ملف الأسبوع

التدريب وأثره  في رفع كفاءة  القوات المسلحة (1)

التدريب وأثره في رفع كفاءة القوات المسلحة (1)

بقلم العميد الركن/ عابد الثور
إن التدريب وخطة الدعم والإسناد اللوجستي له يحتاج إلى مجهود كبير من الدولة والقيادة خاصة في ظروف الحرب والعدوان.

ومع فقدان أبسط مقومات التدريب في بداية العدوان وصعوبة تدريب القوات وتأهيلها في ظروف يستحيل معها أي جيش أن يقوم بخطة التدريب في الوقت الذي  عمد  العدوان إلى تدمير كل مراكز التدريب والتأهيل واستهداف كل البنية التعليمية العسكرية.. ولكن وضعنا في اليمن كانت ظروفنا تختلف عن أي جيش آخر في المنطقة.
فبعد قدرة الدولة وحكومة الإنقاذ والقوات المسلحة اليمنية، امتصاص الضربة العسكرية الشرسة التي نفذتها  دول تحالف العدوان على اليمن وتمكنت من التعامل مع غطرسة العدو وتكبره وإسنادهً اللوجستي من اكبر جيوش العالم أمريكا وبريطانيا وفرنسا من خلال تنفيذ عدة إجراءات وتدابير كان قائد الثورة قد وضعها كخيارات أمام قادة القوات المسلحة للخروج من الأزمة ودائرة الموت التي فرضها العدوان على بلادنا..
اعتمد قائد الثورة سياسة عسكرية نادراً ما يلجأ إليها القادة في وضع بلادنا وجيشنا هو القرار الذي صدم العالم ودول العدوان تمثل بالمواجهة والتحدي والصمود.. وكان هذا القرار بمثابة الصدمة القوية للخارج والداخل.. ولكن قائد الثورة بهذا القرار جعل العدو في حيرة وتساؤل وإرباك فهل لليمن وجيشها الضعيف الممزق القدرة على المواجهة - هل مازال يمتلك بعض الإمكانات لمواجهة قوات التحالف والعالم.. هل قائد الثورة سيعمل في المواجهة على أولئك الأبطال من قوات اللجان الشعبية وخبرتها التي اكتسبتها في ستة حروب مع النظام السابق وستكون كافية لإعلان قرار المواجهة والصمود أمام جحافل العدوان.. أصبح العدو وقياداته في حيرة من أمرهم فتوقعات أمريكا وبريطانيا معطياتهم التي تمادت بها السعودية والإمارات ودول تحالف العدوان  هو أن القوات المسلحة اليمنية لا تمتلك من القدرة والإمكانية في المواجهة العسكرية أكثر من شهر وهذا ما أعلنه الناطق باسم العدوان عسيري أن المعركة التي سماها بعاصفة الحزم لن تستمر أكثر من شهر ويرفع علم السعودية والأمارات ودول العدوان في صنعاء.
ولذلك كان قائد الثورة شجاعاً لم يسبق لقائد مثله أن وضع في مثل هذا الموضع والمأزق وأتخذ  قرار يعتبر من أشجع القرارات وأقواها في التاريخ المعاصر لليمن والمنطقة العربية.
الرؤية الحكيمة لقائد الثورة
تجسدت رؤية قائد الثورة في قرار المواجهة والتحدي والصمود من خلال عدة نقاط بنى عليها هذا القرار والسير دون تراجع وهي:
الثقة في الله ثقة مطلقة لا نضير لها فالذي سانده ووقف معه في مواجهة الظلم والإبادة والتكبر والحرب العبثية حروب استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة وكل صنوف القوات المسلحة وشاركه معهم السعودية وأمريكا وفقدت القوات المسلحة خيرة أبنائها وعتادها في سبيل تلبية رغبة أمريكا والسعودية في القضاء على أنصار الله لأنهم رفعوا شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام فكانت ثقة القائد بربه عز وجل لا حدود لها.
وهذه الثقة انعكست إيجاباً على كل القيادات والمجاهدين وقيادات الدولة فلعبت دوراً وأثراً كانت نتائجه واضحة في العام الأول والثاني حتى تحقق النصر وهزم العدوان.  
 البناء المعنوي الذي حظيت به القوات وكانت بداياتها متمثلة في اللجان الشعبية والتي كانت بمثابة قوات الاحتياط التي بيد قائد الثورة فتعززت روح الفداء والشجاعة والأقدام في من تبقى من القوات المسلحة، وشعر الكثير من أبناء المؤسسة العسكرية النظامية حينها أن المسألة لم تعد مواجهة مع أنصار الله في حروب ستة في م/ صعدة بل الوضع الآن تغير تماماً فالمواجهة ستكون مع دولة وأنظمة عربية وأجنبية كانت سبباً في فقر اليمن وتدميره والنيل من سيادته واستقلاله فوجودوا  من دعوة قائد الثورة هي الملاذ الوحيد لكرامتهم والوقوف أمام المد الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في اليمن وأدواتهم الرخيصة من دول عربية على رأسها السعودية والإمارات.. فكانت هذه جزءاً من الأسباب التي رفعت من الروح المعنوية لدى القوات المسلحة والأمن للانضمام إلى صفوف القوات المواجهة العدوان والعالم.
إعلان التعبئة الشاملة لكل حامل السلاح  من الجيش والأمن طوعاً للوقوف أمام غطرسة العدوان وحلفائهم ولم يصدر مرسوم واحد بإلزام القوات المسلحة اليمنية بإعلان الجاهزية وأخذ مواقعها القتالية للمواجهة بل جعل لالتحاق في صفوف المقاومة تطوعاً دون أكره مع العلم أن في مثل هذه الظروف القوات المسلحة وجميع منتسبيها هم المسؤولون أمام الله وأمام الشعب والقانون والدستور بالانتقال حسب الأعراف العسكرية والتقاليد إلى وضع الاستعداد القتالي رقم واحد مهما كانت الظروف وأوضاع القوات حتى وإن لم تصل إلى مستوى الجاهزية فأي نسبة للجاهزية تلزم القوات المسلحة بالدخول في المعركة لأنها أصبحت حرب مصيرية وعدوان واحتلال فلم تعد للقوانين والمعايير التكتيكية والتعبوية والإستراتيجية أية أهمية لأن العدوان سيسحق كل شي.
ومع ذلك كانت حكمة قائد الثورة بأن جعلها طوعية لمن أراد عن قناعة كاملة لأنه لا توجد هناك أدنا فرصة للنصر أو تحقيق الندية أو حتى الدفاع السلبي فالعدوان جاء بأحدث ترسانه في العالم لحرب اليمن وثورته التي تحملت أعباء قرار المواجهة وهي ثورة 21 سبتمبر 2014م.
أعتمد قائد الثورة على ما تمتلكه البلاد من إمكانات عسكرية وأهمها أولئك القادة الذين كانوا في القوات المسلحة وضربوا أروع الأمثلة في الإخلاص والوفاء وحب الله والوطن فوقفوا وقفة رجل واحد مع أخوانهم القادة من اللجان الشعبية وشكلوا قوة واحدة تحت قيادة قائد الثورة فكانت هذه بمثابة صدمة للمرتزقة والخونة والعملاء والذين التحقوا بصفوف العدوان في السعودية والأمارات وبالمخابرات الأمريكية والبريطانية.. فكانت هذه نقطة تحول كبيرة في حياة القادة والمقاتلين.
وجه قائد الثورة قيادات الدولة ومنها العسكرية بالاستفادة من كل التجارب السابقة التي مرت بها اليمن سواء أكانت على صعيد الحروب الداخلية أو الأزمات التي أثرت على القوات المسلحة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر ووجهة باستخراج كل البحوث العسكرية التي انتهجتها العقول اليمنية من ضباط ومهندسي القوات المسلحة على مدى أكثر من خمسين عاماً وفرزها حسب ما تحتاجه  المرحلة من بناء القوات المسلحة وإعدادها من جديد لخوض معركة الكرامة والحرية والاستقلال ورسم معالم الدولة اليمنية الحقيقية دون وصاية وتبعية ورفض كل أساليب الابتزاز السياسي والعسكري الاقتصادي والاجتماعي فكانت تلك البحوث بالآلاف وما كان منها سيخدم القوات المسلحة في الأسلحة الثقيلة والإستراتيجية كانت توجيهات قائد الثورة بأن تجعل لها الأهمية والأسبقية في إعادة تأهيل الأسلحة والذخائر فكانت النواة الأولى للتصنيع الحربي والذي أحدث طفرة في الصناعات الحربية وتغيير موازين القوة العسكرية وإحداث فجوة كبيرة في قرارات العدوان أربكت كل تقديراتهم.
التدريب وإعادة التأهيل في اتجاهين رئيسيين هما الاتجاه المعنوي والاتجاه المادي وكان أهمها الاتجاه المعنوي حتى في أصعب الظروف وأشد الأوقات فلابد من أعداد المقاتل والمجاهد إعداداً صحيحاً بعيداً عن أية تأثيرات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
وأن يكون الهدف الأول هو الإسلام والدين وإشباع النفس البشرية للمقاتلين بما يحتاجون من ثقة بالله واللجوء، إلى الله وأن يكون القرآن الكريم هو المنهج والدستور وأن الوطن جزء من الدين ومن الكرامة والعرض وأن التعبئة القرآنية هي السبيل في وجود مقاتلين وقاد ة ضربوا المثل الأعلى قي ميادين العزة والكرامة وكانت نقطة استناد للقوات المسلحة بأن جعلت أول خطوات التدريب تتمثل في التعبئة المعنوية وإعداد القادة في كل الثغور والمحاور والاتجاهات العسكرية فإذا تحقق ذلك سوف يحقق للجيش كل مقومات النصر والإعداد وأنواع التدريب.
وجاء التدريب المادي متمثلاً في إعادة الثقة لأبناء القوات المسلحة في أسلحتهم وقياداتهم وخططهم التي تزعزعت في فترة من الفترات حتى أصبحت القوات المسلحة مثالاً يضرب به في الضعف والهوان واستهداف الإرهاب لمنتسبيها ومطاردة قادتها حتى إلى ثكناتهم فلم تعد القوات المسلحة حينها قادرة على أن تدافع عن نفسها فكيف بها ستواجه جيوش العالم ومن هنا انطلقت كتائب الجيش ووحداته حاملة مع قائد الثورة لواء المسؤولية لحماية الوطن والدين والعرض.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا