أخبار وتقارير

كشف عن دخول أسلحة استراتيجية جديدة.. السيد نصر الله: الكلام يبقى للميدان

كشف عن دخول أسلحة استراتيجية جديدة.. السيد نصر الله: الكلام يبقى للميدان

خطاب سديد، وقول مفيد.. وعد ووعيد بمزيدٍ من التصعيد وببأسٍ شديد.. تحذير وتهديد بتوسعة رقعة الصراع إذا ما استمر العدو الغاصب في التمادي بارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين العزل وبحق الأطفال والنساء والمسنين في قطاع غزة وفلسطين،

وإذا ما تجرأ على استهداف المدنيين في لبنان، فلن ينفعه الأمريكان، وستكون خسارته باهظة الأثمان وسيثبت ذلك الميدان الذي له الفعل والكلام، حيث يرتقي فيه العمل المقاوم ويتصاعد يوماً بعد آخر، ويتطور فيه النزال نوعاً وكماً وعمقاً وقد وصل حالياً إلى استخدام المُسيّراتِ الانقضاضيةِ وصواريخِ التوشكا والبركان، فيما بركانُ الدمِ يغلي جراء التمادي الصهيوني في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة واستهداف المدنيين في لبنان.. ذلك هو عين الخطاب الملهم والحكيم الذي صدح به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مناسبة يوم الشهيد 11/11/2023م يوم السبت الماضي، في لبنان.. والذي وضع خلاله النقاط على الحروف.. وأكد أن النصر النهائي آتٍ آتٍ آتٍ.. حيث يخطه مسار البذل والعطاء والتضحية والفداء الذي يسلكه أبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة وإلى جانبهم محور المقاومة في المنطقة نُصرةً لغزةَ واهلِها ولكل شعب فلسطين ودفاعاً عن مقدسات المسلمين.. ويعاضد المقاومة في غزة خاصة والمحور عامة تعاظم الاصواتٌ الداعمةٌ للحقِّ الفلسطيني والرافضةٌ للاجرامِ الصهيوني الأميركي، في كافة بلدان ودول وانحاء وارجاء العالم، لكن الصوت الأكبر شعبياً وكذا السوط الأقوى عسكرياً ومشاركةً في معركة طوفان الأقصى هو القادمِ من اليمنِ، حيث آلمَ المحتلَّ وإِن تكتم على خسائره أو حاول اخفاءها.. واشتمل خطاب سيد المقاومة نصرالله على رسائل هامة وموضوعات وقضايا عديدة في سياق معركة طوفان الأقصى التي تمضي بالأمة نحو النصر العزيز والمؤزر بإذن الله تعالى.. فإلى التفاصيل:

تقرير: موسى محمدحسن

ففي خطابه الملهم والحكيم، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنّ مهاجمة القوات اليمنية بالصواريخ والمسيّرات لأهداف صهيونية لها نتائج مهمة بعيداً عن عملية الاعتراض لها.
وفي كلمته التي ألقاها في الاحتفال بيوم الشهيد الذي نظمه حزب الله في لبنان، السبت الماضي، أكد السيد نصرالله أنّ الأهمية في مساندة القوات المسلحة اليمنية لفلسطين هي أنها "جيش ومقاومة في آن".. لافتاً إلى أن "العدو اضطر إلى تحويل جزء من دفاعاته الجوية وقببه الحديدية وصواريخ الباتريوت من جنوب وشمال فلسطين الى إيلات".
وأوضح السيد نصرالله بأنّ "هجمات القوات اليمنية المباركة أدّت إلى مزيد من الضغط على حكومة العدو عبر عمليات نزوح مستوطنيه".
وفيما يخصّ عمليات المقاومة العراقية، أكد السيد نصر الله: أنّ هذه العمليات ضد الأهداف الأمريكية هي مساندة للفلسطينيين وتخدم فكرة تحرير العراق وسوريا.
وقال: إنّ الأمريكيين اعترفوا بحصول 46 هجوماً على قواعدهم في سوريا والعراق وإصابة 56 جندياً.. مشيراً إلى أنّ عمليات المقاومة العراقية تعبّر عن شجاعة لافتة في وجه الأمريكيين الذين تملأ أساطيلهم المنطقة.

تطور خطير واستثنائي
وأضاف: إنّ الأمريكيين أرسلوا تهديدات للضغط على المقاومة في العراق واليمن ولبنان واستخدموا كل قناة لإيصال الرسائل.. مشدداً على أنه إذا أراد الأمريكيون أن تتوقف هذه العمليات ضدهم فعليهم وقف العدوان على غزة.
كما أكد السيد نصرالله، أنّ ما يجري في غزة من عدوان هو تطور خطير وكبير واستثنائي.. مشيراً إلى أنّ هذه الجرائم تعبّر عن الانتقام الصهيوني المتوحش.
وقال السيد نصرالله: إنّ "يوم الشهيد، تم اختياره بعد تفجير مقر الحاكم العسكري في صور، وشاهدنا كيف كان وجه شارون أسوداً أمام مبنى الحاكم بعد العملية النوعية التي نفذها أمير الاستشهاديين أحمد قصير".
وأشار إلى أنّ أبرز أهداف جرائم العدو هي إخضاع شعوب المنطقة وإسقاط إرادة المطالبة بالحقوق.. مضيفاً: إنّ الهدف منها هو دفع الشعوب إلى الاستسلام ونسيان الأرض والأسرى والمقدسات وفلسطين.. لافتاً إلى أنّ الاحتلال يخاطب لبنان من خلال جرائمه في غزة وقتله المتعمد والوحشي.. مؤكداً أنّ "العدو يخطئ مجدداً، وستفشل كل أهدافه، ومجازر التاريخ ومن بينها دير ياسين تشهد على ذلك".

تعاظم ثقافة المقاومة
ولفت السيد نصرالله، إلى أنّ ثقافة المقاومة تعاظمت جيلاً بعد جيل على الرغم من المجازر، حتى وصلت إلى العمل العظيم لكتائب القسام في السابع من أكتوبر.
وأوضح أنّ جرائم العدو الصهيوني على مدى العقود الماضية وحتى عدوان "تموز" 2006 لم تجعل اللبنانيين يتخلون عن المقاومة.. مضيفاً: إنه "على الصهاينة أن ييأسوا من تحقيق أهدافهم وليس شعوبنا التي أثبت خيارها أنه خيار الانتصار والتحرير والكرامة".
وأردف بالقول: "للأسف هناك كتّاب عرب يساعدون بشكلٍ متعمد أو غير متعمد على تحقيق الأهداف الصهيونية، لكن ذلك سيفشل أيضاً".. لافتاً إلى أنّ "العدو يلحق بنفسه الكثير من الخسائر، ومن بينها اتضاح حقيقته الهمجية".

يخطؤون في الحساب
واعتبر الأمين العام لحزب الله أنه ”من الغريب في جرائم العدوان على غزة هو الاعتداء الفاضح والمتبنى رسمياً من قبل العدو بحجج واهية وهذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى والمهجرين من بيوتهم والمنازل المدمرة”.
وقال نصرالله ”الصهاينة يخطئون في الحساب هم يقومون بكل هذا القتل وهذا التوحش لهدف وهو ليس انتقاماً والهدف هو الإخضاع ليس إخضاع أهل غزة فقط بل إخضاع شعب فلسطين وهدفه أن يقول إن كلفة المقاومة غالية وعليكم أن تتخلوا عنها، ومن أهداف القتل العمدي والمتوحش مخاطبة لبنان من خلال جرائمه في غزة”.
وأكد ان ”العدو يريد تحطيم ارادة المطالبة بالحقوق المشروعة والدفع بثقافة الاستسلام وأن يقول لكل الفلسطينيين من خلال جرائمه في غزة انسوا أرضكم ومقدساتكم”.
ولفت نصرالله، إلى أن ”العدو يخطئ من جديد في حساباته لأن جرائمه في فلسطين منذ 1948 لم توقف العمل المقاوم بل تعاظم وصولًا إلى ما أنجزه المقاومون في كتائب القسام في 7 أكتوبر الماضي، وأيضًا المقاومة في لبنان منذ الـ1982 حتى اليوم رغم المجازر لم يتركها الناس”.
وأشار إلى أن ”هناك وسائل إعلام عربية وكُتاب عرب يساعدون بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الهدف الاسرائيلي”.

رفض التطبيع
وأكد السيد نصرالله، أن “شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزة وفي الضفة أيضًا”.
وأردف قائلاً: ”إذا كانت شعوبنا ترفض التطبيع بمعزل عن ارادة بعض الحكام قبل المجازر في غزة، فبعد هذه الوحشية سيكون رفضهم للتطبيع مع العدو سيكون أصلب وأقسى”.
وقال السيد نصر الله: إنّ "الاحتلال وجّه ضربات قاضية إلى مشاريع التطبيع التي يسعى إليها، وموقف شعوبنا الرافض لهذا التطبيع سيكون أشدّ".. واصفاً التحول في الرأي العام العالمي، ولا سيما الغربي كما يحصل في الولايات المتحدة وأوروبا، بالأمر "المهم".
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ العدو الصهيوني بات يقع تحت ضغط الوقت، ولم يعد يدعمه إلا النظام الأمريكي ومن بعده النظام البريطاني".
وشدد على أنّ "من يدير هذه المعركة ويقررها ويخوضها هو الإدارة الأمريكية، وكل الضغط يجب أن يتوجه إلى الأمريكيين".

موقف رجل واحد
وفيما يخص القمة العربية الإسلامية، أكد السيد نصر الله أنّ الفلسطينيين يطالبون القمة التي تجمع 57 دولة في الرياض بالحد الأدنى، وبموقف رجل واحد.. لافتاً إلى أنّ الفلسطينيين يأملون في أن تتمكن القمة العربية الإسلامية من الضغط على الولايات المتحدة لوقف هذا العدوان الصهيوني، كما يأملون في فتح معبر رفح لإدخال الغذاء والماء والدواء واستنقاذ الجرحى.

شموخ وصلابة المقاومين في غزة
وبشأن القتال في غزة وبسالة المقاومين، قال السيد نصرالله: "القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدا، قصف جوي متواصل، وعبء نفسي كبير يحمله المجاهدون، عائلاتهم تُقتل وبيوتهم تُقصف، واحباؤهم يُهجرون، لكنهم يقاتلون بشموخ وشجاعة وقوة صلابة، ويواجهون الدبابات والآليات وأقوى ألوية النخبة الإسرائيلية وهذا دليل على عجز إسرائيل، عندما تزج بأقوى ألوية النخبة في قتال غزة، ومع ذلك لا تُحقق الانجاز ولا تقدم صورة النصر المطلوبة والمنتظرة من قبل الإسرائيليين".
وتابع "بعد كل هذا الوقت من 7 تشرين الأول لليوم، قصف ودمار وقتل واستهدافات وعملية برية، ومع ذلك الإسرائيلي ما زال عاجزاً عن تقديم صورة انتصار، أو صورة إنكسار أو إستسلام لدى مجاهدي المقاومة في فلسطين وفي غزة، وبالتالي هنا تُعلق الآمال".
وأوضح نصرالله، أنّ شجاعة وإقدام المقاومين وما يسطرونه من إبداع في تكتيكات القتال هو العامل الحاسم، وان الرهان اليوم هو على الميدان.. لافتاً إلى أنّ تصاعد المقاومة في الضفة قد يضطر العدو إلى سحب بعض من فرقه من الحدود مع غزة ولبنان.

عبئ كبير جدا
وبشأن جبهة سوريا، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أنّ سوريا تحمل عبئاً كبيراً جداً، "فبالإضافة إلى موقفها الحاسم هي تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل التبعات".. منوهاً إلى أنّ سوريا تتحمل تبعات ضيق الخيارات الصهيونية كما حصل في "إيلات" المحمية أمريكياً وصهيونياً وحتى عربياً.. مشيراً إلى أن إسرائيل احتارت في الجهة التي وقفت خلف الهجوم المسيّر على إيلات، فحمّلت حزب الله المسؤولية واعتدت علينا في سوريا.

إيران عنوان قوة المقاومة
وفيما يخص إيران، شدّد السيد نصرالله على أنه إذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين ولحركات المقاومة في المنطقة فهي ببركة قيادة إيران.. مشيراً إلى أن إيران لم تترك دعماً إلا وقدّمته للمقاومة، لتصمد شعوب المنطقة، وذلك على الرغم من كل التهديدات.
ولفت السيد نصرالله، إلى أن إيران لا تقرر نيابةً عن حركات المقاومة بل ستبقى "الحامية والمساندة لها".

ارتقاء عمليات المقاومة كماً ونوعاً وعمقاً
وبشأن جبهة لبنان، قال السيد نصر الله: انّ عمليات المقاومة الإسلامية مستمرة على الرغم من كل إجراءات العدو الصهيوني الوقائية.
وأوضح أنه على الرغم من المسيرات المسلحة للعدو، وهي سلاح جديد لم تكن في عدوان "تموز"، فإنّ العمليات مستمرة وهي بمثابة عمل استشهادي.. لافتاً إلى أنه حصل ارتقاء في عمليات المقاومة على مستوى العمل الكمّي وفي نوعية السلاح، كاستخدام المسيرات الهجومية ونوع الصواريخ.. وأضاف: انّ المقاومة بدأت باستخدام صواريخ "بركان" التي يصل وزنها إلى نصف طن في عملياتها.
كما أشار نصرالله إلى وجود ارتقاء في عمليات المقاومة في لبنان ضد العدو الصهيوني في العمق في فلسطين المحتلة.. مؤكداً أنّ الإعلام الصهيوني اعترف بوصول أكثر من 350 مصاباً "إسرائيلياً"، بينهم إصابات خطيرة إلى المشافي.
وتابع قائلاً: إنّ المقاومة الإسلامية أبلغت العدو بشكلٍ رسمي أنها لن تتسامح مع استهداف المدنيين.. مؤكداً أنّ المقاومة تدخل يومياً مسيّرات استطلاع إلى عمق فلسطين المحتلة وصولاً إلى حيفا، وبعضها يعود والآخر لا يعود.
ولفت إلى أنّ العدو الصهيوني اعترف بارتفاع منسوب هجمات المقاومة، وبالتالي ارتفع منسوب القلق لديه.. وتابع قائلاً: "إنّ ارتفاع منسوب القلق لدى كيان العدو أدى إلى ارتفاع منسوب التهديدات للبنان".

الميدان يفعل ويتكلم
وشدد الأمين العام لحزب الله، على أنّ جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة ستبقى جبهة ضاغطة.. مشيداً بالبيئة الحاضنة للمقاومة.
وأشار إلى أنّ هناك موقفاً عاماً في لبنان متضامن مع غزة ومؤيداً أو متفهماً لعمليات المقاومة، باستثناء بعض الأصوات التي تعتبر "شاذة".
وأوضح أنّ الموقف العام في لبنان هو "موقف مساند، ويجعل جبهة الجنوب جبهة فاعلة ومؤثرة".
وأردف قائلاً: إنّ سياسة حزب الله في المعركة الحالية هي "الميدان الذي يفعل ويتكلم ثم نحن نعبر عن التطورات".. مضيفاً: "نحن في معركة الصمود والصبر وتراكم الإنجازات، والوقت الذي تحتاجه المقاومة والشعوب ويلحق الهزيمة بالعدو".
كما اعتبر السيد نصرالله أنّ التضحيات المتراكمة هي التي تؤدي إلى قبول العدو بالهزيمة والاعتراف بها وممارسة فعل الهزيمة.. مشيراً إلى أنّ العدو بات متخبطاً، وهذا التخبط ينعكس من خلال التصريحات المتضاربة لنتنياهو.
ونوه إلى أن الوقت ليس لمصلحة العدو.. مشيراً إلى وجود فشل ميداني في إخضاع غزة، وتحول في الرأي العام العالمي وخشية لديه من توسع الجبهات.

النصر آتٍ
وأكد نصرالله على أنّ كل العوامل ومن بينها ملف الأسرى، ستضغط على العدو.. وقال "علينا الاستمرار في ذلك"، وان "أعظمنا تحملاً هم شعب غزة".
وأردف الأمين العام لحزب الله قائلاً "يجب أن يفشل العدو في تحقيق كل أهدافه على الرغم من المجازر التي يرتكبها".. وأضاف نعاهد جميع الشهداء بالمضي في هذا الطريق كمقاومة وبيئة وشعب وعوائل ومُضحّين، لحفظ أهدافهم ومراكمة إنجازاتهم للوصول إلى النصر.. مضيفاً أن "النصر النهائي آتٍ آتٍ آتٍ إن شاء الله".

تحرير القدس وفلسطين
وفي ختام كلمته قال نصرالله: "أجيالنا هذه هي التي ستشهد تحرير فلسطين وتحرير القدس، وهي التي ستصلي إن شاء الله في المسجد الأقصى".. مؤكداً بأن الصهاينة مهما فعلوا ومهما ارتكبوا بعد السابع من أكتوبر الماضي، فإن إسرائيل هي غير إسرائيل، بالمعنى الوجودي والاستراتيجي والتاريخي والأمني، وهذا ما ستُثبته الأيام والأسابيع والشهور والسنوات المُقبلة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا