ملف الأسبوع

الشهيد اللواء هشام الغرباني .. القائد المحنـّـك

الشهيد اللواء هشام الغرباني .. القائد المحنـّـك

القائد الفذ والشجاع هو الذي يكون دائما في مقدمة صفوف القتال والمواجهة بين جنوده ليعزز لديهم الثقة والشجاعة ويشعل حماستهم من اجل مواصلة القتال حتى القضاء على العدو وهزيمته وتحقيق النصر.

ومن هنا ومنذ بداية العدوان الظالم والغاشم على شعبنا اليمني برز لنا قادة عظماء في جبهات وميادين النزال مع قوى العدوان ومرتزقتهم يحملون صفات الشجاعة والاستبسال التي يتحلى بها الرجال الأبطال لمواجهة التحديات بقوة وعزيمة يمنية وإيمانية.
وبين هذه الأسطر نتحدث عن أحد هؤلاء القادة الأبطال الشجعان والذي مرغ أنوف قوى العدوان ومرتزقته في جبهة الضالع إنه الشهيد البطل اللواء هاشم مسعد قائد الغرباني -قائد محور الضالع وقائد لواء 157 مشاة- الذي كان مثالاً للشجاعة والبطولة والبسالة والإقدام ومثالاً يُحتذى به في الصدق والأمانة والإخلاص صاحب المواقف الجهادية التي سطرها في مختلف ميادين الشرف والبطولة ضد الغزاة والمحتلين وخاصة في جبهات الضالع والتي تعكس روحيته الإيمانية ونفسيته الطاهرة الزكية .
الشهيد اللواء هشام الغرباني«أبو أسامة» تحرك وانطلق إلى ساحات المواجهة مجاهداً في سبيل الله ومن اجل الدفاع عن الوطن وصون وحدته وسيادته واستقلاله وحماية شعبه ومكتسباته مدركاً شرف الانتماء العسكري، مفضل العمل الميداني على كل الأعمال واستطاع بناء الأفراد بناءً عسكرياً من منطلق العقيدة الإسلامية والانتماء الوطني، فكان في ذلك مثالاً للقائد الملتزم بواجباته الدينية والوطنية ممارسة وسلوكاً وثقافة وأخلاقاً وكان نموذجاً للمجاهد الوطني المخلص لوطنه المعتز بانتمائه ليمن الإيمان والحكمة ويمن التاريخ والحضارة .
لقد كان الشهيد الغرباني - سلام الله عليه- في جبهات الشرف والكرامة أسداً يصول ويجول مقاتلاً ومخططاً ومنفذاً بروحية المجاهد المؤمن بربه والواثق بنصره وتأييده وبحنكة وخبرة القائد المتمرس الذي لا يخطئ هدفه ولا يتراجع عن غايته .
تنقل اللواء الغرباني في مختلف ميادين المواجهة بحسب مقتضيات وظروف مسرح العمليات العسكرية فارضاً فيها معادلات قلبت موازين المواجهة مع قوى العدوان ومرتزقته وألحقت بهم خسائر بشرية ومادية كبيرة وأصبح اسم (أبوأسامة) مرعباً يقض مضاجع ومواقع العدو لمجرد علمهم باشتراك (أبو أسامة)في المعركة .
لقد سطر الشهيد اللواء الغرباني -سلام الله عليه- أروع الملاحم البطولية في التضحية والفداء وهو يذود عن حياض الوطن الغالي في جبهات الضالع ضد المعتدين الآثمين بقوة إيمانه وإرادة يمنية ولقنهم أشد الهزائم النكراء وجعلهم يفرون من أمام هذا القائد البطل وجنوده ويولون الأدبار من دون رجعة .
وكان للشهيد مواقف مشرفة مع أبناء المنطقة عموماً وكان مدافعاً عن الضعفاء منتصراً لقضاياهم وملبياً لآمالهم وتطلعاتهم على مستوى مديرية دمت محافظة الضالع  بمخاليفها الأربعة..
فكان لمواقفه المشرفة تلك وقعاً خاصاً في نفوس أبناء المنطقة وكان بالنسبة لهم بمثابة الأخ والصديق الوفي المخلص للوطن والمنتصر لقضاياه..
وكانت تلك الحشود الجماهيرية التي تدفقت بعشرات الآلاف إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء للمشاركة في تشييع الشهيد اللواء هشام مسعد قايد الغرباني وكذلك الحشود الكبيرة التي حضرت إلى مسقط رأسه بقرية الأحرم من كل حدب وصوب جسدت بما لا يدع مجالاً للشك المكانة الكبيرة التي احتلها الشهيد الغرباني في نفوس الكثيرين من أبناء الشعب اليمني عامة وأبناء المنطقة خاصة والتي حملت الكثير من الوفاء والعرفان بتضحيات هذا البطل والفارس الشجاع الذي وهب حياته رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن وكرامة أبنائه.
كانت حياة الشهيد حافلة بالعطاء حيث التحق الشهيد بكلية الطيران والدفاع الجوي في العام 1995م وحصل على العديد من الدورات العسكرية التخصصية داخل الوطن وفي الخارج، وعين مديراً عاماً لأمن محافظة الضالع ثم قائداً لمحور الضالع القتالي.
وبعد أن خاض الشهيد اللواء الغرباني المعارك في جبهات الضالع بكل بسالة وبطولة وشجاعة وبصدق وإخلاص مع ربه ووطنه نال أعلى الأوسمة في الشجاعة والبطولة والإقدام والبسالة والتضحية والفداء وفاز بالوسام الرباني الأعلى وحُظى بالتكريم الإلهي الكبير بعد أن خلّد اسمه في صفحات الأبطال الخالدين العظماء فلقى ربه شهيداً كريماً فسلام الله على روحه الطاهرة وعلى جميع الشهداء الأبرار ولانامت أعين الجبناء .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا