ملف الأسبوع

عندما لا تريد أمريكا السلام: النظام السعودي بين خيارين.. السلام أو الانتحار

عندما لا تريد أمريكا السلام: النظام السعودي بين خيارين.. السلام أو الانتحار

زين العابدين
السياسة الأمريكية لازالت كماهي لم تتغير مرتكزة على مخططات تناهض أي عملية سلام قد تحصل في المنطقة والشرق الأوسط خصوصا في ملف العدوان على اليمن الذي تقوده الإدارة الأمريكية بشكل مباشر

و لم تقدم فيه أي توجه للسلام وماينهي الحرب والحصار .
فسياساتها تجاه أي عملية للسلام مضوية فقط حول التلاعب والمناورة والهروب للأمام فالسعودية مثلا وهي تلعب دور الأداة والوكيل لأمريكا في تنفيذ العدوان على اليمن هي حاليا تنخرط في المفاوضات مع العاصمة صنعاء وقد وصلت المفاوضات إلى مستوى متقدم لكن أمريكا لاتريد أن تصل هذه المفاوضات إلى أي نتيجة عدا كسب الوقت لزيادة معاناة شعبنا اليمني وتمديد أمد الحصار على اليمن إلى ابعد فترة ممكنة..
حيث تتجه أمريكا لدفع المفاوضات نحو العرقلة والفشل وممارسة الضغوط على وكلائها السعودية والإمارات لمواصلة العدوان على اليمن رغم كل المتغيرات التي حصلت ورغم ماوصلت إليه الحرب من تداعيات كارثية تهدد الاقتصاد السعودي والإماراتي.
حيث هذا مايمكن ملاحظته خلال الزيارات المكثفة التي يجريها المبعوث الأمريكي ومدير جهاز الاستخبارات المركزية CIA للسعودية في الوقت الراهن وبالتزامن مع المفاوضات التي جرت في العاصمة صنعاء بين الوفد السعودي وصنعاء بوساطة عمانية .
بالتالي ومع واقع الرفض الأمريكي وتوجهاته العدوانية أصبحت السعودية أمام خيارين فقط سيترتب عليها مصيرها ومستقبلها الاستراتيجي والاقتصادي والأمني..
 الأول : هو إن وافقت على السلام وعملت على تحقيقه رغم الضغط الأمريكي ستكون بذلك قد وضعت أولى أقدامها نحو مستقبل آمن و مستقر سيجنبها تداعيات مدمرة .
الثاني: إن رضخت للضغط الأمريكي القائم وعادت لاستئناف الحرب ستكون قد رضخت للانتحار الاستراتيجي والغرق في اليمن وليس فقط الهزيمة، فالحرب إن عادت ستكون خياراتها مختلفة عن جولات الحروب السابقة وستكون السعودية بالدرجة الأولى أمام كارثة حقيقية ستتجاوز تداعياتها خسارة الاقتصاد وشركة ارامكو وأمنها القومي والاستراتيجي .
فاليمن بفضل الله تعالى وبما لديه من قوى ضاربة على الأرض صار يمكنه خوض حرب هجومية مدمرة تتركز استراتيجياتها على تدمير البنية الاقتصادية والنفطية للسعودية وتوجيه ضربات قاصمة تخرج شركة ارامكو واهم حقولها الحيوية التي تنتج أكثر من 10 ملايين برميل يوميا عن الخدمة وسيتم توجيه صدمات قاتلة ومباشرة للاقتصاد الأمريكي والغربي الذي يعتاش بشكل رئيسي على واردات النفط السعودي .
وقد كان تهديد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي واضحاً بهذا الخصوص محددا أن الضرع الحلوب (النفط السعودي) سيتم تمزيقه وسيتم قطع يد الحالب أي يد الأمريكي الذي يغذي اقتصاده من إيرادات النفط .
لذا ليس هناك خيارات أخرى لتجنب هذه الداعيات سوى إيقاف العدوان والحصار على اليمن والذهاب نحو السلام غير ذلك فلا سلام للجميع وستدور رحى الحرب القادمة على الاقتصاد السعودي وعلى امن الطاقة الذي سيدفع فيها الأمريكي والغربي ثمناً باهضاً لايسقط بالتقادم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا