الصفحة الأولى

جنبيـــة الرئيـــس ..

في أحد الأيام وفي مجلس الرئيس مهدي المشاط أثار البعض ذكرى مجزرة تنومة وسدوان وجرائم الوهابية ضد اليمنيين

جنبيـــة الرئيـــس ..

لاسيما تلك الجرائم المتصلة بأداء فريضة الحج حيث كان يتعرض أبناء اليمن لعمليات النهب والسلب من قبل عصابات الوهابية المنتشرة على الطريق البري المؤدي الى مكة.
تفاعل الأخ الرئيس مع الحديث مستدعياً ما تحفظه ذاكرته من قصص وتفاصيل متداولة يتناقلها كبار السن في منطقة الرقة ولد نوار حيدان ومن ضمنها ما حدث مع جد الرئيس الشهيد محسن حسين مهدي المشاط الذي عرف بين أبناء منطقته بفعل الخير فقد كان يمتلك أراض زراعية واعتبر في حياته من الميسورين لجودة ماله وقلة ذريته ومما نقل عن كبار السن أنه كان يفتح منزله للمحتاجين والفقراء وكذلك العلماء من بداية شهر رجب حتى عيد الفطر المبارك بما في ذلك سنوات القحط.
وعندما أصبح في الستينات من عمره قرر أداء فريضة الحج فعزم على السفر ومن معه من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة واتخذوا كالعادة الطريق البري المتعارف عليه لدى الحجيج  وما إن وصلوا الى منطقة تنومة في عسير حتى أحاط بهم قطاع الطرق من الجماعات الوهابية التي كانت ترى الى أن نهب المنتمين للمذهب الزيدي حلال
طلب الوهابيون من الجميع تسليم ما لديهم من أموال ومن مؤن أخرى مهددين الجميع بالقتل وتحت التهديد والضغط والاكراه قرر الجميع الاستجابة عدا الحاج محسن المشاط الذي رفض تسليم ما لديه وقرر المقاومة بسلاحه الأبيض والغريز
استمر في المقاومة فكان كل من يقترب منه من الوهابيين يتناوله بالجنبية حتى تمكن من جرح عدد منهم وبينما كان الحاج محسن يقاوم أصابته رصاصة بندقية اطلقها قناص وهابي من مكان مرتفع
سمع أصحاب الحاج محسن اطلاق النار وكانوا قد واصلوا السير بعد أن سلموا ما لديهم للوهابيين فتذكروا العيب وما يمكن أن يلحق بهم من عار لتركهم الحاج محسن وحيداً يواجه الوهابيين فقرروا العودة اليه فشاهدوه وقد جلس جاثياً على ركبتيه متكئاً على غريزة حتى لا ينبطح على الأرض ومع اقتراب أصحابه منه اعطاهم الجنبية وطلب منهم تسليمها لأخيه محمد حتى يحفظها لأبنه حسين كونه كان لا يزال صغيراً لا يتجاوز التسع سنوات ثم طلب منهم المغادرة وتركه وحيداً في ذلك المكان وكان لا يزال جاثماً على ركبته يأبى الانبطاح على الأرض فاصر على مغادرتهم فقد كان يشعر بالموت ولا يريد لهم مشاهدة سقوط جسده على الأرض حتى لا يعودوا الى البلاد ويقولوا غادرنا وهو "متلوي بين التراب" ومع إصراره الشديد عليهم قرروا المغادرة وكانت عصابة الوهابيين قد تركت المكان بعد أن حصلت على أموالهم ومؤنهم وبحسب الرواية المتداولة عن أولئك الذين رافقوا الحاج محسن وشهدوا تلك الحادثة فقد أكدوا انهم تركوه وبينما كانوا يذهبون قليلاً كانوا يتوقفون وينظرون اليه وهكذا حتى غاب عن ناظرهم وهو على نفس هيئته جاثماً على ركبتيه لم ينبطح.
تعود هذه التفاصيل الى سنوات سبقت مجزرة تنومه الشهيرة فالحجيج اليمنيون عانوا كثيراً من عصابات الوهابيين قبل وبعد تلك المجزرة البشعة.
أدى رفاق الحاج محسن مناسك الحج وعادوا الى حيدان حاملين معهم وصية الحاج محسن وجنبيته التي ظلت لدى أخيه محمد حتى كبر نجل الشهيد (حسين) فأعطاه جنبية والده وهي ذات الجنبية التي يتمنطق بها الأخ الرئيس مهدي المشاط الشاهدة على إباء اليمنيين وكبريائهم ورفضهم للظلم والعدوان.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا