أخبار وتقارير

طوفان الأقصى .. المسارات الحرجة وحقائق اللحظة الفاصلة

طوفان الأقصى .. المسارات الحرجة وحقائق اللحظة الفاصلة

ما من شك في أن تحقيق الأهداف الكاملة لمعركة التحرر الفلسطيني "طوفان الأقصى" من الهيمنة الغربية واجتثاث الكيان الصهيوني هو المسار الأمثل لمحور المقاومة،

وفي هذا السياق تبقى تضحيات وصمود الشعب الفلسطيني ونجاحه في إدارته للمعركة وفي قلب موازين معادلات الصراع، هي بويصلة تأمين المسارات الحرجة وتجاوز الصعوبات الماثلة في طريق تحقيق أهداف المعركة الفاصلة.. تفاصيل في السياق التالي:-

26 سبتمبر: خاص
باتت الكثير من تطورات وقائع وأحداث معركة " طوفان الأقصى " مع الكيان الصهيوني الغاصب تؤكد حقيقة أن اللحظة التاريخية الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية أصبحت من أشد اللحظات حساسية وخطورة، وفي حال استمرار التطور الدراماتيكي لمسار وقائع وأحداث الصراع بالشكل الذي هو عليه وبمعنى أوضح استمرار التوحش الصهيوني المفرط في ارتكاب مجازر القتل الهستيري للآلاف من الأبرياء شيوخا وأطفالا ونساء من أبناء الشعب الفلسطيني وتهجير مئات الآلاف من السكان في ظل صمت دولي وعربي مخز فإن المصير الذي يمكن أن يترتب على ذلك لن يقتصر على مصير الشعب الفلسطيني بل مصير الشعوب العربية كافة.
ويبقى هذا الأمر مرهونا بسياسات الدول والأنظمة العربية والإسلامية في المنطقة والعالم كونها الطرف الذي بيده مبادرة اتخاذ قرار التنديد والرفض للصلف الصهيوني ووضع حد لسياسة توحشه ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في زاوية المضطر للدفاع عن وجوده والمهدد بالتدمير ولا خيار آخر بيده إلا الصمود والمواجهة مهما كانت التضحيات.. وبالنظر إلى حقائق اللحظة الراهنة وعلى اعتبار استمرار الدول والأنظمة العربية المتخاذلة في انتهاج  ذات الطريقة التي تسلكها في علاقتها مع أنظمة الهيمنة والاستكبار العالمية الغربية وفي مقدمتها أمريكا واعتقادها أن موقفها المتخاذل مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة هو الضمانة للحفاظ على استقرارها وحماية وتأمين مصالحها.. يمكن القول أن الجميع أمام مسارين لا ثالث لهما:
المسار الأول: نجاح الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا في تحقيق أهداف سياسته المتغطرسة والمأزومة بهوس الطموحات الأنانية الصهيونية في تفكيك وتدمير قوى وحركات المقاومة الفلسطينية وربما في المنطقة وتشكل نظام إقليمي عسكري عبر تحالف ناتو من الكيان ومحور التطبيع عقيدته أمن الكيان الذي يعني تمكينه من التفرد بالزعامة الإقليمية والسيطرة المركزية ووفقا لهذا السيناريو المحتمل ستكون أولويات الكيان كالتالي :
أولا : التركيز على إعادة التموضع الجيوسياسي للمنطقة من الصراعات الدولية وسيكون الحياد الدولي مقابل التسليم بتفرد الكيان بالمنطقة ومنع أي تدخل غربي أو شرقي قد يعيق تأمين سيطرته التي تقتضي جملة من التشطيبات والهيكلة للنظم السياسية العربية خاصة مشيخات الخليج أو الحكومات الطامحة في الدول الصغيرة على وزن قطر ، بالتوازي مع هيكلة الجغرافيا السياسية كأولوية حساسة لا تقبل الترحيل في ظرف ملائم يتعلق بتأمين مصير هيمنة الكيان على المنطقة والتي تقتضي تقسيم مصر وتركيا والسعودية وتطويق الجزائر كأهم مصادر التهديد المحتملة مستقبلا.
ثانيا : الانتقال إلى المرحلة الأخيرة في تحقيق طموح الحق المقدس بالتفرد بالعالمية عبر توظيف أوراق نفوذه الجيومالية وجيواستخبارية والاختراقات السياسية العابرة للقارات والمتداخلة مع الجميع ضد الكل مضافا إليها الثقل الجيوسياسي الجديد لدفع الصراع الدولي نحو التصعيد والتصادم المباشر بين الشرق والغرب لإعادة هيكلة القوى الدولية نوويا  وتحييدها بهرمجدون ثالثة سترسم شكل العالم وخارطة التوازنات والنتائج والمستفيد الوحيد معروف سلفا .. وفق الحسابات النظرية.
المسار الثاني: نجاح محور المقاومة في تحقيق أهداف معركته التحررية وتخليص فلسطين من الهيمنة الغربية الصهيونية وتشكل نظام إقليمي عربي شريك لمحور المقاومة في صياغة مستقبل الشعب الفلسطيني يمثل قوة فاعلة وشوكة ميزان عسكري واقتصادي وسياسي ضامن للاستقرار والسلام والتوازنات الدولية، ومحرك دفع لا يمكن تجاهله في تثقيل مسار التسويات الكبيرة وإعادة صياغة شكل المرجعيات وقواعد النظام الدولي التي تضمن الشراكة وفرص التنافس وصون الحقوق السيادية والإنسانية للشعوب العربية وفقا للقواعد والمرجعيات القانونية الدولية.
ووفقا لهذا المسار هناك احتمالان متوقعان :
الاحتمال الأول:  صحوة الشعوب الغربية واستعادة أوراقها وإعادة هيكلة خارطة المشهد الغربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا وتخليها عن موقفها الداعم لمنظومة الصهيونية الظلامية في سبيل إنقاذ مصيرها ومنع انزلاق الصراع الدولي من الذهاب بالجميع إلى هاوية سحيقة تهدد باندلاع حرب عالمية ثالثة..
وبالمقابل انخراط الدول العربية والإسلامية في مسار تسويات سلام كامل ونزع فتيل الأزمات ووقف النزيف وتنفيس الاحتقان والنزاعات بينها ، بما يمكن من فتح صفحة جديدة بقواعد شفافة وصريحة تضمن الشراكة وفرص التنافس والريادة ومرجعيات وضمانات الأمن والاستقرار ومعالجة الخلافات والالتزام باستحقاقات الحلول المنصفة.
الاحتمال الثاني: عدم توفر فرصة الصحوة الغربية وفرصة السلام الكامل والتسويات العربية الإسلامية  وتطور الوقائع والأحداث وتسارعها في مسار صراع دولي عالمي يذهب بالجميع إلى هاوية الحرب العالمية التي لن تبقي ولا تذر.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا