصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" (المائدة- 52) .
وهو يقصد سبحانه بقوله هذا البعض منا ممن نراهم سارعوا إلى موالاة الأعداء ومداهنتهم.
وكأنهُ جل وعلا بهذا النص القرآني الصريح يعني ويقصد به تحديداً هؤلاء الأعراب من المُتصهينين العرب ممن يدورون اليوم في فلك الغرب ويسبحون بحمد أعداء الأمة من أمثال ابن زايد وابن سعود وعاهل الأردن والبحرين ورئيس النظام المصري الحالي المنبطح للغرب عبد الفتاح السيسي وأطنابهم من ذات القطيع والفصيل ممن ابتلى الله بهم شعوب هذه الأمة ودولها وجعلهم عليها قادةً وحكاما ووسِدوا أمورنا وهم ليسوا أهلاً لذلك .
والأدهى والأنكى من ذلك أن تجد بعض هؤلاء الحكام العرب الخونة ممن يمارسون العهر السياسي بكل براعة وصفاقة لا يحسدون عليها، وصلت بهم الخسة والنذالة أخيراً إلى أن يتكفلوا لحاهم الله تعالى بتأمين ممر آمن لإيصال المساعدات والسلاح والذخائر للعدو الصهيوني الغاصب في الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي يشن حالياً عدواناً وحشيًا وهمجياً على قطاع غزة، وهذا الممر الذي تأمينه وتوفيره للعدو الصهيوني عبر مدينة دبي في دويلة "العاهات اللا عربية المتحدة" مروراً بالسعودية فالأردن فالأراضي المحتلة بعد تعذر وصولها عبر البحر الأحمر نتيجة استهدافها بصواريخ اليمن التي تحول دون مرور كل السفن التي تحمل مساعدات للصهاينة في فلسطين المحتلة في الوقت الذي يشارك فيه أولئك الخونة والعملاء في محاصرة أهلنا وإخوتنا في قطاع غزة وحرمانهم من أبسط متطلبات الحياة كالماء والغذاء والدواء، إرضاءً لأسيادهم في واشنطن وتل أبيب .
ولو رجعت إلى أصل الداء والعلة وبحثت في الحيثيات والأسباب والدوافع والمنطلقات، لوجدت بريطانيا الملعونة حاضرة بقوة في سوء ما آلت إليه الأوضاع في دول عربية لا تُخفي ولائها للغرب ولا تتحرج من التطبيع مع الصهاينة الغاصبين لفلسطين والمدنسين لمسرى الرسول الكريم وثالث الحرمين وأول قبلة للمسلمين، كمملكة آل سعود ودويلة العاهات اللا عربية المتحدة ومملكة الأشراف في الأردن الذين يقولون أنهم من آل البيت وفي نشيدهم الوطني بيت شعري يقول :
يا مليك العربِ لك شرفُ في النسبِ
حدثت عنهُ بطون الكُتبِ
وهذه الأنظمة والكيانات السياسية العربية المعروفة بصفاتها، صناعة بريطانية بإمتياز، وهي بعض ثمار جهود جاسوس الإنجليز الشهير (لورانس العرب) الذي مهد لإنشاء تلك الكانتونات والأنظمة التي انشئت لخدمه المصالح الغربية وتحمل هوية عربية اسلامية في الظاهر، وعلى الأصل دَوَر كما يقول مثل يتداوله العامة في مصر.

!....... يتبع .....ِ

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا