أخبار وتقارير

انتصار سياسي وإنساني

انتصار سياسي وإنساني

ناصر الخذري
عند ما تتعامل مع كل الناس من حولك انطلاقا من قيم ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف بالتأكيد أنك ستكون منتصرا أخلاقيا قبل أن تكون منتصرا سياسيا وهذا ما يجب الاشارة اليه خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الأسرى

الذين حث الدين الاسلامي على حسن التعامل معهم وقد وردت آيات كثير في القرآن الكريم حول الاسرى ومنها قوله تعالى :(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا)..
وعن تعامل المسلمين مع أسرى بدر قال ابن كثير- رحمه الله-: "قال ابن عباس كان أسراهم يومئذ مشركين ويشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسرى فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء.
هذا في التعامل مع الأسرى من غير المسلمين فما بالك عندما يكون الأسير من ابناء بلدك او جيرانك من الدول العربية والاسلامية يجمعك معهم الأخوة في الدين وفي هذا السياق نود التطرق لواحدة من القضايا الهامة وهي ملف الأسرى الذي شهد في الآونة الأخيرة في مرحلته الأولى بشكل طمأن النفوس وأدخل السرور على كثير من أهالي الأسرى الذين ظل اقاربهم السجون لبضع سنوات.
المشهد كان مؤثرا لكل من شارك أو حتى تابع لحظة وصول الأسرى الى مطار صنعاء والى مناطقهم كيف كانت حفاوة الاستقبال وكيف كانت المشاهد التي ذرفت فيها العيون بالدموع فرحا بعودة الأسرى المحررين ولكن ما جعلنا نقف قليلا عند جانب مهم وهو كيف قضى هؤلاء الأسرى فترة أسرهم في سجون العدوان وأدواته وكيف كان التعامل معهم خلال هذه الفترة العصيبة, بالتأكيد أن هناك حديثاً للأسرى تقشعر منه الأبدان من مآسي التعذيب في تلك المعتقلات التي لحقت بالأسرى على أيدي القائمين على السجون والمعتقلات سواء لدى السعودية أو أدواتها في المناطق المحتلة, مما يجعلنا نضع علامة استفهام وتعجب أين اخلاق المسلمين في الحرب وأين مبادئ وقيم الدين الاسلامي التي حثت على احترام آدمية الأسير أياً كان مسلماً أو غير مسلم وأين أولئك من القانون الدولي الانساني الذي كفل للأسير حق التعامل الاخلاقي وعدم التعذيب وتقديم كل ما يحتاج اليه من الطعام المناسب والرعاية الصحية والملابس وعدم تعريض حياته للخطر, لكن ما تحدث به الأسرى المحررين أوضح أن تعامل السجانين الوحشي جعلهم يتساءلون أين آدمية هؤلاء البشر مما اوصى به الدين الاسلامي واين هم مما يتبجحون به وهو القانون الدولي الانساني فلا هذا ولا ذلك طبقوه بل تجردا من كل قيم الدين الاسلامي فاق التصور حد أن العديد من الأسرى تم تصفيتهم وأعدم عدد كبير منهم بشكل عكس الصورة القاتمة التي لا تعبر عن أخلاق المسلمين في الحرب.
وفي المقابل فقد تم التعامل من قبل الجيش واللجان الشعبية مع كل من وقعوا في الأسر من مرتزقة الداخل والخارج بأخلاق عالية وتقدير واحترام واهتمام كبير بهم في شتى الجوانب ومنها في المآكل والمشرب والملبس وعدم التعرض لأي منهم بأذى او حتى تجريح بالكلام بشكل جعل من هؤلاء الاسرى يخرجون بانطباعات غير ما كان يصوره لهم العدوان ومرتزقته, وبهذا التعامل الأخوي جسد ابطال الجيش واللجان الشعبية والقيادة السياسية والعسكرية انصع صور التعامل الانساني المستمد من ديننا الاسلامي الحنيف الذي سبق القانون الدولي الإنساني بـ14 قرنا من الزمن, بشكل جعل من المرابطين والقائمين على أسرى العدوان الى القيادة السياسية والعسكرية العليا بشكل عام جعلهم ينتصرون أخلاقيا قبل ان ينتصروا سياسيا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا