أخبار وتقارير

امتلكت رؤية حكيمة ومثلت قيمة عالية في الإدارة والقيادة..استراتيجية.. إدارة معركة الاستقلال

امتلكت رؤية حكيمة ومثلت قيمة عالية في الإدارة والقيادة..استراتيجية.. إدارة معركة الاستقلال

في الملمات والمواقف العصيبة التي تمر بها البلدان, يقيض الله رجالا, يكون على أيديهم خلاص الشعوب وتحريرها من نير المحتلين وأطماعهم في التوسع والاحتلال ونهب الخيرات والثروات,

وهذا ما تجلى في اليمن خلال فترة كانت ولا تزال هي الأشد والأصعب على الإطلاق على مر التاريخ، تكالب فيها العدوان الهمجي الغاشم لتدمير اليمن - الأرض والإنسان والحضارة والتاريخ- وفي خضم هذا المعترك الخطير من تاريخ شعبنا ووطننا, برز قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي متقدما الصفوف يوجه ويخطط لخوض معركة الحرية والاستقلال, اليوم تلوح في الأفق بشائر النصر الملبية لتطلعات الشعب.

26 سبتمبر: -  مدير التحرير
في الـ26 من مارس من العام 2015م بدأ تحالف العدوان بشن أولى غاراته الجوية التي استهدفت القواعد الجوية والمطارات والقواعد العسكرية في اطار مخطط المعتدين لشل القدرات الدفاع الجوي التي كانت ضمن اولويات الأهداف المرسومة في خطة العدوان لإسكات الدفاعات الجوية اليمنية لتسهيل المهمة وتسريع القضاء على مشروع ثورة الـ21 من سبتمبر ووأدها في مهدها, وشاء الله وبعزيمة الرجال الذين هبوا في زحف ثوري عظيم للتلاحم مع ابطال الجيش واللجان الشعبية للدفاع عن سيادة البلد.

استراتيجية معركة النفس الطويل
وضع العدوان في حساباته أن معركته ستكون خاطفة وأن اسابيع ستكون كافية لتنفيذ مهمته للسيطرة على صنعاء والمحافظات الحرة, وهذا ما ورد على لسان ناطق تحالف العدوان العسيري الذي تحدث بتاريخ 19- 4- 2015م بقوله: "تم تدمير ما نسبته 85% من الأسلحة اليمنية وخاصة الصواريخ البالستية" هذه القوة التي كانت الرعب الذي يمثل كابوسا على تحالف المعتدين.
وبخطى مدروسة وضعت القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومعه القيادات العسكرية الخطط الاستراتيجية لخوض معركة النفس الطويل لخوض معركة الدفاع الوطني أمام أقوى تحالف عدواني تشكل قواته من مرتزقة الداخل ومن مختلف بلدان العالم.
لم يكن هناك تكافؤ في موازين القوى بين قواتنا وبين تحالف العدوان الذي يقاتل بأحدث أنواع الاسلحة الفتاكة والمدمرة مقارنة بما تمتلكه قواتنا من اسلحة تقليدية لكن صمود وإيمان وعزيمة الرجال كانت أقوى من اسلحة الابادة فاستطاع المرابطون ومعهم أحرار الشعب صنع تحولات نوعية في بضع سنين تحولت معها مجريات المعارك من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم إلى مديات بعيدة طالت أهدافا حساسة للمعتدين بشكل أعاد الى حسابات العدوان والمراقبين السياسيين والعسكريين في العالم هذه التحولات التي وصلت اليها القوات المسلحة بمختلف صنوفها البرية والبحرية والجوية.

وحدة القيادة
في أحلك الظروف وأشدها على الاطلاق استطاعت القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا أن تخوض معارك شتى في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية لتتجاوز مراحل بالغة الخطورة والتعقيد, لم تهزهم التهديدات والقوائم التي ضمت اسماء 40 من القيادات العسكرية والمدنية كأهداف مطلوبة للعدوان, لكن الهدف والغاية كانت أقوى من تهديدات العدو وعدالة القضية وحب الشهادة في سبيل الله والوطن كانت الوقود الذي جعل المجاهدين يثبتون بقوة وبأس شديد في وجوه المعتدين.

دور القائد
استخدم العدوان الى جانب حربه العسكرية العدوانية اساليب ووسائل أخرى من الحرب النفسية والاعلامية التي كانت ترافق تحركات العدوان في بعض المناطق كتحرك مرتزقة الامارات بقيادة طارق عفاش عبر شريط الساحل الغربي صوب مدينة الحديدة, حينها أطل علينا قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بخطابه الاستراتيجي الذي رسم خطة الدفاع عن الحديدة وتحدث عنها بشكل مباشر موجها المرابطين بالانتشار العملياتي في مناطق ومواقع المواجهة في جبهة الحديدة حيث قال السيد القائد في خطابه الذي القاه في يونيو من العام 2018م: "قوى العدوان تبذل في معركة الساحل كل جهدها وتلقي بكل ثقلها وتستخدم كل إمكاناتها الحربية المتطورة، وبذلت فيها أموالا هائلة وطائلة، مليارات الدولارات في سبيل حسم هذه المعركة، وتسعى إلى الاستفادة فيما يتعلق بالشريط الساحلي المحاذي للبحر من عوامل جغرافية كمنطقة مكشوفة، منطقة في أكثرها عادة ما تكون غير مغطاة لا بأشجار ولا بـغيرها، مناطق سكنية في كثير منها مناطق مكشوفة تساعد على الاستغلال لها والدخول عبرها والالتفاف على المدن والمناطق السكنية من خلالها، ومع ذلك أحرار شعبنا وأبطال أمتنا، أحرار هذا الشعب وشرفاؤه من الجيش واللجان الشعبية مِمَنْ انطلقوا بإيمان وصدق وإحساس بالمسؤولية واعتماد على الله وتوكل على الله يخوضون هذه المعركة بفاعلية كبيرة وبصمود منقطع النظير، وبثبات عظيم، كل هذا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى".
كان لتلك التوجيهات والخطة أثر كبير على تغيير سير احداث المعركة التي تقطعت أوصالها بتلك الكمائن والضربات الخاطفة التي فرقت جحافل المرتزقة والحقت بهم وبمعداتهم الحديثة الخسائر الكبرى على امتداد الساحل الغربي.
وبعون الله وبثبات المرابطين المسنودين بأحرار الشعب توالى سير علميات خوض معارك شتى على مستوى جبهات الداخل وفيما وراء الحدود.

ارهاصات متعددة
تزامن هذه الارهاصات التي تكالبت على الشعب في وقت واحد كانت مؤثرة على الوضع العام لأن جبهات المواجهة مفتوحة على مختلف الاصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والوضع المعيشي الصعب أيضا في ظل انقطاع المرتبات بعد نقل البنك المركزي إلى عدن المحتلة.
هذه التحديات استطاعت القيادة الحكيمة أن تتغلب عليها وكان للإسناد الشعبي الدور البارز في تعزيز الثبات ورفد المرابطين بالرجال والمال والسلاح مما افشل تلك الحرب العدوانية الشاملة على الشعب.

بناء وتطور القدرات الدفاعية
عمل العدوان وفق خطة ممنهجة دمر فيها كل مقومات الدولة من المؤسسات ومقدرات الاقتصاد الوطني بشكل لم يسبق له في التاريخ مثيل من الحصار وتكثيف الغارات الجوية التي بلغت مئات الالاف خلال ثماني سنوات من الحرب العدوانية الظالمة.
من تحت الركام نهض التصنيع الحربي على أياد من الخبرات والكوادر اليمنية لتصل القدرات الدفاعية الى مستوى متقدم من حيث امتلاكها لسلاح ردع فعال من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومختلف اسلحة القوات البرية والبحرية التي باتت اليوم تمثل ثمرة من ثمار الصمود والاصرار على النجاح في زمن الحرب العدوانية لتصل القدرات الدفاعية.
الى موقع متقدم يهابه الأعداء ومكن قواتنا المسلحة من أن تحقيق الرعب في موازين القوى مع العدو وتتحكم في زمام المعركة.

السلام العادل
وبعد ثماني سنوات من الصمود والمواجهة تبخرت آمال العدوان بعد أن وجد نفسه في مستنقع صنعه بيده وتأكد له بأن صنعاء بعيدة المنال وأن لا خروج من هذه الدوامة إلا وفق مسارات التفاوض السياسي مع القوى الوطنية في صنعاء.
وكما يقول المثل "بالقوة نصنع السلام" وهذا ما يتأكد اليوم من خلال المسار التفاوضي الذي أكدت قيادتنا الثورية والسياسية العليا أن لا مجال أمام المعتدين إلا تلبية الشروط التي تلبي آمال وتطلعات الشعب في تحقيق الحرية والاستقلال, ومن الأولويات التي كانت بادرة للنصر السياسي والعسكري هو ضرورة صرف مرتبات كافة موظفي الدولة استشعارا من القيادة لمعاناة الشعب وضرورة أن يكون الملف الانساني هو البداية للوصول الى ارضية مناسبة لتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء العدوان والحصار الظالم, وهذا ما أكده رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط في لقاءاته المختلفة مع الوفود العمانية ومع المبعوث الأممي.
وبالتأكيد ان الإرادة الوطنية حتما ستنتصر ويتحرر البلد من المحتلين والعملاء مهما بلغت التضحيات في سبيل حرية الأوطان من دنس الغزاة والمحلتين.
وسط هذه المتغيرات التي قال عنها خبراء سياسيون واستراتيجيون أنها مثلت انتصارا حيويا ومهما ومتعدد الاتجاهات واعتبرت بالمفهوم الجيوستراجي للقوى الوطنية المقاومة والمواجهة للعدوان ومساراً جديداً نحو تخليص شعبنا من تبعات الحرب العدوانية الظالمة التي أهكلت الحرث والنسل ومقدمة للسير نحو بحث الملفات المطروحة على طاولة التفاوض والتي وضعت قيادتنا صرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ أولوية للسير في احلال السلام الشامل وإنهاء العدوان والحصار للوصول بالوطن والشعب الى بر الأمان.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا