عامٌ كاملٌ مَــــرَّ على إعلانِ الهُـدنةِ بين صنعاءَ وتحالفِ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وما أعقبها من خفض للتصعيد، وهي فترة كان من المفترض أن يتم خلالها إحراز تقدم في مختلف المِلفات، وأبرزها المِلَفُّ الإنساني؛ مِن أجل التمهيد لخطوات سلام أوسع، لكن النتائج كانت أقلَّ بكثير مما كان مؤملاً ومما تم التعهد به؛ بسَببِ إصرار تحالف العدوان ورعاته على استخدام التهدئة كغطاء لتحقيق غايات أُخرى بعيدة تماماً عن السلام وتخفيف معاناة اليمنيين، وذلك بتواطؤ فاضح من جانب الأمم المتحدة التي لا زالت تؤكّـد بشكل فج على تمسكها بتصورات وإطارات خاطئة تدعم أهداف ومخطّطات تحالف العدوان ورعاته الدوليين الذين يواصلون بدورهم استخدامَ استحقاقات الشعب اليمني كأوراق ضغط وابتزاز، ويحاولون الالتفافَ على متطلبات الحل العادل؛ وهو الأمرُ الذي يُبقِي احتمالاتِ عودة التصعيد أعلى بكثيرٍ من احتمالات استمرار التهدئة وتطورها.
الأخبار
عاد التحالف العسكري السعودي الاماراتي، إلى المربع الأول في أساليب الالتفاف والمماطلة، والكيد السياسي، والتهرب من الاستحقاقات الانسانية إلى النبش في الملفات القديمة التي مض عليها الزمن بأحداث ومتغيرات وتطورات تجاوزتها، بل وشكل العدوان ومجموع القوى السياسية والحزبية التابعة له وأدواتها المليشاوية، ضربات ساحقة، لمشروع السلام الوطني، وتدمير روابطه السياسية والمجتمعية، وتفكيك المجتمع إلى كنتونات سياسية ومليشاوية، متناحرة. واعتلى مخطط تدمير اليمن إلى العدوان السافر، الذي تديره الإمبريالية الامريكية وحلفاؤها الغربيين، بالتعاون مع دول الرجعية العربية لاحتلال اليمن، والتمدد في أهم مناطقة الاستراتيجية والنفطية، والسيطرة على المضائق والمنافذ والجزر والتحكم بخطوط الملاحة الدولية، بالتزامن مع قرصنة نهب النفط والغاز، وبناء القواعد العسكرية والتواجد الاجنبي.