أخبار وتقارير

بريطانيا.. مخادعة سياسية للاحتلال والهيمنة

بريطانيا.. مخادعة سياسية للاحتلال والهيمنة

مارست بريطانيا ومازالت تمارس سياسة تخدم بالمقام الأول مصالحها واهدافها الاستعمارية والاستراتيجية، فخلال الحرب العالمية الأولي استخدمت سياسة الاتفاقيات والمعاهدات السرية والعلنية مع أطراف عديدة هدفها الوقوف معهم في الحرب،

فقد أعطت وعودا للعرب بدولة عربية مستقلة أن وقف شريف الحجاز معهم ضد الدولة العثمانية, وبنفس الوقت عقدت معاهدة سرية مع حليفتها فرنسا بتقسيم بلاد الشام والعراق فيما بينهم مع وضع فلسطين تحت حماية دولية, وأيضا أعطت وعدا للمنظمة الصهيونية بمنح اليهود وطنا قوميا لهم في فلسطين بما يخدم مصالحها بالمنطقة وليمكنها من احتلالها لفلسطين لتضمن سيطرتها الكاملة على قناة السويس وابعاد فرنسا وأية دولة اوروبية من التدخل بفلسطين خاصة والمنطقة العربية بوجه عام.

علي الشراعي
مستقبل فلسطين
يقول الصهيوني اليهودي (هربرت صموئيل) وهو أحد وزراء حكومة بريطانيا آنذاك في مذكراته: "لغاية عام 1914م, لم أكن مهتما بالحركة الصهيونية لكن دخول تركيا في الحرب ضد الحلفاء غيرت المفاهيم السياسية, فمستقبل فلسطين كان له أهمية خاصة بالنسبة لبريطانيا ولمصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وطرح السؤال من سيخلف الاتراك في المناطق المحاذية لقناة السويس؟، فأهمية الجواب على هذا السؤال تضاعفت بالنسبة لي كوزير بريطاني أولا وكأول يهودي يتسلم مثل هذه الوظيفة ثانياً، ويضيف صموئيل وفي 9 نوفمبر1914م, طرحت لأول مرة موضوع مستقبل فلسطين على وزير الخارجية لورد ادوارد غراي وقلت له أنه لربما كانت المناسبة سانحة لتحقيق أماني الشعب اليهودي بإعادة إنشاء دولة لهم، وفي اليوم ذاته وفي جلسة مجلس الوزراء طرحت الموضوع نفسه على (لويد جورج) وزير المالية آنذاك فتكلم عن مستقبل فلسطين, وتمنى أن تنشأ دولة يهودية هناك".
وقي يناير 1915م تقدم صموئيل بمذكرة خطية تحت عنوان (مستقبل فلسطين) إلى رئيس الوزراء البريطاني سكوت تحدث فيها عن مخططات الصهاينة بالنسبة لفلسطين، لم يذكر في الوثيقة اسم دولة يهودية بل جاء الكلام عن مركز ثقافي يهودي يوضع تحت الحماية البريطانية فيما كتب صموئيل مذكرته الثانية وقد طرحها للنقاش في مجلس الوزراء مضمنا إياها عدة نقاط وافتراضات في حالة انهيار الامبراطورية العثمانية ما عساه يكون مستقبل فلسطين؟.

الحماية البريطانية
ومن أهم تلك الاحتمالات والافتراضات التي وضعها صموئيل بمذكراته أما حماية فرنسا لفلسطين لكن هذا ينطوي على خطر بالنسبة لطرق المستعمرات البريطانية في حال تدهور العلاقات بين باريس ولندن، أو التدويل؟ عمليا الأمر غير ممكن لأن في مثل هذه الحال ستعمل كل دول لفرض سيطرتها، ولألمانيا مصالح لا يمكن إنكارها في فلسطين وقد تبرر هذه المصالح هيمنة النفوذ الألماني، والافتراض الثالث إنشاء دولة يهودية, لكن التفاوت في نسبة السكان العرب واليهود قد يشكل خطرا على الأمن والاستقرار والمستقبل كفيل بتحقيق هذا الحلم. أما اهم الافتراضات التي وضعها صموئيل: فهو الحماية البريطانية في حال تحقيقها ستمنح اليهود تسهيلات للاستيطان وشراء الأراضي وعلى المدى الطويل سيكونون الأكثرية العددية، وهذا الافتراض هذا سيضمن لبريطانيا الرأي العام اليهودي وبنوع خاص تأييد المليونين من اليهود الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تلك المذكرة لصموئيل لم تغير رأي رئيس الوزراء الإنجليزي (سكوت) الفاتر تجاه الموضوع وأبقته على تحفظه فيما ظل وزير المالية (لويد جورج) مؤيدا له خاصة بعد ان أصبح رئيس للوزراء بعد استقالة حكومة سكوت لاحقا.

خداع العرب
ففي مذكراته ايضا يقول الصهيوني صموئيل والذي لعب دورا مهما في إعداد وعد بلفور: "إهمال فلسطين من بين الأقطار التي وعدت بريطانيا بها حسين يعني أنها أي فلسطين لم تدخل في عداد هذه الأقطار"، وفي رسالة إلى صحيفة (تايمز اللندنية) بتاريخ 23 يوليو 1937م، وردا على الاستفسارات التي طلبت منه حول فلسطين كتب السير هنري ماكماهون بنفسه التوضيح: "أرى من واجبي أن أعلن بدقة وأشدد على كلامي بأنه لم يكن في نيتي أن أضم فلسطين إلى الأقطار التي وعد بها الملك حسين بن علي, وأنا على ثقة بأن الملك حسين كان مقتنعا في حينه بأن فلسطين لم تدخل في الاتفاق بيني وبينه".
ويشير في السياق نفسه الكولونيل لورانس في تقرير له بتاريخ 4 نوفمبر 1918م: "بدأت المفاوضات بين الشريف حسين والسير هنري ماكماهون, الذي فوضته حكومته لعقد اتفاقية تدخل الشريف في القضية، لسوء الحظ لم يكن السير هنري على علم باتفاقية سايكس- بيكو التي كانت آنذاك قيد الطبع, ولم يخطر في بال الشريف أننا لم نكن بحاجة إليه إلا للعب دور مسرحي)، فلورنس اراد بقوله أن يرفع المسؤولية عن السير هنري ماكماهون بعد معرفته باتفاقية سايكس- بيكو، حيث يعتبر الكولونيل لورانس أحد أعضاء دائرة الاستخبارات البريطانية آنذاك، فالشريف حسين بن علي حينما أطلق رصاصته الأولى كإعلان للثورة العربية الكبرى على الدولة العثمانية في 10 يونيو 1916م, وذلك قبل بضعة أيام من توقيع اتفاقية سايكس- بيكو التي كان يجهلها والتي كانت تتناقض مع الوعود التي قطعتها بريطانيا له بواسطة السير هنري مكماهون.

إدارة دولية
في 21 اكتوبر 1915م بدأت المفاوضات السرية بين بريطانيا وفرنسا حول مستقبل المشرق العربي، تولى المفاوضات عن الجانب الفرنسي قنصل فرنسا العام في بيروت جورج بيكو, بينما تولاها عن بريطانيا ارثير نيكلسون في البداية ثم مارك سايكس، وكان كل من بيكو وسايكس خبيرا بشؤون المنطقة، استمرت الاجتماعات حتي مايو 1916م, حيث تم الاتفاق على الصيغة النهائية للمعاهدة وكُلف بيكو وسايكس بالحصول على موافقة الحكومة الروسية بعد موافقه بريطانيا وفرنسا على قائمة بالمطالب الروسية كشرط لموافقة موسكو على اتفاقية سايكس- بيكو، وفيما يخص وضع فلسطين ببنود معاهدة سايكس- بيكو فقد تقرر أنشاء إدارة دولية بعد التحادث مع روسيا والحلفاء الآخرين، ويستثني من هذا مرفأ عكا وحيفا اللذان سيخضعان للنفوذ البريطاني.
وعلى أثر الثورة البلشفية في روسيا في نوفمبر 1917م, وقام الروس بنشر بعض الاتفاقيات السرية التي كانت روسيا القيصرية طرفا فيها، ومنها اتفاقية سايكس- بيكو، بحيث نشر بنود تلك المعاهدة، واستطاعت الصحف البريطانية الحصول على نسخة من المعاهدة فنشرتها (الغارديان) في 12ديسمبر 1917م، أدى ذلك إلى أزمة في العلاقات بين الحلفاء والعرب وخاصة بين الشريف حسين وبريطانيا، حيث أرسل جمال باشا حاكم سوريا وفلسطين مبعوثا خاصا إلى فيصل بن الحسين مع نسخة من المعاهدة طالبا إليه الاتفاق مع الدولة العثمانية وإعلان الثورة على الحلفاء وعلى رأسهم بريطانيا الذين خدعوه وباعوا قضية العرب، لكن تدخل لورانس وحنكته السياسية مع فيصل ابن الشريف الحسين جعله غير متحمس للعرض العثماني، وبالإضافة إلى كونها جاءت متناقضة مع الوعود المقطوعة للعرب جاءت المعاهدة أيضا متناقضة مع الوعد الذي قطعه بلفور باسم حكومته لليهود، ففلسطين تحت إشراف دولي كما ورد في معاهدة سايكس- بيكو لا تتطابق مع الوعد بأن تكون وطنا قوميا للصهاينة.
فالعرب منذ الشريف حسين وإلى اليوم يسعون وراء التعلق بآمال كاذبة وتصديق بريطانيا الماكرة بالأمس واليوم أمريكا, فلا يلام المخادع والمحتال بل الحمقى والأغبياء!، واليوم لن يتعظ منه العرب من وعود الغرب بخصوص الاعتراف بدولة فلسطين وحتى قرارات الأمم المتحدة منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين قبل 75عاما لم تنفذ منها شيء.

ابعاد فرنسا
بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى بعامها الأول توقف نشاط وفكرة المنظمة الصهيونية حول فلسطين مؤقتا، ومع بداية 1916م, اطلع السير مارك سايكس على مذكرة هربرت صموئيل ووجد سايكس في المذكرة الفرصة والهدية الثمينة وخشبة خلاص يستعين بها لنقض معاهدته مع نظيرة الفرنسي جورج بيكو اتفاقية سايكس- بيكو، تلك الاتفاقية التي لم يكن هو نفسه مقتنعا بمضمونها وبالأخص ما يتعلق منها بوضع فلسطين تحت حماية دولية مشتركة، وأصبح مارك صديقا للزعماء الصهاينة ومؤيدا لدعوتهم في بناء وطن لهم في فلسطين، لأن مشروع إقامة مثل هذا الوطن ينطوي على إبعاد فرنسا عن الساحة الفلسطينية، ويؤمن حماية بريطانيا لمنطقة قناة السويس تحت ستار إنساني وهو تأمين ملجأ يأوي اليهود، وحدثت أمور سياسية في بريطانيا عززت من تأييد الحركة الصهيونية في بريطانيا ففي منتصف ديسمبر 1916م، قدمت حكومة سكوت استقالتها لتخلفها فورا حكومة جديدة برئاسة لويد جورج الذي كان أحد مشجعي الصهاينة, ولتحقيق غايته أمر بفتح جبهة حربية في فلسطين أوائل سنة 1917م, وفسر خطوته هذه في رسالة منه إلى (لورد برتي) سفير بلاده في باريس قائلا : (يتوجب على الفرنسيين أن يقبلوا حمايتنا لفلسطين, سنكون هناك بحق الاحتلال وسنبقى)، اضافه إلى جورج جاء إلى الوزارة الجديدة رجل له تاريخ حافل في دوائر السياسة الإنجليزية, وهو الذي سيعطي للوعد (وعد بلفور) اسمه, وهو اللورد ارثور جيمس بلفور، فمنذ كان رئيسا للوزراء سنة 1903م, إطلع على المخطط الصهيوني فامتزجت عنده العاطفة نحو اليهود الصهاينة بمصالح الإمبراطورية البريطانية.

اللوبي الصهيوني
لم يكن حصر وعد بلفور باللورد أرثر بلفور الذي حمل الوعد اسمه، لأن العديد من رجال السياسية البريطانيين عملوا لسنوات طويلة في السر أو العلن في خدمة المشروع الصهيوني لإيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين ومن هؤلاء كان السير هربرت صموئيل (1870- 1963م) كان وزير الداخلية في حكومة أشكويت وأول يهودي غير متنصر يصل إلى مركز وزاري هام في انجلترا، وفي خطوة كانت الأولى من نوعها عقد اجتماع مشترك لممثل عن الحكومة البريطانية مارك سايكس وهربرت صموئيل وأعضاء من المنظمة الصهيونية بينهم والتر روتشيلد وجيمس روتشيلد وسوكولوف ووإيزمن، وقد شملت المباحثات نقاطا عديدة أهمها، تشديد ممثلي الصهيونية على أن توضع فلسطين تحت الحماية البريطانية دون سواها، وتأييد (برانديس) رئيس فرع المنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية واحد مستشاري الرئيس الأمريكي ولسون لمبدأ الحماية البريطانية, ومعارضته لمبدأ الحماية الدولية لفلسطين وتحدث مارك سايكس دون أن يشير إلى معاهدة سايكس- بيكو السرية آنذاك، ولفت نظر المجتمعين إلى المصاعب التي قد تعترض سبلهم، وأوضح أن هذه الصعوبات قد لا تأتي من روسيا، لكن ربما من إيطاليا أو فرنسا، لذا يجب العمل على إقناع فرنسا بموضوع الحل الصهيوني المطروح اقامة وطن قومي ودولة يهودية بفلسطين، وفي 8 فبراير 1917م، عقد اجتماع آخر في لندن ضم جورج بيكو ومارك سايكس وسوكولوف أحد أعضاء المنظمة الصهيونية والذي شدد على أماني الصهاينة بأن يكون لهم وطن في فلسطين جاء ذلك ردا على سؤال ممثل الحكومة الفرنسية بيكو بشأن الدولة التي يمكن أن تبسط حمايتها على فلسطين؟ قائلا لبيكو: (مع تقديرنا لما قدمته فرنسا للإنسانية، نحن نفكر بحماية بريطانيا)، وكانت قناعة جورج بيكو بأنه لا يمكن لفلسطين أن تقع إلا تحت الحماية والنفوذ الفرنسيين.

وعد كامبون
كُلف (سوكولوف) أحد اعضاء المنظمة الصهيونية فيما بعد القيام بجولة في فرنسا وإيطاليا لإقناع حكامها بوجهة النظر الصهيونية, فسافر إلى باريس حيث عقد أول اجتماع له مع أمين الخارجية الفرنسية ( جول كامبون ) فلقي لديه عطفا على المخطط الصهيوني لم يكن يتوقعه . وأكمل رحلته الدبلوماسية إلى روما حيث قابل المسؤولين الإيطاليين حتي قابل بابا الفاتيكان ولقي لدى الطرفين التفهم نفسه . وبعد عودته إلى باريس قابل رئيس الوزراء الفرنسي الكسندر ريبو وتسلم بعد المقابلة رسالة موقعة من كامبون جاء فيها : " إن الحكومة الفرنسية التي خاضت الحرب الحالية للدفاع عن شعب معتدى عليه ... لا يمكنها إلا أن تنظر بعين العطف إلى قضيتكم المرهون نجاحها بنجاح الحلفاء ".
وجاءت هذه البرقية بوحي من جورج بيكو لاعتقاده أن إصدارها سيحمل المنظمة الصهيونية على التخلي عن موضوع الحماية البريطانية والاتجاه ناحية فرنسا لكن ظنه خاب . وفور عودته إلى لندن أطلع سوكولوف مسؤولي الخارجية البريطانية على فحوى المذكرة الفرنسية فكتمتها خوفا من استغلالها دعائيا في الأوساط اليهودية , كما كتم سرها أيضا مرسلها كامبون حتى إلى ما بعد مؤتمر السلام بسنوات ! . ولولا هذا التكتم والكتمان لكانت رسالة كامبون أهم من رسالة ووعد بلفور الشهير . وعندما قام بيكو باطلاع الحكومة البريطانية على رسالة كامبون رسميا في اكتوبر 1917م , - اي قبل إعلان وعد بلفور بأقل من شهر – أبدى الوزراء دهشتمهم كما لو أنهم لم يكونوا على علم بها ! . لذلك قرروا في الوقت ذاته أن يصدر عن الحكومة البريطانية إعلان رسمي ينشر على الملأ ويطوي المذكرة الفرنسية في عالم النسيان وهي في المهد وهكذا كان لبريطانيا خداع حتى لحليفتها فرنسا واصدرت وعد بلفور لتنسف معاهدة سايكس – بيكو فيما يخص فلسطين ان تكون تحت حماية دولية .

سياسة مخادعة
يتضح من كل عرض تلك الاحداث أن بريطانيا أخذت تتبع سياسية مثلثية الأطراف متعارضة الجوانب والأهداف . ففي الوقت الذي كانت تفاوض شريف مكة حسين بن علي لاستمالته إليها , وتعده بمملكة مترامية الأطراف , كانت أيضا تفاوض فرنسا لاقتسام سوريا بحدودها الطبيعية ذاتها بما عرف بمعاهدة سايكس - بيكو , وتفاوض الصهاينة لإعطائهم وطنا قوميا في فلسطين . ومن هذه السياسة الخبيثة كانت تبغي الوصول إلى هدفين : الانتصار في الحرب العالمية الأولى بكسب حلفاء لها الشريف حسين ويهود العالم , وتأمين مصالح مستعمراتها والطرق المؤيدة إليها وضم مناطق جديدة ( فلسطين والعراق ) . وقد تعمد البريطانيون إهمال ذكر مناطق معينة كولاية لبنان وسنجق القدس , كي تبقي لهم في المستقبل حرية التصرف حيال حلفائهم الفرنسيين من جهة والصهاينة من الجهة الأخرى .
اما عن هدف بريطانيا من خداع فرنسا وابعادها عن فلسطين برعم وجود معاهدة سرية معها سايكس - بيكو . فلفرنسا في المشرق العربي مطامع بعيدة موصولة من أيام الصليبيات وقد كان الفرنسيون أشد أمم اوروبا كفاحا في الحروب الصليبية وأشدهم اصرارا على مواصلتها فلما ثبت لديهم أن الدولة الاسلامية قوية لا تؤتي في سهولة ويسر و كفوا عن المحاولة إلى حين فلما بدأت الدولة الاسلامية تضعف تجددت هذه الرغبات وعادت لها حدتها الاولى فنشطوا يحاولون من جديد ومن ذلك الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م , والذي وعد اليهود قبل بريطانيا بمنحهم فلسطين وطنا لهم بهدف ضمهم إلى جانبه والوقوف بصفه ومع احتلاله لمصر توجه نحو رفح وغزة وحصار عكا الذي انهزم امام اسوارها . فترتبط هذه الحملة إلى حد كبير بطبيعة الصراع على المستعمرات بين الانجليز والفرنسيين الذي بدأ خلال القرن الثامن عشر .

خطة الاحتواء
ومع كل تلك السياسات الخادعة لبريطانيا مع حلفاءها والعالم في سبيل مصالحها وانتدابها لفلسطين لتمكن لليهود بوطن بفلسطين على حساب شعب وأرض , ومع قيام الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م ) وخروج بريطانيا وفرنسا من المنطقة العربية وافول نجمهما وظهور امريكا والذي مال نحوها الصهاينة . ومع إعلان قيادة الكيان الصهيوني ككيان مغتصب لفلسطين في منتصف مايو 1948م , واعتراف امريكا به بعد 11 دقيقة من اعلانه . تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الكيان الصهيوني بلا تحفظ عملا بالخطة التي وضعها الرئيس ( هاري ترومان ) وأطلق عليها اسم ( الاحتواء) وهي تعني احتواء البلاد العربية لحماية الكيان الصهيوني من كل خطر يهدد وجوده واستمراره ومازالت تلك سياسة واشنطن إلى اليوم وما عدوان غزة ومد امريكا للكيان بكل وسائل الدعم المختلفة إلا كعقيدة تؤمن بها امريكا وأن اختلف الرؤساء وقادة البيت الأبيض يبقي الكيان الصهيوني رأس حربة واشنطن بالمنطقة العربية .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا