أخبار وتقارير

مخرجات "قمة الخزي العربي " في الرياض.. بيان ختام مسبق لأنظمة »سنام الصهيونية« في خليج العرب

مخرجات "قمة الخزي العربي " في الرياض.. بيان ختام مسبق لأنظمة »سنام الصهيونية« في خليج العرب

    لم تكن حقيقة ما سيصدر عن قمة الرياض من نتائج وبيان ختامي خافية على كل حر عربي غيور يقرأ بعين فاحصة مشهد المخاطر الوجودية على الشعب الفلسطيني ومصير قضيته المقدسة وحقه في تحرير أرضه،

ويتابع متابعة دقيقة ما يجري في غزة من تطورات وقائع وأحداث مواجهة عسكرية بين قوات الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا وكتائب المقاومة الفلسطينية ومن يقف معها موقفا صريحا ومعلنا رافضا ومقاوما للطغيان الأمريكي والصلف الصهيوني وأعني بذلك موقف قيادة صنعاء العسكري العروبي المناصر والداعم للشعب الفلسطيني.. تفاصيل في سياق التقرير التالي:
 
طلال الشرعبي
برعاية سعودية انعقدت القمة العربية الإسلامية مؤخرا في الرياض ولم يتجسد خلال مجريات وأعمال القمة سوى سلوك البحث عن شراء الوقت أو تجميد الوضع ومحاولة امتصاص الاحتقان والغليان العربي والإسلامي المتصاعد الرافض والمقاوم والمناهض لمشاريع الطغيان الأمريكي والصلف والإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني طيلة 36يوما من العدوان الإجرامي الغاشم على قطاع غزة.
وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال مخرجات القمة التي يصدق عليها مسمى قمة العيب العربي الأسود في الرياض وبيان ختامها الذي أثبت مضمونه أنه في حقيقة الأمر بيان جاهز مسبقا أعدته أنظمة سنام الصهيونية في خليج العرب دون عروبة وأن صيغ (الإدانة) و(المطالبة) و(الدعوة) التي ضج بها البيان. 
ليست سوى صيغ مماطلة وتسويف ومناورة خليجية سعودية وإماراتية هادفة إلى شراء المزيد من الوقت واللحظات الأخيرة كاحتياج ضرورة لازمة بالنسبة للكيان الصهيوني لاستكمال الخطوات المتبقية من خطة قصفه وتدميره وإبادته الكاملة لأحياء قطاع غزة برمتها وبمن فيها من البشر.
وفي الوقت الذي جددت فيه صنعاء على لسان رئيس وفد المفاوضات، محمد عبدالسلام، تأكيدها استمرار تحمل مسؤوليتها تجاه فلسطين مهما كلف ذلك من ثمن، مطالبة العرب والمسلمين بمراجعة مواقفهم بشكل جذري والإدراك بأن العالم لن يحترم إلا من يحترم ذاته وشعبه وقضيته ويحتقر كل من يتخلى عن ثوابته الدينية والقومية.
جاءت مخرجات القمة مخيبة لآمال صنعاء وآمال كل الشعوب العربية والإسلامية بما فيها شعوب الدول المشاركة في القمة كما حمل محتوى مضمون البيان الختامي الصادر عن القمة مفهوم تحييد وتأجيل العدو الأمريكي والصهيوني موعد تصفية حساباته مع قوى محور المقاومة التي أعلنت موقفها الداعم والمساند للشعب الفلسطيني إلى وقت لاحق.
ما يعزز هذا المفهوم هو حقيقة تطورات وقائع وأحداث المواجهة الفلسطينية الصهيونية التي ارتفعت وتيرة تصاعدها إلى حد غير مسبوق بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض، ما يؤكد أن هدف تصفية القضية الفلسطينية والمقاومة بالنسبة لأمريكا والكيان الصهيوني هو الجوهر الرئيسي الأول والذي يقتضي تفكيك معادلة المقاومة وتحييد قوى المحور ضمن مرحلة أولى تقتضي تمكين طموحات الخرافة الصهيونية إقليميا.
 يلي ذلك كمتلازمة متوالية مرحلة تأمين وتثبيت التفرد بالهيمنة التي تضع على رأس سلم أولوياتها الرئيسية تحريك مسارات تفكيك قوى محور المقاومة الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني باعتبارها مصدر تهديد وجودي للكيان الصهيوني، لاسيما بعد أن تجلت للعدو الأمريكي والصهيوني حقيقة امتلاك تلك القوى مقدرات عسكرية وشعبية تمنحها القدرة على النهوض بالموقف والمشروع الرافض والمناهض للطغيان الأمريكي الصهيوني وبعد أن أصبحت تعزز موقفها فرص الالتفاف والدعم العربي والإسلامي، وباتت تشكل قوة قادرة على زعزعة هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة.
ورغم التجمع الكبير في قمة الثقب الأسود لدول يدير شؤونها الأقزام أثبتت نتائج اجتماع تلك القمة الهزيلة هدفها وسعيها الواضح إلى إنتاج واقع يفرض التمزيق والتقسيم والتفكيك وخلق دويلات بنزعة متناحرة ضمن أوزان ومخاوف إقليمية تفرض على الجميع تسليم رقابهم مقابل الحماية الأمريكية والصهيونية.
ولعل في بيان حركة الجهاد الإسلامي ردا على البيان الختامي لقمة الرياض ما يكشف تفاصيل أهدافه ومراميه، حيث علقت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين على البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض، بالقول: "صيغ (الإدانة) و(المطالبة) و(الدعوة) التي ضج بها البيان الختامي توحي وكأن البيان صادر عن هيئة غير ذي صلة بما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، لا عن اجتماع 57 دولة، بدت من خلال بيانها وكأنها لا تملك شيئاً، ولا تقوى على شيء، سوى المناشدة والمطالبة".
وأضافت: "يعكس البيان الختامي تنصل الدول العربية والإسلامية مجتمعة من مهامها والنأي بنفسها عن واجبها في حماية الأمن القومي العربي والإسلامي، والتخلي عن فلسطين وأهلها للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين".
وعبرت الحركة عن استغرابها الشديد "لما ورد في البيان الختامي لجهة التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002، والتذكير بأن الشرط المسبق للسلام مع تل أبيب وإقامة علاقات طبيعية معها هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية"، ولا سيما في ظل هرولة بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع مع الكيان".
وقالت: "ربما كان البيان ليكتسب شيئا من المصداقية لو بادرت الدول العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان إلى قطع علاقاتها معه، أسوة ببعض دول أمريكا اللاتينية التي لا تربطها بفلسطين وشعبها لا العروبة ولا الإسلام".
وختمت: "ما ورد من مقررات في البيان الختامي يرسل إلى الأمة العربية والإسلامية رسالة مفادها أن هذه الأنظمة باتت عاجزة عن حماية شعوبها وعن الدفاع عن مقدسات الأمة، وأن شعوبها متروكة لقمة سائغة للكيان الصهيوني وللإدارة الأمريكية".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا