ملف الأسبوع

النظام السعودي.. ثالوث القلق والإرباك والخوف:عز آل سعود وعزاءهم من اليمن

النظام السعودي.. ثالوث القلق والإرباك والخوف:عز آل سعود وعزاءهم من اليمن

أصبح النظام السعودي يعاني الكثير من حالة القلق والإرباك والخوف من القادمِ .. فإقحامها في الحرب والعدوان على اليمن كان من اكبر الأخطاء التي ارتكبها آل سعود خلال تاريخهم السياسي ..

رغم أن المؤشرات التاريخية التي وردت بلسان مؤسس النظام السعودي الملكي كانت تؤكد أن عز (بكسر العين) آل سعود وعزاءهم من اليمن .. رغم أنها عبارة حملت دلالات تاريخية وسياسية من المجرم الأول للنظام السعودي الذي تأسس على رقاب القبائل العربية في نجد والحجاز، إلا إنها كانت ذات أبعاد عميقة ولكن أبناء المجرم المؤسس وأحفاده كانوا قاصرين في إدراك وصية المؤسس ولم يأخذوها بجوهرها الحقيقي ..
فاخذوا الجزء الأول من العبارة وهو أن ثروتهم واقتصادهم وإدارة تجارتهم هي من أبناء اليمن الذين سارعوا في المساهمة لبناء الدولة السعودية الحديثة وكانت العمالة اليمنية المبكرة هم رواد الثروة الوطنية السعودية في كل المجالات .. وتناسى آل سعود الجزء الآخر من وصية المؤسس عبدالعزيز وهي أن عزاءهم ونكبتهم وسقوطهم عن الملك وانتهائهم هو أيضا بيد أبناء اليمن .... اللهم فقط عامل الوقت والإرادة الربانية كانت هي سيدة المرحلة والتوقيت ....فكانت الإرادة الإلهية هي قضاء الله عز وجل .. فكان آل سعود على موعد مع الأقدار السماوية .. بظهور القائد الشهيد في صعده شمال اليمن والذي أدرك مبكرا خطر اليهود وأمريكا على الأمة العربية والإسلامية عامة وعلى بلاد اليمن خاصة.. وناهض الحاكم بأمر أمريكا منذ العام 2002م ووضعه أمام الحقائق التاريخية للمرحلة القادمة ..ومدى خطورتها على الأمة العربية والإسلامية واليمن بشكل خاص .. وأن المخطط الكبير لليهود ستكون خارطته اليمن ... كنقطة رئيسية في تغيير خارطة العالم الجديدة ..وان الجغرافية اليمنية الواسعة ستكون المحور الأهم والإستراتيجي لبقاء اليهود على رأس الاقتصاد العالمي والهيمنة الإسرائيلية الأمريكية على العالم وتجارته عبر البحار والمحيطات .. ولكن النظام السابق اعتبر تلك التحذيرات والنصائح المقدمة كرؤية وطنية من الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي .. إنها تشكل خطرا حقيقيا على السياسة العالمية وأن استشعار القائد الشهيد مبكرا للمرحلة القادمة هو بمثابة إنذار مبكر أيضا للأنظمة العربية واليمن أهمها .. وأن الخطر الحقيقي من وجهة نظر النظام السابق هو السكوت عن أفكار ورؤية الشهيد القائد للنجاة باليمن وشعبه ودينه من اليهود ومخطط الصهيونية القادم .. فكانت أمريكا هي أول من استبق الأحداث وشعرت بالموقف الذي دعا إليه الشهيد القائد فكان التحرك الأمريكي الإسرائيلي هو الأكثر أثرا على المنطقة .. وبدأت باستخدام الأوراق الأشد قوة وفاعلية وهي الحرب دون هوادة .. فمثل هذا الموضوع والموقف من السيد حسين الحوثي تجاوز كل الخطوط التي وضعتها أمريكا وإسرائيل في المنطقة .. ولابد من حسمها بشكل سريع وقوي بعد أن فشل النظام السابق في احتواء الأزمة الأكثر خطرا على أمريكا واليهود .. فكان قرار الحرب جاهزا كخيار من البيت الأبيض والكنيست اليهودي وأذن لأوليائهم وأدواتهم في اليمن بإعلان الحرب على القائد الشهيد وأنصاره وكان لحلفاء اليهود من آل سعود دور مؤثر وحاضر بقوة في الحرب فتحملوا أعباء هذه الحرب.. وقتل السيد القائد .. وتحقق حلم اليهود والنصارى بقتله وأخذ جثته إلى صنعاء وتدفن بنظر ومعرفة وإشراف الرئيس السابق علي صالح حتى تأكد له ولأمريكا وإسرائيل أن الشهيد دفن تحت التراب ولم يعدله ذكر أو أثر ... وتغنى العالم وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي أشهراً بهذا النصر العظيم ووأد الدعوة في مهدها..  وقتل قائدها ... وهذا ما كان سببا لظهور نور الحق وبزوغ فجر الحرية... واكتشفت حقيقة قيام قيامة العالم على دعوة الشهيد القائد واستشعر الآلاف من أحرار اليمن ذلك الخطر ... وأن أمريكا واليهود وآل سعود ما قاموا بتلك القوة على دعوة القائد الشهيد إلا لما كانت تشكله من خطر حقيقي على بقاء اليهود ودولتهم وسحب البساط العربي من تحت أيديهم. ....
وظهر السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حاملا لراية الحق والدعوة ومعلنا أنه ماض بدعوة الشهيد القائد حتى يظهر الله الحق ويزهق الباطل .. فكان ظهوره صدمة كبيرة لم يكن يتوقعها العدوان .. فتحركت كل أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة وقامت بحروبها الست دمرت كل شيء وأفرطت دول العدوان في إبادة كل جميل في صعده وقتلت الآلاف من أبناء هذا الشعب. وقدم النظام السابق الآلاف من أبناء القوات المسلحة في سبيل إرضاء أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي على طبق من ذهب تعبيرا عن حجم ومستوى الولاء لأنظمة الكفر والغطرسة اليهودية .. وكانت الملحمة الإسلامية بين الحق والباطل قد انتصرت للحق ... وتوالت الانتصارات بسقوط الحاكم الظالم ..  وظهرت معالم المرحلة القادمة. بفرار أذناب الخيانة والعمالة إلى أرباب نعمتهم .. وتقلد الحق وأنصاره زمام القيادة للوطن ..  وكشر اليهود عن أنيابهم وترأس الأذناب رايات الخيانة والعمالة...
وحمل راية الكفر والشيطان آل سعود لقيادة الحرب والعدوان على اليمن أرضاً وإنساناً بوكالة أمريكية صهيونية ضد أحلام الشعب اليمني بالحرية والكرامة ورفض الوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية .. وأعلنت أسباب الحرب وأبعادها وأيامها ونتائجها في إيجاز لعله الأكثر سطوراً والأقل حقيقة والأوفر حظاً .. فكانت رسالتهم الأولى هي القراءة للمرحلة القادمة من سنوات العدوان والحرب على اليمن .. ان هذه الحرب ستكون هي عداد التنازل لآل سعود وأن الله كانت له حكمته وإرادته ... وان النظام السعودي وصل للنهاية وخسر كل شيء واستعجل إنهاء تاريخ دولته بهذه السهولة وبهذه الخطة الأمريكية الإسرائيلية .. ووضعت النقاط على الحروف، وتحددت معالم المرحلة القادمة في تاريخ السعودية ونظامها الحاكم وخارطة الطريق لمستقبل المنطقة بدون آل سعود ...
أصبحت السعودية اليوم أضحوكة العالم سواء في حربها أو قواتها العسكرية وجيشها الكرتوني . صار النظام السعودي وملكه وولي عهده وسياسته لإدارة المملكة مسخرة الأنظمة في العالم ..وباتوا محل سخرية الحكام في العالم وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي. .. وفقد آل سعود سمعتهم وتاريخهم السيئ وفضحت كل شؤونهم السياسية والاقتصادية والعسكرية والدينية وأبعادها اليهودية الصهيونية ..وتحقق وعد مؤسسهم بأن زوالهم سيكون على أيدي اليمنيين .
السعودية بجرائمها وعدوانها على الشعب اليمني .. وحصاره وقتله والسعي لإبادته كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير .. لكن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي كان أكثر الناس رحمة ورأفة بالسعودية ونظامها وشعبها وكان حريصا كل الحرص على أن يظل هذا النظام حاكماً للسعودية بعد أن يتطهر من رجسه ويتخلى عن مشاريعه الأمريكية الصهيونية في المنطقة عامة واليمن خاصة .. كان قائد الثورة يوجه نداءاته وخطاباته إلى آل سعود بلغة الإسلام والدين والتراحم وبلغة القومية والعروبة والجوار بلغة الروابط الإنسانية والقرابة التي تربط الشعبين اليمني والسعودي .. حاول القائد بكل لغات الإنسانية وأعرافها أن يحمي النظام السعودي من المخطط الأمريكي الصهيوني وأبعاده على المنطقة ككل ولكن دون فائدة .. عمل قائد الثورة بكل ما أعطاه الله من قدرة وحكمة وإمكانية لإبعاد خطر المؤامرة على السعودية وشعبها ومقدساتها. ولكن فشلت كل محاولاته العلنية والسرية في تجنيب السعودية ونظامها الحاكم ويلات الحرب والدمار ومؤامرة اليهود والصليبين على الإسلام والمسلمين وعلى الشعوب العربية والإسلامية ولكن كان الشيطان الأكبر هو الأكثر حظا في هيمنته على نظام آل سعود وحكام الإمارات والدول العربية الواقعة تحت الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية ...
فوقعت السعودية في الفخ الإسرائيلي والفك الأمريكي والقوة اليمنية وقدراتها العسكرية الإستراتيجية، فأصبحت السعودية في وضع لا تحسد عليه .. بعد أن خسرت قدرتها الاقتصادية بالنيل الممنهج والمنظم لمواردها النفطية وتدميرها وإخراجها من دائرة الاقتصاد الرئيسي وإجبارها على التنازل من الكثير من مقدراتها الاقتصادية وأسهمها التجارية .. لم يعد بإمكان السعودية الاستمرار في الحرب على اليمن ولم يعد بقدرة نظام آل سعود أن يعيدوا التاريخ إلى الوراء .. ولعل حالة الشلل التام في قواتها العسكرية والفشل الكبير في إمكانية الاستمرار في العمليات العسكرية له اكبر دليل ومؤشر على حالة بالانهيار الشامل والأكيد في صفوف قواتها وقياداتها على صعيد كل المستويات ..بدأ من الجندي وصولا إلى أعلى الهرم القيادي العسكري والسياسي للمملكة ..
بات من المؤكد أن العد التنازلي للنظام السعودي آخذ في الانهيار .. وان الورقة الأخيرة التي يعتمد عليها النظام السعودي آخذ هو أيضاً في الانهيار فأمريكا في أزمة إنسانية كارثية قد تكون هي الصمام الذي سينفجر ويجعل من أمريكا النموذج الأسوأ عالميا وتاريخيا لانتهاك حقوق الإنسان الحريات وتغذية  العنصرية. ..فأمريكا لن تستطيع ن تقدم للنظام السعودي أكثر مما قد قدمته على مدى أكثر ثمانون عاما .. ولم يعد في جعبتها ما سوف تقدمة في صالح السعودية بل ما ستزيدها جرما وفضيحة أمام العالم والمجتمع الدولي .. ولم يعد  أمام السعودية ونظامها أية خيارات أخرى لسلامتها ونجاتها إلا الإعلان رسميا وأمام العالم عن وقف حربها على اليمن ورفع حصارها على الشعب اليمني وإعلان تخليها عن مشروعها الصهيوامريكي في اليمن ... وان تتحمل كل أوزارها التي ارتكبتها في اليمن أرضاً وإنساناً منذ 1921م حتى اليوم ..ما عدا ذلك فاليمن قادمة بقدرات عسكرية لا قبل للسعودية ونظامها وشعبها وحلفائها عليها ..وحينها تكون الفرصة قد فاتت ..والوقت أزف ... والحجة قد أقيمت والسيف قد سبق العذل ...
وسيكتب التاريخ أن أغبى نظام عرفته البشرية هو نظام آل سعود فقد خاضوا حرباً بالوكالة خسروا عرشهم وشعبهم وحياتهم ..وان التاريخ لا يرحم أرباب الغباء والحمق ..

*باحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا