ملف الأسبوع

الـ30من نوفمبر.. تتويج لتضحيات شعبنا اليمني

الـ30من نوفمبر.. تتويج لتضحيات شعبنا اليمني

يحتفل أبناء الشعب اليمني العظيم بكل فخر واعتزاز بالذكرى الرابعة والخمسون لعيد الاستقلال المجيد وخروج آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.

إن الموقع الجغرافي والحضارة والتاريخ العريق الذي يمتلكه وطننا الحبيب جعله مطمعاً وهدفاً للغزاة والمحتلين على مر التاريخ ولكن بعزيمة وإرادة الأحرار والشرفاء والمناضلين من أبناء هذا الشعب شكلت الصخرة التي تحطمت عليها آمال الغزاة والمحتلين فلم يجدوا لهم على أرض اليمن مستقراً ولا موطناً.
إن احتفالنا بيوم الاستقلال في الـ30من نوفمبر له دلالات عظيمة فهو ذكرى تتوجت فيه تضحيات شعبنا اليمني منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة 14أكتوبر 1963م من جبال ردفان الأبية إلى يوم الاستقلال الناجز في الـ30من نوفمبر 67م حيث خاض شعبنا اليمني بكل فئاته وشرائحه وأطيافه وقواه الاجتماعية والتنظيمية نضالاً جسوراً دام أربع سنوات أرهب فيها المغتصب البريطاني وجحافله وأذاق الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس ويلات الحروب وعلمها دروس الحرية وكيف تكون إرادة الشعوب التي تسعى لنيل حريتها واستقلال قرارها وحماية سيادتها.. وما لاقاه المحتل البريطاني على أيدي الشرفاء من أبناء الوطن كان نتيجة حتمية لمواجهة جرائمه البشعة التي ارتكبها بحق أبناء الشعب اليمني الصابر المحتسب الذي رزح تحت وطأة ذلك المحتل الغاصب قرابة قرن ونيف من الزمن فكان لزاماً على كل أبناء الشعب اليمني التحرك وبشكل جاد لمواجهة ذلك العدوان الصلف وتقديم كل التضحيات في سبيل نيل الحرية واستعادة السيادة الوطنية وكسر شوكة الطغاة وإخراجهم من أرضنا أذلاء صاغرين.
إن يوم الاستقلال في الـ30من نوفمبر 1967م يعتبر مدرسة عظيمة تستلهم منها كل الأجيال دروس التضحية والفداء والشعور بالمسؤولية الدينية والوطنية في مواجهة أعداء الحياة والإنسانية وطغاة الأرض والمتسلطين الطامعين في خيرات وثروات الشعوب، ونحن ومن هذه المدرسة نستلهم اليوم صمودنا وثباتنا تجاه العدوان الإسرائيلي الأمريكي والسعودي إماراتي وكل من تحالف معهم، الذي لا يختلف كثيراً عن المحتل البريطاني البغيض فما مارسه المحتل في الماضي من الإجرام والعنجهية ومحاولة إذلال كرامة الإنسان يمارسه أعداء اليوم في جنوب الوطن وبكل عنجهية وبشاعة أكثر من أسلافهم وبدون رادع من دين أو خلق فقد اجتازوا حدود الإجرام بجرمهم وحدود المعقول بغبائهم وتجردوا من كل قيم الدين والإنسانية وما أعمالهم اليوم ومسرحيتهم الهزلية التي يمثلونها في جنوب الوطن من خلال تبادل الأدوار بين المحتل السعودي والإماراتي إلا واحدة من منهج سيدتهم بريطانيا ولكن هيهات أن يصلوا إلى ما يحملون به هم وأسيادهم فأمامهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن يثنيهم حتى الموت في الدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم وسيادة واستقلال قرار وطنهم.
إن تاريخ شعبنا حافل وزاخر بالكفاح والنضال في مواجهة أطماع الغزاة والمحتلين على مر التاريخ والعصور ولن تكون اليمن سوى مقبرة لكل أولئك المحتلين الجدد كمن سبقوهم.
* مدير دائرة شؤون الضباط

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا