هزيمة واشنطن البحرية وانعكاساتها الكارثية على وضعها الداخلي

أواخر الأسبوع المنصرم تلقت أمريكا هزيمة بحرية مدوية في معركة مواجهة مباشرة مفتوحة مع القوات المسلحة اليمنية استمرت قرابة ساعتين دارت أحداثها في خليج عدن ومضيق باب المندب..

كان لتلك الهزيمة المدوية آثارها وإنعكاساتها الكارثية التي لم تقتصر تراجع وسقوط هيبتها بسبب فشلها العسكري بل امتدت تلك الآثار والانعكاسات إلى انطلاق شرارة الاضطرابات المزلزلة على صعيد الولايات الأمريكية وفي مقدمتها ولاية تكساس.. تفاصيل في السياق التالي:

خاص " 26 سبتمبر "
نتيجة تراكمات عقود من عدوانيتها المفرطة واستكبارها الأرعن الذي يعطل منظور العقلانية ويستبدله بجنون العظمة، وفي موقف تعنت واضح أصرت واشنطن على التمادي والإيغال في حماقة عدوانها على اليمن ومع سبق الإصرار والترصد سلكت مسار التصعيد العسكري الداعم لكيان الاحتلال الصهيوني بحشد كافة سفنها وبوارجها الحربية في المنطقة وتطوير حربها العدوانية على اليمن إلى حرب اشتباك ومواجهة بحرية مباشرة مع القوات المسلحة اليمنية.
بالمقابل وكاستجابة طبيعية للعدوان والتصعيد الأمريكي جاءت ردة فعل القوات المسلحة اليمنية.
التي نجحت في إدارة معركة الاشتباك المباشر مع عدد مِن المدمرات والسفن الحربية الأمريكية في خليج عدن، وباب المندب بعد محاولتها تقديم الحماية لسفينتين تجاريتين أمريكيتين.
وأكثر من ذلك كان النصر حليف القوات المسلحة اليمنية خلال معركة الاشتباك والمواجهة المباشرة التي استمرت قرابة ساعتين من الزمن تسارع فيها مشهد العد التنازلي والتداعي والانحدار الذاتي الأمريكي باتجاه مستنقع الهزيمة وإجبار السفن الأمريكية على الفرار وجر أذيال الخيبة.

أول الانعكاسات
كانت أول إنعكاسات الهزيمة وتأثيراتها هي تلك التفاصيل التي أوردها الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية سكوت ريتر في مقطع فيديو له حيث قال: "كان هناك العديد من المدمرات البحرية الأمريكية، كان من المقرر تشكيل حاجز وإجراء عملية فحص لسفينتي حاويات ترفعان علم الولايات المتحدة يديرهما مشاة البحرية الأمريكية محملتين بمعدات عسكرية".
وأضاف: "بحلول الوقت الذي انتهت فيه المعركة انسحبت البحرية الأمريكية واستدارت السفينتان وانسحبتا.. لقد خسرنا معركة مباشرة مع الحوثيين لقد فشلنا في إنجاز المهمة".
وأردف: "لقد فعل الحوثيون شيئاً زعمت الولايات المتحدة أنه لا يمكنهم فعله أبداً.. لقد ركل الحوثيون مؤخرتنا للتو من مضيق باب المندب في معركة مباشرة اخترناها بأنفسنا لقد خسرنا.. الحوثي هزمنا".

انسحاب نحو التهدئة
وبعد هزيمته البحرية أمام قوات صنعاء البحرية والصاروخية انسد أفق الغطرسة والاستعلاء أمام واشنطن وإدارة بنتاجونها الحربية ولم يبق أمامها سوى خيار التراجع عن حماقتها والانسحاب نحو تفكيك تهديداتها والانفتاح على مسار البحث عن التسويات وحلول التهدئة.

تأكيد فشل رسمي
وفي مشهد تأكيد رسمي على فشل بوراجها وحاملات طائراتها وسفنها الحربية في فرض واقع عسكري جديد في البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب في كسر الحصار اليمني المفروض على تل أبيب جاء تحرك واشنطن باتجاه فتح قنوات التواصل الدبلوماسي وتقديم العروض الجديدة لصنعاء.
وفي هذا السياق حاولت اللجوء إلى الصين، إذ كشفت صحيفة "الفيايننشال تايمز" عن لجوء واشنطن إلى بكين للمساعدة في وقف الهجمات التي تشنها حركة أنصار الله في البحرين الأحمر والعربي.
وعلى رغم من تأكيد إيران أن قرار أنصار الله مستقل، إلا أن الصحيفة أكدت أن الولايات المتحدة طلبت من الصين حث طهران على كبح جماح من أسمتهم "الحوثيين" الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر، لكنها لم ترى أية علامة تذكر على المساعدة من بكين، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

دور صيني روسي
بالمقابل أفادت مصادر دبلوماسية أن مسؤولين صينين أجروا اتصالات مكثفة بنظرائهم الإيرانيين ضمن ترتيبات لاتصالات مع صنعاء لبحث خفض التصعيد.
وجاء الحراك الصيني عقب لقاءات على مستوى سفراء الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن لدى اليمن والذي يضم الصين وواشنطن كرس لمناقشة التطورات في البحر الأحمر.
وكانت الصين قد استبقت اللقاء الذي عقد الأربعاء بإصدار وزارة خارجيتها بيانا شددت فيه على ضرورة وقف العدوان على اليمن وذلك في تعليق على تسريبات أمريكية برفض الصين طلب للتدخل في ملف البحر الأحمر للتهدئة.
وفي سياق متصل أفادت مصادر دبلوماسية غربية أن اللقاء الذي جمع رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام بمبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدونوف الجمعة تم بطلب أمريكي، موضحة أن النقاشات تضمنت عرضا جديدا يتعلق باليمن دون أن توضح المصادر تفاصيل العرض.

على مستوى الداخل الأمريكي
وفي تطور خطير للأحداث على مستوى الداخل الأمريكي نتيجة سياسة بايدن وقراراته الأحادية الداعمة للكيان الصهيوني والمساعدة على انتشار الجريمة والفساد والهيمنة والإقصاء على مستوى الداخل الأمريكي بدأت محاكمة الرئيس جو بايدن واثنين من وزرائه على خلفية جرائم غزة في خطوة غير مسبوقة بتاريخ أمريكا.

محاكمة بايدن
وأفادت مصادر إعلامية وحقوقية أن المحكمة الفيدرالية في أوكلاند بولاية كاليفورنيا عقدت جلسة للنظر في قضية رفعها مركز حقوقي أمريكي يتهم فيه بايدن ووزيرا الخارجية والدفاع بالإخفاق بمنع ارتكاب إبادة جماعية في غزة.

العدل الدولية
وتأتي الدعوى عقب يوم فقط على إعلان محكمة العدل الدولية قبول دعوى جنوب أفريقيا بخصوص ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية بقطاع غزة.
وقد توسعت الدعوى الجديدة ضد بايدن وطاقم إدارته مخاوفهما من تبعات الملاحقة القانونية مستقبلا خصوصا في ظل فشل إدارة بايدن بمنع العدل الدولية من قبول دعوة جنوب أفريقيا التي قد تجر واشنطن إلى قاعة المحكمة نظرا لحجم الدعم العسكري والدبلوماسي للاحتلال في مجازره بغزة.

أحداث تكساس
إلى ذلك كانت ولاية تكساس الحدودية مع دول أمريكا اللاتينية قد شهدت توترا عقب رفض حاكم الولاية قرار للمحكمة العليا وإدارة بايدن بإزالة أسلاك شائكة على الحدود وضعت لمنع عبور اللاجئين إلى الولاية.
واتهم مسؤولون بولاية تكساس بايدن ومسؤولي إدارته باستخدام اللاجئين كورقة لتأمين مرور المخدرات إلى الولايات المتحدة.

25 ولاية تعلن تمردها
وعلى خلفية أحداث ولاية تكساس خيم التوتر على الولايات المتحدة، وأعلنت 25 ولاية أمريكية تمردها على إدارة بايدن.
وأكد حاكم ولاية تكساس (غريغ بوت) تلقيه دعم حكام 25 ولاية أمريكية من أصل 50 ولاية لحق تكساس بالاستقلال والدفاع عن نفسها.
وكتب غريغ على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي "لقد تلقينا توا دعم نصف سكان أمريكا" مؤكدا السير نحو الدفاع عن أمن وحدود الولاية.
وجاءت تصريحات بوت عشية تصاعد المخاوف الدولية من حرب أهلية في الولايات المتحدة مع أمر بايدن للقوات الفيدرالية باقتحام تكساس وفرض السلطة.