عدن.. تفاصيل معركة مليشيات تحالف العدوان

منذ أن أصدر المرتزق العليمي، رئيس ما يسمى "مجلس القيادة الرئاسي" قرارًا بإنشاء مليشيات ما تسمى "درع الوطن"،

بقوام نحو 21 لواءً عسكريًا مليشاويا، تم تشكيلها وتدريبها وتمويلها بإشراف سعودي كامل.. بدأت حدة الخلافات تتصاعد بشكل تدريجي بين مجلس المرتزق العليمي المدعوم سعوديا وانتقالي المرتزق عيدروس المدعوم إماراتيا ، الذي وجد في الإعلان عن إنشاء ما سمي بدرع الوطن تمهيدًا لإزاحته من المشهدين السياسي والعسكري وسعيا سعوديا للإطاحة به واجتثاث وجوده بشكل نهائي، وكان مسار التطور الدراماتيكي لوقائع وأحداث الصراع بين المجلسين كفيلا بتحويل مدينة عدن المحتلة إلى ساحة نشاط وحراك سياسي مكثف تطور بشكل مفاجئ إلى معركة صراع عسكرية دامية بين الطرفين..  المزيد من التفاصيل في السياق التالي:

26 سبتمبر : خاص
في الوقت الذي تؤكد فيه تطورات الوقائع والأحداث أن أدوات نظامي الاحتلال السعودي والإماراتي ليسوا أكثر من بيادق على رقعة شطرنج يجري تحريكهم وفقا لأجندتهما في الصراع والتنافس، أو الاتفاق فيما بينهما على تقاسم الأراضي اليمنية والسواحل والجزر
يزداد العبث، والاهتراء وسوء الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية يوما بعد يوم في محافظة عدن وغيرها من المحافظات المحتلة ولا نهاية لذلك.

توترات وخلافات متصاعدة
في هذا السياق وعقب إعلان المرتزق العليمي عن إنشاء ما سمي بدرع الوطن شهدت العلاقة بين نظام العدوان السعودي وانتقالي الإمارات، توترات متصاعدة، وصلت حد نشر النظام السعودي قواته بشكل مكثف وواسع في مدينة عدن، الخاضعة لسيطرة انتقالي الإمارات عقب استياءً واسعًا في أوساط المجلس وقياداته، وصلت حد التلويح باقتحام قصر معاشيق، واعتقال العليمي ردًا على قرار تشكيل مليشيات درع الوطن المرتكزة على دوافع إيديولوجية سلفية، توالي النظام السعودي بشكل مباشر.

تطويق قصر معاشيق
استمرت تطورات أحداث ووقائع الصراع بين الطرفين وكان آخرها قيام فصائل إنتقالي الإمارات بتطويق مقر إقامة رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي في مدينة عدن، المحتلة، بعد ساعات قليلة من مغادرة المرتزق العليمي ونائبه أبو زرعة المحرمي، المدينة، إلى السعودية، تحت مخاوف من عملية استهداف.
وقالت مصادر محلية إن وحدات من ألوية ما يسمى الدعم والإسناد التابعة للإنتقالي انتشرت، في محيط قصر معاشيق، كما انتشرت مجاميع أخرى في شوارع مديرية خور مكسر.

العليمي والمحرمي يغادران عدن
وكان المرتزق العليمي ونائبه عبدالرحمن أبوزرعة المحرمي قد غادرا مطار عدن صوب عاصمة مملكة العدوان السعودي ، على وقع خلافات محتدمة مع انتقالي الإمارات الذي يتوجس خيفة من قرارات العليمي بإنشاء ما سمي بقوات درع الوطن الممولة من نظام العدوان السعودي وما يزال انتقالي الإمارات يرفض تسليم معسكرات ومواقع حساسة لقوات درع الوطن الموالية للنظام السعودي .

الانتقالي يهدد النظام السعودي
إلى ذلك وجه المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، تهديدا للنظام السعودي الذي يقود تحالف العدوان بدفع الثمن رداً على ما أسماه تفريخ قوات وكيانات جنوبية لتحجيمه .
حيث قال القيادي في الانتقالي بمحافظة حضرموت، عبدالله مبارك الغيثي في تدوينة على (تويتر) : "مشروع استبدال المجلس الإنتقالي الجنوبي على طاولة مفاوضات الحل النهائي، أو صناعة منافسين للمجلس الإنتقالي يقاسمونه حق تمثيل الجنوب مغامرة سياسية " حد وصفه.
وأضاف: " ستكون لذلك نتائج كارثية على الجنوب وعلى من يحاولون تحجيم الإنتقالي من خلال صناعة وتفريخ قوى سياسية وعسكرية جديدة على الساحة الجنوبية"، في إشارة إلى تأسيس السعودية "درع الوطن".

اتهام إماراتي للانتقالي
بالمقابل اتهم نظام العدوان الإماراتي قيادات الانتقالي ببيع معدات عسكرية كان قد زودها بها سابقا..جاء ذلك عقب قيام السفير الإماراتي محمد حمد الزعابي بزيارات ميداينة إلى معسكرات الإنتقالي والإطلاع عن كثب على واقع المعدات والأسلحة الثقيلة المسلمة له.
وقالت مصادر أن السفير الإماراتي لاحظ نقصا في الآليات والمعدات العسكرية .
وكشفت المصاد‏ر عن رفع السفير الإماراتي بتقرير عاجل للوحدة الخاصة بشأن الأسلحة التي سلمت للإنتقالي، أفاد فيه أن هناك نقص كبير جدا في عدد المعدات العسكرية التي كانت باستلام الانتقالي ، وطالب بتحقيق في مصير المعدات والآليات العسكرية  .
ووفق المصادر فإن زيارة السفير الإماراتي لمعسكرات الانتقالي جاءت بعد تقارير استخباراتية عن قيام قيادات في قوات الانتقالي ببيع آليات عسكرية إماراتية.

محسن يتهم النظام السعودي
في السياق اتهم المرتزق علي محسن الأحمر، النظام السعودي بتفخيخ مدينة عدن التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً جنوبي اليمن ، من خلال إرسال كمية هائلة من الأسلحة إلى قوات درع الوطن المشكلة من السعودية .
وقال محسن على لسان مستشاره الإعلامي رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" الممولة منه سيف الحاضري في تدوينة على (تويتر) رصدتها : "لست متفائلًا بالمتغيرات التي تشهدها عدن".
وأضاف: " حجم السلاح الداخل لمدينة عدن خلال الـ72 ساعة الفائتة تكفي لو أنها توجهت للجبهات لإحداث متغير عسكري هام على الأرض من شأنه أن يغير مسار التفاوض المخجل الذي تجريه السعودية " ، حد تعبيره.
وتابع مخاطباً السعودية: " لماذا تفخخ المدن بالميليشيات والسلاح وتمنع السلاح على الجبهات ؟ ".

تطويق آخر معاقل الانتقالي
وفي أحدث تطور لأحداث ووقائع الصراع الذي تشهده محافظة عدن المحتلة بين فصيلي الارتزاق خيم التوتر على أجواء المدينة يوم أمس الأحد عقب رفض الانتقالي إخلاء آخر معسكرات فصائله في المدينة..
وأفادت مصادر محلية بأن قوات معززة بالمدرعات  طوقت معسكر بدر في مديرية خور مكسر وفرضت حصار عليه لمطالبة قائده بالتسليم..
وكان قائد المعسكر المحسوب على الانتقالي المرتزق عبدالرحمن عسكر،  رفض التسليم لفصيل "درع الوطن"..
يشار إلى أن معسكر بدر سيكون آخر معسكرات الانتقالي في خور مكسر المكلفة بتأمين مطار عدن الدولي والذي سيتم تسليمه لدرع الوطن بعد معسكر النصر ومواقع أخرى هناك.
وتوقعت المصادر انفجار الوضع نظرا لحجم الدعم الذي يحضا به عدد من قيادات الانتقالي أبرزها المرتزق شلال شائع على الرغم من سحب الأخير قواته من داخل المطار بمعية آخرين.