كتابات | آراء

المُشَكِكُون ..!!

المُشَكِكُون ..!!

التشكيك في نجاحات الآخرين والتقليل من مواقفهم المشرفة هو مرض خطير من الأمراض الفتّاكة التي تنخر بنيان الأمة، كونه لا يعالج بالعقاقير الدوائية وتكمن صعوبته في السيطرة على كافة مناطق الوعي والإدراك والتفكير السليم لدى الإنسان الأمر الذي يجعل من المصابين بهذا الوباء الشيطاني عاهة وجرثومة يتوجب استئصالها..

المشككون هم كائنات بشرية تتغذى على طحالب التخاذل والإنبطاح ..وشغلها الشاغل البقاء في المياه الراكدة وليس لديها أي استعداد للسمو الفكري والنهوض التحرري، وأهم صفات هذه الفئة المشككة أنها لا تعترف إلا بما يحققه الغرب أو يصرح به اليهود أو يأتي منهم وكل ما له صلة بهم ..
أما حين تتجلى الإنجازات الحرة للشعوب الإسلامية ويقف العالم منبهراً بالمواقف العربية الشامخة، فإن موقف المشككين هنا يظهر بكل ما أوتي من قوة وهرطقة ليتفنن في الكذب والتدليس والتضليل ،والسخرية والتشكيك ، بما يخدم أسيادهم الصهاينة، وبما يشبع نفسياتهم المهزوزة وشخصياتهم الإنهزامية، ولهدف جهنمي آخر هو: محاولة تثبيط الشعوب المجاهدة والقوى الحرة عن التصدي لأعداء الله ومن دار في فلكهم في محاربة الإسلام والمسلمين والمقدسات الإسلامية؛ بمعنى أن موالاتهم ومصاديق عقلياتهم فقط لكل ما هو غربي يهودي صهيوني، وعدائيتهم وشكوكهم وكراهيتهم لكل ما هو عربي إسلامي وتلك هي مشكلة المشككين في كل زمان ومكان وخصوصاً في محنة غزة التي كشفتهم من تحت الطاولة المشروخة.. عملية «الوعد الصادق» التي انطلقت في الـ13 من إبريل 2024م كأول هجوم بل أول صفعة إيرانية في وجه العدو الصهيوني وما حققته من إصابات دقيقة أرعبت العدو وكبدت تل أبيب خسائر فادحة، والتي ألجمت العالم وجعلت قوى الشر تتواصى بضبط النفس ولم تتجرأ أمريكا أن تحرك ساكناً، بل وزاد من عظمة هذه العملية المباركة ذلك التهديد والتوعد الشجاع لطهران وهي تتوعد إسرائيل بإضافة الهجوم والرد الأكبر في المرات القادمة في حال ارتكاب حماقة جديدة من قبل العدو الإسرائيلي لاختراق سيادة الأراضي الإيرانية.. صفعة قوية فعلاً لها دلالاتها على نفسيات العدو الإسرائيلي ومن يقف معه وخلفه مهما كان حجمه.
وهنا وفي هذا التوقيت الذي قالت إيران فيه كلمتها القوية واستوعبت إسرائيل الرسالة بكل رعب وخوف وهزيمة، برز المشككون بمرضهم وأكاذيبهم المتعفنة للتشكيك في القوة الإيرانية التي يعترف بها العدو أصلاً، بينما فئة المشككين يصفونها بالمسرحية والتهريج السياسي ..
وهي ذات الأبواق التي شككت في بطولات حركة حماس وانتصاراتها العظيمة، وبعدها سعت للتشكيك في بطولات الشعب اليمني وعدم وصول صواريخه إلى إسرائيل، لدرجة أنهم لم يصدقوا إلا بعد سماع عواء إسرائيل وعويل البيت الأبيض.
وعلاوة على القول.. فإن وجود المشككين لم يكن وليد اللحظة بل هو امتداد لمشروع المنافقين والمرجفين باختلاف المصطلح وواحدية المضمون وتعدد الوسائل.. فقد سبق لهم أن شككوا في وعود الله لرسوله صلوات الله عليه وآله بالنصر في غزوة الخندق.. وهذا ما ذكره القرآن الكريم عنهم.. يقول الله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْـمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} من سورة الأحزاب آية 12.
لكن مهما بلغت درجة عدوائيتهم فنهايتهم وخيمة ومشاريعهم مكشوفة وفاشلة، والله متم نوره.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا