ملف الأسبوع

بُشراك يا مأرب

بُشراك يا مأرب

الحرية والاستقلال لا يتحققان إلا بثمن غالٍ وتضحيات جسام لكي يصل الإنسان في هذه المعمورة الى ما يصبو إليه من آمال وتطلعات وأحلام ترسم واقعه وحياته

بل والعيش الكريم بعزة وكرامة وهو ما يضع الفكر الإنساني بين محطتين أحلاها مرها أما أن يعيش واقع مأساوي يرضخ فيه لعوامل التدخلات المباشرة التي تفرض عليه الذل والهوان والانبطاح ومواصلة الحياة بهذا الشكل وإما العيش بحرية وعزة وكرامة رافضاً الخنوع والاستسلام لتلك العوامل وسيقدم ما يقابلها من تضحيات وأثمان غالية من النفس والمال لكي يحقق الحرية والاستقلال..
الشعب اليمني قيادة وحكومةً وقوات مسلحة وأبناء شرفاء فضلوا العيش بكرامة وحرية واستقلال وإرادة وواجهوا عوامل التدخلات الخارجية التي تفرض على الشعوب الوصاية والهيمنة والخنوع بكل صمود وثبات ودفاع واستبسال وقدموا الغالي والنفيس من أرواحهم ودمائهم وتضحيات أسطورية أذهلت العالم على مدى ستة أعوام من الصمود والثبات في وجه قوى العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته من أنظمة العمالة والارتزاق في السعودية والإمارات ومن يدور في فلكهم من الخونة والمرتزقة المأجورين بالمال المدنس..
صور تلاحمية رائعة سطرها أبناء الشعب اليمني الأحرار الشرفاء في دفاعهم المستميت عن وطنهم وسيادته واستقلاله وحريته وقدموا أنهاراً من الدماء الزكية الطاهرة في سبيل عزة اليمن وكرامة أبنائه وفي كل مجالات الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية فأثمرت نصراً عظيماً وحققت إنجازات وانتصارات في مواجهة قوى الظلم والاستكبار والطغيان..
إنها إرادة الله وتأييده للمظلومين والمستضعفين أمام مؤامرات أحيكت بمكر عظيم على هذا الشعب العظيم الذي جعل من العدوان والحصار والحرب الاقتصادية عوامل نصر تغيظ الأعداء وانتقل من مرحلة الإعجاز الى الإنجاز ومن مواقعه الدفاعية الى مسارات الهجوم وتحرير الأرض اليمنية من دنس الغزاة المحتلين وإنجازات في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية لنؤكد للعالم أن إرادة اليمنيين بعد الله صلبة وقوية ولا يمكن كسرها مهما تعاظمت الأمور وتكالب الأعداء بقوتهم وهالاتهم الحربية وجيوشهم وأسلحتهم المتطورة..
ندخل عامنا السابع من الصمود الوطني وآمالنا تتحقق لأننا أعدينا العدة والاستطاعة وقهرنا المستحيل كوننا رفضنا الوصاية والهيمنة وإخضاع السيادة الوطنية لمساومة الأعداء، وبهذه المعادلة الحياتية لم يقف شعبنا مكتوف الأيدي ففي المسارات السياسية فاوضنا بقوة والاقتصادية عملنا على مبدأ الشهيد الرئيس الصماد "يد تبني.. ويد تحمي" ويد تزرع ويد تصنع لنصنع المعجزات وفي مساراتنا العسكرية تشهد ميادين العزة والكرامة الإنجازات والانتصارات وانتقل مقاتلو الجيش واللجان الشعبية من معارك الدفاع الى الهجوم والتحرير بل أصبحت اليد الطولى من القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر يصول ويجول في عمق أراضي العدو ليستهدف المواقع الحساسة العسكرية والاقتصادية للمملكة وتدك عصب الحياة الاقتصادي "ارامكو" ليصل أمراء العدوان وملوكه الى مرحلة الوجع الكبير، وهاهي اليد اليمنية تصنع شتى أنواع الأسلحة وذخائرها بخبرات وطنية بحتة، وهاهي عمليات توازن الردع تؤدي مهامها بكل كفاءة واقتدار لتقلق قوى العدوان وتؤرق منامهم، وهاهم المقاتلون يصنعون ملاحم انتصارات بطولية لتحرير الأرض اليمنية شبراً شبرا مهما كانت التحديات ومهما قدم فيها الأبطال التضحيات، وهاهي مأرب اليوم تستقبل المجاهدين بترحاب كبير لتعلن للعالم أنها رزحت ردحاً من الزمن في ظل الوصاية والهيمنة وقوى المستعمرين تدنس ترابها الطاهر.. فبشراك يا مأرب الحضارة والتاريخ وبالنصر والفتح المبين على أيدي أبناءك الشرفاء والمجاهدين العظماء مهما كلفنا تحريرك من دماء وأنفس ومال وعتاد فأرضكي يمنية وترابكي يمني وأهلك شرفاء وأحرار في يمن الإيمان والحكمة.. والله الموفق.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا