الصفحة الإقتصادية

وكيل وزارة الزراعة والري لتنمية الإنتاج النباتي لـ « 26 سبتمبر »:وصلت إنتاجية القمح في الجوف إلى 7 أطنان للهكتار الواحد

وكيل وزارة الزراعة والري لتنمية الإنتاج النباتي لـ « 26 سبتمبر »:وصلت إنتاجية القمح في الجوف إلى 7 أطنان للهكتار الواحد

أوضح وكيل وزارة الزراعة والري لتنمية الإنتاج النباتي المهندس سمير الحناني أن الوزارة تقوم حالياً بتدريب فريق لإعداد

حوالى 11استراتيجية ضمن المسار الاستراتيجي الطويل منها الإستراتيجية الوطنية لزراعة الحبوب.. وأشار في حوار أجرته معه "26سبتمبر" الى أن التوجه نحو الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية ليس مستحيلاً إذا توحدت كافة الجهود وصدقت النوايا, وأكد ان محافظة الجوف بما تمتلكه من مقومات زراعية واعدة بالخير في زراعة وانتاج القمح بأصنافه المختلفة.. الى التفاصيل:

حاوره: محمد صالح حاتم
- هناك ازمة غذاء يشهدها العالم بسبب الحرب بين روسيا و أوكرانيا أين وزارة الزراعة والري مما يحدث من أزمه أو سيحدث؟
الأزمة هي أزمة عالمية حقيقية، لكن الغرب يسيس هذه الأزمة لكي يحمل روسيا النتائج المترتبة على حدوث هذه الأزمة، على الرغم أن أوكرانيا نسبة تمثيلها في كمية الإنتاج من القمح والاسمدة ليست كبيرة لتخوف بحدوث مجاعة في العالم، وعلينا في اليمن ان نستغل هذه الأزمة لتحويلها من تهديد الى فرصة والتي تعد إلى جانب الحرب والعدوان والحصار فرصة للتوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة في وجود قيادة حكيمة حرة تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، وبالتأكيد سوف نواجه الكثير من الصعوبات والمعوقات ولكن تحقيق الاكتفاء الذاتي ليس مستحيلاً إذا توحدت كافة الجهود وصدقت النوايا وعمل الجميع وفق اهداف رؤية واحدة لكل الجهات والعاملين في القطاع الزراعي من المجتمع والجهات الحكومية والقطاع الخاص
ووزارة الزراعة والري بالتنسيق مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا وشركائها في التنمية تعمل جاهدة للوصول للاكتفاء الذاتي، وسارت في مسارين رئيسيين المسار الطارئ والمسار الاستراتيجي، ومن أهم هذه الأنشطة في المسار الطارئ هو وضع خطة لتوفير البذور اللازمة للاكتفاء الذاتي من الحبوب والبقوليات كما تم توزيعها على خمسة مصادر لتوفير البذور وحددت نسبة كل مصدر حيث كنا سابقا نعتمد على المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة، اليوم اصبح لدينا خمسة مصادر الى جانبها كما تم تأسيس وحدة البذور المجتمعية سيكون دورها العمل مجتمعيا عبر الجمعيات النموذجية في تشكيل مجاميع منتجي بذور وفق إطار رسمي سيعملون على توفير 50% من احتياجات البذور خاصة الحبوب والبقوليات، التي تمثل الهم الاكبر على القطاع الزراعي، ولدينا مصدر آخر وهو من الجهات الحكومية والتي ستوفر 10% من البذور، بالإضافة إلى المصدر الثالث وهو قطاع الاستثمار والذي سيوفر 20% عن طريق العمل مع القطاع الخاص من المستثمرين من خلال إشراكهم في إنشاء مشاريع خاصة بإنتاج البذور رسمية في القطاع الاستثماري في الجوف وتهامة، والمصدر الرابع الهيئة العامة للزكاة ستوفر 10%، والمصدر الخامس هم تجار البذور والحبوب الموجودين في الاسواق على توفير 10% من البذور.
بالإضافة الى مسارات أخرى جرت وستجري مثل تنفيذ حملة أو الهبة الشعبية الزراعية من أجل مواجهة المخاطر التي تهددنا جميعا التي ستنطلق قريبا، وستكون على كافة المستويات المجتمعية والحكومية والقطاع الخاص في المحافظات والوزارات والمديريات، تهدف هذه الهبة أولا لتوعية الناس واشعارهم واستشعارهم بحجم المشكلة ثانيا على الجميع التوجه الى الميدان إلى الزراعة كما إن هناك توجهاً لإلزام كل مزارع لديه طاقه شمسية بزراعة 20% من ارضه بالحبوب، وكذلك مزارعي القات والفواكه وعليهم الاستفادة من الفراغات بين خطوط الزراعة بزراعة المسافات البينية الفارغة بالحبوب، ويجب على الجميع استشعار المسؤولية، المسار الطارئ الثالث هو توعية المجتمع وأصحاب المخابز في العادات وأنماط الاستهلاك الغذائي واعتمادهم على محصول القمح فقط يجب علينا جميعا تغيير النمط الغذائي من خلال التقليل من الاعتماد الكلي على القمح المستورد، واستبدالها والتوجه نحو إدخال محاصيل الحبوب المحلية (الشعير- الذرة- الدخن) وهذا ما كان يأكله الآباء والأجداد صحي اكثر واقتصادي.. ويمكن توفيره بحسب حاجات الناس فمتوسط احتياج الفرد الواحد في السنة يصل الى ما يقارب 115كجم من القمح و23كجم من الذرة الرفيعة و18كجم من الذرة الشامية و9كجم من الشعير و5كجم من الدخن..
ولدينا ضمن المسار الطارئ استراتيجية للتوسع في الزراعة، حاليا بدأت اللجنة الزراعية والسمكية العليا في إنشاء شركة لاستصلاح الأراضي والتوسع في ذلك، بحيث يستفاد من هذه الشركة في إنشاء قطع وآلات زراعية تكون جاهزة في استصلاح اراضي زراعية، سيتم تجهيز مساحات زراعية جديدة وغير مستغلة بالآبار ووحدات الضخ وشبكات الري في شكل مساحات كل مزرعة لا تقل مساحتها عن 10 هكتار حيث تم إنشاء شركة مساهمة مجتمعية هي شركة سهول الجوف. بشراكة مجتمعية لهذا العمل والذي ستبدأ كمرحلة تجريبية بحوالى 1000 هكتار بينما ادخلت ضمن المسار الاستراتيجي تجهيز حوالى 50 الف هكتار على الجميع..
ومن ضمن المسار الطارئ ما تم الاتفاق مع الجهات الحكومية مثل الأوقاف والأراضي وكل الجهات التي أجرت أراضيهم لمنتفعين ولم يزرعوا سيتم إلزام الجميع بالزراعة بالإضافة إلى أنه لن يتم إعطاء عقد انتفاع جديد الا للزراعة ويمنع استخدامها لغير الزراعة وسيعطى أولوية لمحاصيل القمح والذرة الشامية والبقوليات.
لماذا لم نسمع عن استراتيجية وطنية للاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب محددة وفق المتاح؟
الوزارة تقوم حاليا بتدريب فريق لإعداد حوالى 11 استراتيجية ضمن المسار الاستراتيجي الطويل منها الإستراتيجية الوطنية للحبوب خاصة محصول القمح بالدرجة الأولى، والذرة الشامية بالدرجة الثانية كوننا نستورد ما يقارب من (3600000) طن سنوياً، وما يقارب من ( 650000) طن ذرة شامية،
- محافظة الجوف سلة غذاء اليمن الشرقية.. ماهي خطتكم لاستغلال ما تمتلكه هذه المحافظة من مقومات زراعية وخاصة زراعة الحبوب والقمح؟
الجوف ارض واعدة ومعطاة، ومساحتها كبيرة جدا في حدود ثلاثة ملايين وتسعمائة الف هكتار (3900000) هكتار، وتمثل مديرية خب والشعف مساحه تقدر (320000) هكتار، حيث نسعى لاستغلال هذه المساحات الشاسعة، والمياه المتوفرة بكثرة، لكي تكون محافظة الجوف هي سلة القمح باليمن، وتعتبر محافظة الجوف من أخصب أراضي اليمن حيث تم تجريب زراعة أصناف من القمح وقد وصلت إنتاجية إلى 7 طن للهكتار الواحد، وإن شاء الله الموسم القادم سيكون موسماً كبير ومبشراً بالخير.
ماذا عن زراعة القمح في تهامة وما مدى نجاح زراعته وماهي خطتكم في ذلك؟
نجاح زراعة القمح في تهامة أو في أي منطقة جغرافية من اليمن ليس مستغربا فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه عن اليمن (بلدة طيبة ورب غفور) صدق الله العظيم
فالقمح يزرع من مرتين الي ثلاث في المرتفعات الشمالية والوسطى والجنوبية بينما العالم يزرعه موسماً واحداً وهو الموسم الشتوي
أما من الناحية الإنتاجية فتهامة ستخفف على بقية المحافظات من التزامها في توفير الحبوب بحسب خطة توفير الحبوب بحسب المحافظات في دليل الاكتفاء الذاتي من البذور والحبوب, وما تم في تهامة عبارة عن تجارب بسيطة محدودة المساحة ومحدودة الاصناف وتحتاج الى تجارب بحثية تأكيدية كبيرة وتنفيذ تجارب تحديد مواعيد وتجارب أصناف وتجارب إنتاجية
خطتنا في ذلك السماح للمزارعين في زراعة المحصول والتوسع المحدود وايضا تفعيل دور العمل البحثي والتجريبي المجتمعي الاستمرار في الجانب البحثي والتجريبي حتى نحصل على الأصناف المناسبة والمواعيد المناسبة والإنتاجية المناسبة.
- ماذا عن زراعة البقوليات وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها؟
محاصيل البقوليات هي أحد الخواصر الضعيفة والرخوة ونقطة ضعف في القطاع الزراعي وتتمثل في محاصيل الفول والفاصوليا والعدس والبازيليا واللوبيا ومتوسط احتياج الفرد في السنة ما يقارب من 50كجم/ فرد/ السنة, حيث لا يتجاوز الاكتفاء الذاتي عن 20%، والفجوة فوق 80%, ويقدر إجمالي الاحتياج لليمن باعتبار أن عدد السكان 30 مليوناً، هو (1500000) طن وهذه الكمية تحتاج إلى زراعة ما يقارب (500000) هكتار وهذا المساحة كبيرة فنرى أن يتم عمل برنامج بحثي لإدخال زراعته في الجوف وتهامة.
- ماهي الصعوبات والعراقيل التي تقف في وجه زيادة الإنتاج من المحاصيل النباتية الأساسية؟
اهم المعوقات هو وجود جهات حكومية زراعية في وزارة الزراعة والري وقطاعات زراعية لا تستطيع التفاعل الحقيقي مع أهداف المرحلة والسبب يعود الى أن هياكل ولوائح وأنظمة الجهات الحكومية تم إنشاؤها في عهد سابق كان الهدف من انشائها ليس الاكتفاء الذاتي إنما كان هدفها الاعتماد على المنتج الخارجي وعند تحريك هذه الجهات لا تتجاوب سواءً إداريا او فنيا أو ماليا نتيجة الأنظمة والإجراءات المعقدة والتي تحتاج إلى إعادة هيكلة وإعادة بنائها ماليا وفنيا وإداريا وقانونيا بما يتناسب وأهداف المرحلة
الشيء الآخر هو الجانب البحثي وهو جانب هام واساسي، والذي يجب ان يكون عملاً بحثياً متكاملاً لتطوير وتحسين كافة المخرجات لكافة الأنشطة والأهداف الزراعية والمعيق الثالث العدوان والحصار الذي يعيق أعمال التنمية الزراعية.
- اليمن كانت مكتفية ذاتيا إلى منتصف السبعينات وخاصة من الحبوب لكنها اليوم اصبحت تستورد ما نسبته 95% من القمح ماهي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
كانت اليمن مكتفية ذاتيا إلى العام 1979م- وكانت نسبة الاكتفاء اكثر من 90%، وبدأت عملية الانهيار من بعد هذا العام، حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم، وذلك بسبب الاستهداف الممهنج للقطاع الزراعي في اليمن مثلما استهدفت الزراعة في جميع الدول العربية، ولا توجد دولة عربية مكتفية ذاتيا باستثناء سوريا، وها هي اليوم تدفع ثمن ذلك حالياً، لأن امريكا وإسرائيل لن تسمح لأحد ان يكتفي ذاتيا من الدول العربية، كذلك القائمين على القطاع الزراعي لم يستوعبوا عملية الاستهداف والتي كانت عن طريق المنظمات، والهجرة من الريف الى المدينة، وكذلك الاستهداف من خلال البذرة، ومن ضمن الاستهدافات المفاهيم الخاطئة والمعلومات والبيانات الخاصة بالمساحات والري غير الصحيحة، كل هذه أوصلتنا إلى هذا الوضع.
- ما هو دور القطاع الخاص في التوجه نحو زراعة القمح والحبوب والبقوليات في اليمن؟
دور القطاع الخاص باعتبار أنهم شريحة من شرائح المجتمع هو عمل شراكة حقيقية قائمة على الثقة والشيء الثاني يجب على القطاع الخاص الدخول بكل قوة في الاستثمار الزراعي في إنتاج البذور والحبوب لمحاصيل الحبوب والبقوليات باعتبار أنها أصبحت محاصيل مجدية اقتصاديا نتيجة ارتفاع أسعارها العالمية.
- ماهي مهام قطاع تنمية الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة والري؟
قطاع تنمية الإنتاج النباتي من أهم القطاعات الموجودة ضمن هيكل وزارة الزراعة والري، ويتكون من شقين أساسيين هما الإدارة العامة للإنتاج النباتي، والإدارة العامة للثروة الحيوانية، وهما العمودان الفقريان للوزارة بشكل عام وكذلك الإدارة العامة لتنمية المرأة الريفية.، وهناك بعض المؤسسات التابعة للقطاع مثل المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة وشركة إنتاج البطاطس المحلية, وهذا القطاع يعاني الكثير والكثير من المعوقات أهمها إفراغ معظم مهام الإدارات خاصة إدارة الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية وتوزيعها الى إدارات اخرى ومعلومة اقولها أن حجم هذا القطاع لا يصل لحوالى 80 موظفاً وهو أهم قطاع بالوزارة
بينما بقية القطاعات مثل قطاع الري والخدمات لا يقل عن 300 موظف
الشي الآخر لا توجد تمويلات أو مصادر مالية لتمويل أنشطة القطاع ونسعى جاهدين في إعادة هيكلة القطاع وإعادة مهامه وتوفير إمكانيات مالية ليعود في أداء مهامه والقيام بدوره على أكمل وجه.
- ما هو دور المجتمع في معركة الاكتفاء الذاتي ومواجهة ازمة الغذاء العالمية؟
المجتمع عمود الزراعة والتنمية وأساسها فشريحة مجتمع المزارعين له دور هام في شعورهم بحجم المشكلة للقيام بعدم ترك أراضيهم دون زراعة والقيام بانتخاب وتوفير البذور والاهتمام برفع مستوى الانتاجية في وحدة المساحة وأقل وحدة مياه,أما شريحة المجتمع المدني دوره هو خلق نمط غذائي استهلاكي قائم على الذرة الرفيعة والدخن والشعير والبناء كمرحلة أولى في إدخال الدقيق المركب إلى منازلهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا