ملف الأسبوع

مناورة الوفاء للشهيد القائد.. تطور نوعي في البناء العسكري والاداء القتالي ورسائل تحذير للاعداء

مناورة الوفاء للشهيد القائد.. تطور نوعي في البناء العسكري والاداء القتالي ورسائل تحذير للاعداء

اللواء صلاح عبدالرحمن بجاش
إنطلاقاً من هدي القرآن الكريم وامتثالاً لأمر الله القوي الحكيم بإعداد ما يستطاع من القوة لردع أعداء الله وأعداء الأمة،

قال تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، من هذا المنطلق العظيم وعلى هذا الأساس والمنهاج القويم، تواصل قواتنا المسلحة الباسلة العمل على تطوير قدراتها العسكرية والقتالية، الدفاعية والهجومية وإعداد ما يستطاع من القوة، لردع أعداء الله وأعداء وطننا وشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، وفي مقدمتهم الأمريكان المستكبرين والصهاينة الغاصبين..
من هذا المنطلق، وفي هذا الإطار المتمثل بمواصلة مسار البناء النوعي لقواتنا المسلحة، جاءت المناورة العسكرية الكبرى "مناورة الوفاء للشهيد القائد" التي نفذتها المنطقة العسكرية الرابعة، لتؤكد أن جيشنا اليمني الباسل الفتي ماضٍ بإرادة قوية وعزيمة فتية وجهود متفانية وروحية إيمانية جهادية، وتحت لواء قيادة حيدرية شجاعة ملهمة حكيمة ذات رؤية ثاقبة وبصيرة نورانية ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي-يحفظه الله- في تطوير أداءه والارتقاء بمستوى قدراته وإمكانياته وتعزيز جهوزيته العالية في مختلف صنوف وتشكيلات قواته ووحداته العسكرية والقتالية البرية والبحرية والجوية بما فيها القوة الصاروخية والطيران المسير هذه القوة النوعية وذات أسلحة الردع الاستراتيجية التي كان لها دورها الفاعل وأثرها القوي والحاسم في كسر شوكة قوى العدوان الغاشم وهزيمة تحالفهم وجمعهم الآثم وتكبيدهم أفدح الخسائر في الأرواح والعتاد، تنكيلاً بحشود جيوشهم العدوانية الاحتلالية وبجموع مرتزقتهم سواء ممن باعوا ضمائرهم وتنكروا لقيم ومبادئ الولاء والانتماء لوطنهم وجندوا أنفسهم للقتال في صف المعتدين ضد أبناء شعبهم اليمني مقابل حفنات من الأموال المدنسة، أو ممن جلبهم العدوان من مختلف أقطار وبلدان العالم،  وكانت أرض اليمن الطيبة مقبرة لحشود المعتدين ومرتزقتهم الآثمين، وستلقف من تبقى منهم أجمعين وكل من يحاول تدنسيها من الغزاة الطامعين.. لتؤكد من جديد الحقيقة الثابتة والخالدة عبر حقب التاريخ قديمه وحديثه بأنها مقبرة للغزاة والمحتلين.
أعود هنا فأقول بأن المناورة العسكرية الكبرى "مناورة الوفاء للشهيد القائد" وما عسكته من مهارات متميزة وقدرات متطورة وخبرات كبيرة واحترافية عالية، هي في الأساس تحكي عن حجم التطور النوعي الذي حققه جيشنا العظيم، وتعد شاهد حي ودليل قوي واضح جلي عن المستوي المتقدم الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة الباسلة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها العسكرية والقتالية، وذلك على صعيد أدائها وإمكانياتها وتسليحها وقدراتها النوعية وكفائتها وجهوزيتها ومقدرتها العالية على خوض وحسم أية معركة سواء كانت دفاعية أو هجومية مهما كانت طبيعة مسرح العمليات الحربية أو تعقيدات التضاريس الجغرافية.
وهذا ما اتضح بجلاء وما جسدته مناورة الوفاء.. التي جسدت حقائق الصدق في توجهات الإعداد والتطوير والبناء ومضاعفة الجهود في الاهتمام وفي البذل والعطاء والتأكيد على المضي في مسار العزة والاباء وعدم الخضوع أو الاستسلام للأعداء، فكانت جديرة بتسميتها المتميزة "مناورة الوفاء للشهيد القائد"، وكانت أيضاً شاهدة ودالة ومعبرة عن تميز قيادة المنطقة العسكرية الرابعة ممثلة بالقائد الحيدري الهمام الشجاع الحكيم المقدام اللواء عبداللطيف المهدي الذي يعد رمزاً من رموز البذل والعطاء والإخلاص والتفاني وعنوان بارزاً من عناوين النصر اليماني ضد تحالف الشر العدواني.. وما جسدته مناورة الوفاء من تطور في مستوى القدرات العسكرية والقتالية ومن مهارات متميزة واحترافية عالية وأداء نوعي في تنفيذ المهام والعمليات القتالية الهجومية وما عكسته كذلك من كفاءة ومقدرة كبيرة على دك مواقع العدو وإصابة الأهداف المحددة بدقة عالية وهي مواقع افتراضية للعدو الأمريكي والإسرائيلي.. لكنها -أقصد مناورة الوفاء-  تحكي أساساً عن سفر عظيم من الملاحم البطولية ومن العمليات القتالية النوعية التي نفذتها وحدات المنطقة العسكرية الرابعة وما صنعه أبطالها الميامين إلى جانب إخوانهم منتسبي مختلف القوى والمناطق العسكرية، من انتصارات حاسمة ضد تحالف العدوان وعصابات العمالة والإرتزاق، وهي بالتأكيد انتصارات فيها تعاون مشترك وتنسيق ودعم وإسناد وتكامل بين كافة قوى وتشكيلات وصنوف قواتنا المسلحة وذلك حسب مقتضيات معركة الدفاع عن الوطن والتصدي لجحافل المعتدين وجموع مرتزقتهم الآثمين.. كما أن المناورة
الضخمة ومثلما حكت عن سفر خالد وعظيم من الملاحم البطولية والعمليات النوعية التي نفذتها وحدات المنطقة العسكرية الرابعة، فهي أيضاً تحكي وتؤكد وتعبر عن الإرادة القوية والعزيمة الجبارة الفتية التي يمضي بها جيشنا اليمني العظيم نحو تحقيق المزيد والمزيد من التطوير في قدراته العسكرية والقتالية -الدفاعية والهجومية والتكتيكية واللوجستية والتسليحية وفي التصنيع الحربي وفي مجالات التدريب والتأهيل والإعداد والبناء العسكري النوعي- وبما من شأنه تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات المتميزة ومواصلة مسار الانتصارات الحاسمة والتصدي القوي لأية قوى عدوانية مهما كان حجمها ومهما كانت إمكانياتها وقدراتها وأعدادها وعتادها.
فمن أبرز وأهم ما جسدته وما أفصحت عنه مناورة الوفاء للشهيد القائد، هو أن قواتنا المسلحة اليمنية جاهزة لخوض أي معركة مهما كان حجم وقوة العدو أو حشد اضعافاً مضاعفة عن ما حشده في السابق من تحالف عدواني كوني ومن مرتزقة جلبهم من مختلف أنحاء ودول العالم إلى جانب المرتزقة والعملاء والخونة اليمنيين الذين باعوا ضمائرهم وتنكروا لقيم ومبادئ الولاء والانتماء لوطنهم ووقفوا إلى جانب المعتدي الأرعن وقاتلوا معه أبناء شعبهم مقابل حفنات من الأموال المدنسة، لكنهم جميعاً معتدين ومرتزقة خابوا وخسروا وهزموا شر هزيمة ونكل بهم في مختلف جبهات المواجهة والقتال ووصل سوط العذاب الأليم الذي ضرب به أولوا القوة والبأس الشديد إلى عمق أراضي ومدن وعواصم دول العدوان فدك مواقعها وقواعدها ومطاراتها العسكرية وأحرق منشآتها الحيوية وكبدها أفدح الخسائر.
وعلى المعتدين والمرتزقة الآثمين أن يعوا أن القادم سيكون أشد وأنكى وأكثر قسوة وأيلاما إذا لم يتلزموا بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات والمشاورات ومنها التي تمت في صنعاء حيث جاء سفير مملكة العدوان صاغراً ذليلاً مستجدياً تمديد الهدنة وأنهم سينفذون شروط صنعاء لتحقيق السلام بدءً بالملف الإنساني المتمثل بصرف المرتبات وفتح الموانئ والمطارات والطرقات وإطلاق الأسرى.. وعليه أن يستوعب جيداً معطيات الواقع ورسائل مثل هذه المناورات العسكرية الكبرى التي تنفذها قواتنا المسلحة الباسلة، بأنه خسارته بالتأكيد ستكون أكبر بكثير جداً عن الساب، وبأنه إذا ما تم اللجوء إلى الخيار العسكري فانه سيتلقى ضربات موجعه وباسلحة فتاكة ومدمرة وعمليات نوعية ستذهله وتذهل العالم أجمع وستكون نهايته المحتومة هزيمة مذلة ساحقة وماحقة وخسران مبين.. فقواتنا المسلحة مستعدة لكل الخيارات وجاهزة لتنفيذ توجيهات القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا، وقادرة على تحقيق الانتصار الحاسم كما حققته من قبل وعلى مدى الأعوام الثمانية الماضية، إلا أنها اليوم تثبت وتؤكد بأنها قادرة على حسم المعركة في وقت قصير جداً وأنها ستلقن المعتدين درساً قاسياً بضربات قاصمة ومزلزلة تفوق فتكاً وهدماً وتدميراً  عن كل الضربات والعمليات السابقة ستكون نتيجتها دك كل مواقع ومنشآت المعتدين وإحراق وتدمير وهدم كل ما عرشوه منذ عشرات السنين.. هذا ما سيكون أن تمادى الأعداء في غيهم أو قرروا الاستمرار في المماطلة والمراوغة ومحاولة التنصل من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ومن ثم المضي قدماً في طريق السلام ودفع التعويضات وإعمار ما دمرته الحرب العدوانية الغاشمة الظالمة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا