ملف الأسبوع

يحكي أحداثاً من حياته العسكرية بين الأمس واليوم العقيد محسن زياد لـ« 26 سبتمبر »: منتسبو المؤسسة العسكرية اليوم تم إعدادهم معنوياً وقتالياً بروح إيمانية جهادية

يحكي أحداثاً من حياته العسكرية بين الأمس واليوم العقيد محسن زياد لـ« 26 سبتمبر »: منتسبو المؤسسة العسكرية اليوم تم إعدادهم معنوياً وقتالياً بروح إيمانية جهادية

بين الماضي والحاضر تجددت مواقف ومتغيرات استقرأتها ذاكرة العقيد محسن زياد من أبناء سنحان محافظة صنعاء

فيما يخص حياته العسكرية في إطار تخصصه القتالي ضمن الملاك البشري التابع للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقيادة الفرقة الأولى مدرع..
ومن خلال ارتباطه بالقيادة العسكرية السابقة وما يشاهده اليوم من مواقف وطنية ثابتة لدى قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية وما يحققه المجاهدون في ميادين العزة والكرامة في مواجهة قوى العدوان ومرتزقته أراد توضيح بعض الأحداث وعلى لسانه تحدث لـ"26سبتمبر" بالقول:

حوار :عفاف محمد الشريف
يسعدني ويشرفني هذا الحوار عبر صحيفتكم التي تتسم بالمصداقية والتنوع، واعرف عن نفسي أنا محسن صالح علي زياد أحد أبناء قرية دار الحيد سنحان- من مواليد عام ١٩٤٨م خريج روسيا مدفعية وصواريخ، التحقت بالكلية العسكرية "الحربية "عام ١٩٧٠ كطالب وتخرجت منها عام ١٩٧٢ برتبة م/٢ وتدرجت في المناصب والرتب حتى أصبحت برتبة عقيد عام ١٩٩١م .
* هل وجدتم ثمة فارق فيما عشتم ولامستم في الواقع العسكري سابقا مع ما تعيشونه اليوم ؟
** حقيقة وجدنا فوارق كبيرة في الحياة العسكرية بين الماضي والحاضر.. فاليوم المجاهدون الأبطال من الجيش واللجان الشعبية انضموا للمؤسسة العسكرية بغرض الدفاع عن اليمن وأبناءه الشرفاء، أما عن الالتحاق بالجيش في الماضي كان انضمامه لغرض المعيشة وتحسين الوضع والتكسب و"الهنجمة "على أفراد الشعب وقد كان إعداد الجيش السابق لغرض العروضات بالأسلحة والمعدات التي لا يجيدون حتى استخدامها أما جيشنا الحالي واللجان الشعبية بعد ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٥م فقد انتسبوا للمؤسسة العسكرية وتم إعدادهم معنويا وقتاليا حتى أصبحوا يصنعون الأسلحة بأنفسهم ولذلك يدافعون على اليمن ببسالة لا تضاهى أصبح الجميع يشهد لها بالتميز.. واليوم يدافعون عن البلد ضد العدوان الخارجي السعودي الإماراتي الصهيوني الجائر .
* الحياة العسكرية للمجاهدين لها دلالاتها ومعانيها هل بإمكانكم الحديث حول هذا الموضوع ؟
** اليوم المجاهدون يحققون الانتصارات الساحقة التي بدأوها بإمكانات بسيطة ومتواضعة إلا أنهم يؤمنون بالله إيمان راسخ وبالوطن وأهمية الدفاع عنه وأنا أجزم بأن هذه الانتصارات المبهرة إنما سببها استعدادهم النفسي وارتباطهم المباشر بالله واستعانتهم وقوة إيمانهم به وبعونه ونصره  وإنما تلك الرهبة التي يسومون بها العدو هي رهبة إلهية.
* كيف ترون تبادل الخبرات العسكرية بين المجاهدين والمقاتلين في القوات المسلحة ؟
** من المؤكد أن هناك ثمة تبادل في الخبرات مثل استخدام السلاح وبعض الدراسات التكتيكية التي مارسها منتسبو القوات المسلحة أثناء التدريبات وغيرها من الخبرات لكن الجيش واللجان اعتمدوا بشكل كبير على الروح القتالية العالية والعقلية اليمنية الفذة وهذا ما ابهر العالم أن تلك الاقتحامات والانتصارات  أبهرت كل المراقبين والخبراء في مجال القتال الحربي في الداخل والخارج كون رجال الجيش واللجان اكتسبوها بدافع فطري وحقيقي إيمانا بقضيتهم .
هل وجدتم فارقاً بين القيادة العسكرية مع القادة المجاهدين من ناحية ارتباطها بالمقاتلين وتلمس همومهم ورفع معنوياتهم والتواجد معهم في الخطوط الأمامية في جبهات القتال ؟
**  هناك اختلاف لم يكن ثمة تلاحم بين القيادة العسكرية والمقاتلين إلا ما ندر كواجب  لكن حاليا القيادة أكثر ائتلافاً بالمقاتلين توليهم الاهتمام الأكبر وترفع من معنوياتهم من ناحية تأمينهم بتفقد أهاليهم أولاً ثم التواجد معهم وعطائهم دروس من قبل ثقافيين مختصين  تبث بداخلهم الحماس وتعرفهم أهمية عملهم وكيف يكون مما يجعلهم يقاتلون بإخلاص وصدق دون أن يهابوا الموت أو يؤثرون حياة الراحة على الجهاد كذلك وجود القادة بينهم في الخطوط الأمامية يجعلهم يحبون الاقتداء بهم في كل صغيرة وكبيرة .
* الانتصارات الميدانية في جبهات المواجهة مع قوى العدوان والمرتزقة كيف تصفونها وما جسدته من معنويات على أبناء الشعب اليمني؟
** رجال الله أعدتهم قيادة حكيمة بشعارات المسيرة القرآنية وجعلت منهم مايشبه الأساطير في تحركهم وفي ما يحققونه من إنجازات مبهرة في ميادين القتال حيث أصبحوا مهيئون لاقتحام أرض العدو  السعودي وهذا مالم يكن يتخيله عقل هم فقط بانتظار القرار السياسي من القيادة الثورية والسياسية حيث ولأول مرة يصمد جيشنا أمام الهجمات الخارجية على حدود بلادهم ولم يدخل العدو شبراً واحداً وكل ذلك يخلق حالة شعورية عند المواطن بالفخر والاعتزاز ويرفع من معنوياته ليكون أكثر تحملاً لتبعات العدوان الجائر ويكون معيناً للجيش واللجان بما أستطاع .
* ما الفرق الذي تلمسوه من خلال الأجهزة الأمنية مقارنة بالسابق ؟
** اليوم أجهزة الأمن والمخابرات نجحت في مواجهة عصابات السرقة والسطو المسلح وانخفضت نسبة السرقة للسيارات والدراجات النارية إلى مايقارب ٩٠% بفضل العمل الجماعي المتكامل لرجال الدولة .
* في الحروب السابقة ما الذي تراه مختلفا عنها اليوم في هذه الحرب ؟
** تعودنا في الحروب السابقة التي خاضها النظام السابق شرقا وشمالا وغربا وجنوبا ان تنهب المعدات العسكرية من الجبهات وتباع في أسواق السلاح من البندقية الكلاشنكوف إلى مادون الدبابة بطرق جريئة لكن في هذه الحرب لم يحدث هذا بل أن رجال الجيش واللجان شرفاء والمعدات مصانة ولم نسمع ان احد المجاهدين باع حتى طلقة سلاح واحدة في سوق السلاح .
* حدثونا عن التجربة المريرة التي عشتوها بالتزامن مع مجزرة الصالة الكبرى ؟
** في ذاك اليوم المشئوم كانت تقريبا كل أفراد عائلتي كانوا متواجدين في عزاء آل الرويشان وحدثت أن قصفت الصالة عشنا أوقاتاً صعبة ونحن بين الرجاء واليأس نبحث في كل المستشفيات عن من لم يخرجوا سالمين من صالة العزاء حتى عرفنا في اليوم التالي إننا فقدنا أربعة من أفراد أسرتي أخي العقيد حسين زياد وأخي عبدالعزيز زياد وأبناء إخوتي طه وأمين وكانت الصدمة موجعة بشكل لايوصف لنا جميعا وهذا ما ولد بداخلنا حقد على الغارات السعودية اللعنية وكل من دعمها لقتل أفراد الشعب اليمني وهم خارج جبهات النزال، وهذا فعل الجبناء لكن أفراد أسرتي وغيرهم من الضحايا ارتقوا شهداء في سبيل الله ولن يكسب العدو إلا الخزي والعار .
* كلمة أخيرة !
** اشكر لكم هذه اللفتة الكريمة للتعبير من مواطن محب لوطنه احيي القيادة والشعب الصامد وأهنئهم على الانتصارات الساحقة والمذلة  للعدو .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا