الصفحة الأولى

السيد القائد عبدالملك الحوثي في كلمته بمناسبة يوم الولاية 1440هـ:الاحتفال بهذه المناسبة امتداد للولاية الإلهية التي جاء بها النبيون هدى ورحمة للعالمين

أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأن الاحتفال بيوم الولاية يجسد الشكر على نعمة الله سبحانه وتعالى.. مؤكداً في سياق كلمته على عظمة يوم الغدير الذي يجتمع فيه الناس لاحياء هذه المناسبة بتعابير واشكال متجددة.. مهنئاً ومباركاً للمؤمنين والمؤمنات مباهج افراحهم بهذه المناسبة العظيمة..

السيد القائد عبدالملك الحوثي في كلمته بمناسبة يوم الولاية 1440هـ:الاحتفال بهذه المناسبة امتداد للولاية الإلهية التي جاء بها النبيون هدى ورحمة للعالمين

واعتبر السيد القائد أن احياء هذه المناسبة تعد «أولاً من الشكر لنعمة الله -سبحانه وتعالى- الله -سبحانه وتعالى- الذي قال في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: من الآية3]، فالاحتفال بهذه المناسبة هو من الشكر لهذه النعمة العظيمة من الله -سبحانه وتعالى- وهو أيضاً من الشهادة بكمال الدين».
وأضاف قائلاً: «عندما نأتي إلى هذا البلاغ التاريخي الذي يستحق أن نقول عنه: أنه بلغ أعلى درجات الأهمية، يتضح ذلك من النص القرآني، ويتضح ذلك بالنظر إلى الظروف والوضعية التي نزل فيها هذا البلاغ، وبالنظر إلى الترتيبات التي عملها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- لتقديم وتبليغ هذا البلاغ المهم، وأيضاً في مضمون ومحتوى هذا البلاغ، وعلاقته بالأمة في دينها وفي واقع حياتها».
مؤكداً على أن البلاغ في يوم الغدير يمثل تتويجاً لكل تلك الإشارات، ولكل تلك التنبيهات، لكل تلك النصوص في تلك المناسبات المختلفة، وليمثل إعلاناً عاماً وقد حضرته جموع الأمة- بمناسبة الحج- التي ذهبت لحجة الوداع، بعد عملية استدعاء للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- استدعاء من جانبه للأمة للحضور في ذلك الحج بأقصى ما يمكن، مطلوبٌ من كل الذين يمكنهم الحضور أن يحضروا في ذلك الحج؛ لأن فيه بلاغات مهمة، ونداءات مهمة، وتوجيهات مهمة، وتعليمات مهمة.
وقال السيد القائد: « الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في مقامه ذلك وفي خطابه ذلك أقام الحجة على الأمة؛ لأن هذا البلاغ ستتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، وسيبقى حاضراً في تراث الأمة، وموثقاً بأشكال متعددة في واقع الأمة عبر الأجيال، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله في نفس ذلك المقام كان يقول: (أَلا هل بلغت)، فيشهدون له بالبلاغ، فيقول: (اللهُمَّ فاشهد)، (أَلا هل بلغت) يشهدون له بالبلاغ، يقول: (اللهُمَّ فاشهد)».
وقال السيد القائد أن الدور المناط بالمسؤولين، بالمسلمين، والمسؤولية الملقاة على عاتق المسلمين في العمل على تقديم نموذج حقيقي يعبِّر عن هذا الإسلام؛ حتى يكون المسلمون أمةً تحمل هذا المشروع العظيم في رسالته إلى البشرية بكلها، رسالته الهادية، رسالته العادلة، رسالته التي هي خيرٌ لكل البشرية، يحتاج إلى أن يكون القائم على هذا يمثل امتداداً أصيلاً، صحيحاً، سليماً؛ حتى ينهض بهذا الدور، امتداداً لرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- الإمام عليٌ -عليه السلام- ثم يكون الإمام عليٌ -عليه السلام- هو أرقى نموذج وأعلى ما يعبر عن المعايير والمواصفات والكمالات اللازمة لهذا الدور في الأمة، ونحن نجد أن الذين فقدوا الإيمان بولاية الإمام عليٍ -عليه السلام- فقدوا حلقة الوصل بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- خسروا هذا الامتداد الأصيل الذي يحمل إلينا الإسلام، ليس فقط قولاً، وإنما قولاً وفعلاً، والإسلام أيضاً كمشروع لهذه الحياة.
مؤكداً على أن الأمة في هذه المرحلة تواجه أكبر التحديات المتمثلة في سعي المستكبرين من أعداء الأمة، كيانات الطاغوت المتمثلة بأمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلك أمريكا وإسرائيل للسيطرة علينا كأمةٍ مسلمة، للتحكم بنا في كل شؤون حياتنا: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، للتأثير علينا إعلامياً وثقافياً وتعليمياً، للتحكم بالمناهج، للتحكم بما يؤثر على الرأي العام بالتلقين الثقافي والفكري، حتى في الخطاب الديني، وهذا واضح من أوضح الواضحات.
وأضاف قائلا: ما يحمينا من كل ذلك، ما يفصلنا عنهم، ما يُغلق كل النوافذ بوجوههم هو هذا المبدأ العظيم؛ لأننا نخرج من حالة الفوضى، الفوضى الثقافية، الانفلات في الولاءات، الارتباطات غير المنضبطة، البيئة المفتوحة لمن هب ودب أن يتحدث باسم الدين، أن يقدم أي رموز أي ثقافة، والمهم فقط هو العنوان؛ أما المضمون والحقيقة فلا تركيز على ذلك، هذه هي الحالة التي تمثل سلبية كبيرة وخطورة كبيرة في واقع الأمة، هذه الحالة التي فتحت المجال للدواعش، للتكفيريين، لكل الفئات المضلة أن تتحرك في واقع الأمة، هذه الحالة التي أتاحت لأمريكا وأتاحت الفرصة لإسرائيل أن تخترق الأمة إلى عمقها في الداخل، وأن تتبنى لها من يتحرك في داخل هذه الأمة بهذا العنوان أو ذاك العنوان، بذلك الاسم أو بذلك الاسم، بتلك الطريقة أو بتلك الطريقة، ويحاول أن يلبِّس على الأمة، ما يحمينا من كل ذلك هو هذا المبدأ العظيم الذي يضبط مسيرة حياتنا، ويربطنا بمصادر الهداية، ويربطنا بالامتداد الأصيل لحركة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بدوره في الأمة، حتى ندخل ضمن قول الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: (فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ)، لنؤمن بولاية الرسول، وبالتالي نؤمن بامتدادها في الأمة؛ لأن الذي لا يؤمن بامتداد ولاية الرسول في الأمة، وبترها بتراً، وجعلها ولايةً منحصرةً على عهد النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بلا امتداد صحيح يعبر عنها بالفعل، يعبر عنها بالحقيقة، هو ينظر إلى هذا الإسلام- كما قلنا- برؤيةٍ قاصرة، وينظر إلى ولاية الرسول برؤيةٍ بترت هذه الولاية وقطعت أو انفصلت عن امتدادها الصحيح، بكل ما لهذا الانفصال عن امتدادها الصحيح من تبعات كبيرة، على مستوى الضلال الفكري، والضلال الثقافي، والانحراف العملي.
 

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا