ملف الأسبوع

في رحاب الخالدين: الشهيد ماجد الحوري

في رحاب الخالدين: الشهيد ماجد الحوري

الاسم: ماجد علي محمّد صالح الحوري.
الاسم الجهادي: سجّـاد.
محافظة :الأمانة -شعوب
الوحدة:  قوات النجدة
 الرتبة: رائـد.
درس حتى المرحلة الإعدادية ، ولأنه كان مفطوراً على حب أهل البيت عليهم السلام 

التحق للدراسة في مركز بدر التابع للشهيد العلامة / المرتضى بن زيد المحطوري ”سلام الله عليه“ لتعلم العلوم الشرعية والدينية لينهل من معين علومهم وهديهم ويكتسب ما ينير له الطريق ، فكان دربهُ هو الجهادُ في سبيل الله.
سمات وصفات الشّهيـد:
اتصف الشهيد سلام الله عليه  بالمواصفات الإيمانية التي ذكرها الله في كتابهِ الكريم:
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْـمُؤْمِنِينَ )
كان من المستحيل أن يمر عليه يوم دون أن يقرأ جزءاً - على أقل تقدير من القرآن الكريم ،حيث كان لديه ورداً يومياً يقوم بتطبيقه والمتمثل ببرنامج رجال الله مضيفاً إليه الولاء قبل النوم، كان الذكر لـ لله لا يفارق قلبه ولسانه تسبيحاً وتمجيداً واستغفارًا، ولطالما كان بمثابة المنبه الناصح  لمن حوله من خلال تذكيرهم المستمر بضرورة التسبيح وعدم الغفلة عن الله ، ومن أبرز سماته التي عُرف بها الإحسان، فقد كان محسناً يقدم الآخرين على نفسه وأهل بيته ويؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، اتسم بسماحة صدره وروحه المرحة النقية الطاهرة التي كسبت محبة الجميع، اتسم بمكارمِ الأخلاق الفاضلة ،فقد كان متخلقاً مع الصغير والكبير، وأخلاقه هي من فرضت احترام الناس له.
حياته الأسريـة
كانَ ابناً صالحاً مطيعاً لوالديه، محبوباً وقريباً من قلوب جميع أفراد أسرته.  وكونه كأب: لم يكن لديه متسعًا من الوقت ليكون قريبًا من ابنته نظرًا لانشغاله بأعماله الجهادية، وفي ذات الوقت كان يتعمّد إخفاء مشاعر الأبوّة محاولًا عدم التعلّق بها فيحبها أكثر من حبّه لله وللجهاد في سبيله لأن الله غيور على دينه  بحسب قوله .
كان دائماً ما يحث أهله على الإنفاق في سبيل الله، ويحرص على تنمية روحية البذل والعطاء في نفوسهم وتربيتهم التربية الإيمانية، كما كانت أحاديثه البسيطة والقصيرة جواهر ودرراً إيمانيةً ومقتطفات نورانية تذكيراً بالله وبعظمته، ويحث الجميع على استشعار مخافة الله وتلافي حالة التقصير، وكل من جالسه لا يقوم من مقعده إلا بقيمة إيمانية قد رسخت في ذهنه لمدى الحياة.
حياتـه الجهاديـة
التحق بوزارة الدّاخلية ”قوّات النّجدة“ عام 2012 م، إلا أنه لا يرى إلى عمله بمنظوره الرسمي بالمطلق، بل كان يرى أنه عين الجهاد، وسعى لتربية الأفراد  يقوم باستقطابهم للجهاد في سبيل الله، ومن ثم الانتساب إلى قوات النجدة على هذا الأساس الجهادي الراسخ، أن يستشعروا عملهم ويجعلوا منه محطة تقربهم إلى الله وتزكي نفوسهم.
التحق الشهيد بمسيرة الإيمان والجهاد عام 2014 م مع بداية الفتح لمحافظة صنعاء، ومثل الجهاد في سبيل الله أولوية كُبرى في حياة الشهيد - سلام الله عليه - لم يشغله عنه ولم يقعده عن النفير والتحرك أي متاع من متاع الدنيا، لأنه كان ينظر لها نظرة الراحل منها باعتبارها دار ابتلاء لا إقامة ، كان يعمل بطاقة جهادية كبيرة دون كلل أو ملل، وإذا ما أتت عليه فترة قل فيها العمل يدخل في حالة من الاكتئاب مُعللاً ذلك بأنه ناتج عن وجود تقصير في علاقته بالله..!  اتسم واقعه الجهادي   بالإخلاص الصادق لله والتسليم المطلق للقيادة، يعمل بكل ما يكلف به من توجيهات دون نقاش أو رفض بل ينطلق جندياً لله مسارعاً لطلب مغفرته مستبقاً للخير.  
كان متفانياً جداً يقدم وقته وجهده في سبيل الله، ويفضل العناء على الراحة والرخاء حتى قدم مهجته وروحه . لم يلقِ ببصرهِ يوماً إلى أي مادياتٍ أو مقاماتٍ معنوية، بل كان دائماً يقول كما قال الشهيد زيد علي مصلح (من أراد الجهاد فليدفن نفسيته تحت التراب ليتقبّل الله عمله وجهاده ).
كان مثالاً صادقًا و نموذجاً مثالياً احتذى به من عرفه من الأفراد والمجاهدين والأصدقاء..
كان له شرف المشاركة في العديد من جبهات المواجهة مثل جبهة القتب ”نهـم“ وفيها قدم الكثير من المواقف البطولية والعديد من المهام الجهادية التي تميزت بالنجاح ميدانياً و إدارياً
ثم التحق بأول فريق تم إنشاؤه بقوات النجدة كتيبة الدراجات النارية التي كان لها دور بارز ومهم في حفظ الأمن في أمانة العاصمة وذلك عام 2015م.
كان له العديد من المواقف المشرفة والبطولية في جبهات مارب، وفيها قدم أروع الأمثلة في الميدان عسكرياً وثقافياً بين أوساط المجاهدين حيث عُرف بحنكته ورجاحة عقله سلام الله عليه.
استشهاده
بعد حياة حافلة من البذل والعطاء والجهاد في سبيل الله في مختلف الجبهات، وبينما الشهيد في مهمته الأخيرة المشاركة في جبهة مارب منكلاً بأعداء الله الظالمين، وبعد أن قدم العديد من المواقف المشرفة والبطولية في الدفاع عن دين الله وعن الأرض والعرض ،منكلاً بالعدو ،ثابتاً ثبوت الجبال الرواسي، شامخاً عزيزاً بعزة الله ورسوله، حاملاً كفنه على أكفّه، مقداماً كجده الوصي، كراراً غير فرار ولا مولياً للدُبر متجاوزاً سخط الله وغضبه فائزاً بجنته ورضوانه نال الشهيد ما كان يتمناه طوال حياته الجهادية وهي الشهادة في سبيل الله، فاستحق بذلك الحياة الأبدية، فطوبى له هذا المقام العظيم.
القسم الإعلامي بمؤسسة الشهداء

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا