أخبار وتقارير

السلاح البيولوجي .. إرهاب دولي لتدمير الشعوب !

السلاح البيولوجي .. إرهاب دولي لتدمير الشعوب !

(لا تنسوا إنها فضيحة في القانون الدولي المعاصر إنه في حين يعتبر التدمير المتعمد للبلدان والمدن والقرى جريمة حرب قديمة العهد فإن قصف المدن بالقنابل من الطائرات لا يمضى فقط دون عقاب بل ودون توجيه اتهام ايضا إن القصف بالقنابل من الجو هو إرهاب دولة إرهاب الأغنياء)..

ويمضى (دوجلاس لوميس) عالم في الشؤون السياسية متحدثا (.... إننا في الولايات المتحدة لن نقبل ان يرشح للرئاسة شخص ألقى قنبلة في مطعم مكتظ بالناس لكننا نسعد لانتخاب شخص أسقط قنابل من الطائرات...).
 الاسلحة البيولوجية هي عبارة عن اسلحة تعتمد على التدمير الجماعي معتمدة على استخدام الفيروسات او الفطريات او البكتيريا او السموم الناتجة عن تلك الكائنات وتأتي خطورة هذه الجرائم البيولوجية من عدة دول تعتمد الطريقة البسيطة لتلك الأسلحة على استخدام طريق الرش التي تجرى على نطاق تجاري في مجال الزراعة بواسطة طائرات يمكن نشر الأسلحة البيولوجية بعدة طرق كل منها تعتمد على احداث انفجار لقنبلة او اسطوانة او لصاروخ او بواسطة الرش.
تهدف الحروب البيولوجية الى التأثير على مختلف عناصر البيئة قصد تحقيق الانتصار في الحروب من خلال التأثير على الإنسان وتعرضه لمختلف الامراض البيولوجية. كذلك التأثير على الاقتصاد ويستهدف الثروة الحيوانية والنبات والمحصول الزراعي ومصادر المياه والاطعمة للتأثر على الوضع الاقتصادي للبلد كأن يتم القضاء على المحصول الرئيسي والذي يضمن به أمنه الغذائي ولعل التكلفة الباهظة بالأرواح والاقتصاد والبيئة اكبر ولا يتناسب مع التكلفة الزهيدة التي يتكلفها تصنيع السلاح البيولوجي بالمقارنة بالأسلحة الأخرى فإذا كانت تكلفة السلاح التقليدي 2000دولار /كم2 والسلاح النووي 800دولار /كم2 والسلاح الكيميائي 600دولار /كم2 فإن تكلفة السلاح البيولوجي هي دولار واحد لكل /كم2.. فإبادة المحاصيل الزراعية يمكن أن يشمل العديد من المحاصيل الغذائية التي تعتمد عليها الشعوب في غذائها وقوتها اليومي كالقمح والشعير والأرز والذرة والبطاطس كما يمكن ان يكون الهدف بعض المنتجات التي تعتمد عليها الشعوب اقتصاديا بحيث تمثل عنصرا أساسيا في دخلها القومي كالقطن أو قصب السكر وغيرها من المحاصيل النقدية ويمكن تدمير هذه المحاصيل إما عن طريق السلاح الكيميائي الحارق الذي يدمر الزرع ويدمر معه ايضا خصوبة التربة أو من خلال الجراثيم التي تهاجم المحاصيل وتشمل الفطريات وبعض البكتيريا والفيروسات فالمواد البيولوجية التي تبقي مدة طويلة في البيئة تسبب تلوثا للأرض والمباني والمياه ومصادر الاطعمة.

اساليب استخدامه
ويتم رش الاسلحة الكيميائية او البيولوجية من خلال طائرات الرش التي تستخدم لرش المبيدات الزراعية على ارتفاعات منخفضة وينبغي أن يتم الهجوم من الجو لنشر الاسلحة كما ينبغي أن يراعى فيها أن يصمد العامل المستخدم لعوامل تقلب الجو المختلفة وغالبا ما تستخدم الكائنات الحية المراد استخدامها مثل فطر السوسة الذى يصيب القمح بالتسوس ويفسد المحصول في حالة متكيسة لكى يستطيع أن يصمد لتقلبات الطقس لفترة طويلة كما يمكن أن تطلق مثل هذه الأسلحة البيولوجية من مصدر انطلاق صناعي أو قنبلة توضع على رأس الصاروخ مثلما يحدث في حالة الرؤوس النووية وتسمى رؤوسا بيولوجية يقذف بها.
وهناك اساليب أخرى يمكن من خلالها استخدام العناصر البيولوجية المدمرة كتلويث مصادر المياه والطعام ومخازن حفظ البذور وغيرها من مقومات الاقتصاد لدول المعتدى عليها .

مراحل تاريخية
لعل استخدام الكائنات الحية كأسلحة بيولوجية يعود الى عصور قديمة تصل الى ما قبل 300 قبل الميلاد . وقد تم تقسيم مراحل استخدام الأسلحة البيولوجية عبر التاريخ الى ست مراحل او احقاب تاريخية تغيرت خلالها طبيعة الأسلحة المستخدمة وتطورت وسائل استخدامها والتكنولوجيا المستخدمة في تصنيعها.
تلويث مصادر المياه ما بين الفترة عام 300 قبل الميلاد حتى عام 1763م تشير كتب التاريخ ان اليونانيين قد استخدموا مخلفات بعض الحيوانات في تلويث مصادر مياه الشرب التي يشرب منها اعداؤهم وتلا ذلك استخدام الفرس والروم للأسلوب نفسه في حربهم مع الاعداء  كذلك استخدم ميكروب الجدري من قبل الجدري استخدمه الانجليز ضد الهنود الحمر . وكان القرن الثامن عشر هو بداية معرفة الناس بالأمراض المعدية المختلفة واستخدامها كسلاح في الحروب ثم جاء القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حاملا معه الاكتشافات الهائلة لخبايا واسرار علم البكتيريولوجي الذي وسع مدارك الدول ولفت نظرهم الى اهمية استخدام الميكروبات كسلاح في الحروب المختلفة ومنها الحرب الاقتصادية .. واثناء الحرب العالمية الاولي اتهمت ايطاليا المانيا باستخدام ميكروب الكوليرا في حربها ضدها وايضا اتهمت المانيا باستخدام ميكروب الطاعون .وثبت استخدام الالمان لبكتيريا الأنثراكس العضوية في مدينة بوخارست برومانيا من اجل نشر العدوى بين الخيول والماشية للأعداء والتي كانت احد اسلحة الحرب في القتال ومخزونهم من الغذاء والتي يمكن ان تنقل عدواها للإنسان ايضا.

التسلح البيولوجي
وفي محاولة من الدول للتصدي لمثل هذه الانواع من الاسلحة الكيميائية والبيولوجية ولتحجيم انتشار مثل هذه الاسلحة بعد الحرب من خلال بروتوكول جنيف عام 1925م والذي يحضر استخدام الغازات السامة والكائنات الدقيقة كوسيلة من وسائل الحرب والاسلحة الا ان هذه المعاهدة لم تحظر إجراء الأبحاث او امتلاك او تحظير مثل هذه الاسلحة البيولوجية وبغياب التفتيش والرقابة على انتاج الاسلحة البيولوجية فقد زادت عدد الدول  الاستعمارية من اجراء ابحاث وانتجت اسلحة بيولوجية ومنها امريكا التي لم توقع على برتوكول 1925م . وفي عام 1941م قدمت امريكا بالاشتراك مع كندا وبريطانيا وبعض الدول الأخرى برنامجا قوميا لأبحاث التسليح البيولوجي وانتاج مثل هذا النوع من الاسلحة وكان عام 1942م هو بداية برنامج التسليح البيولوجي الهجومي في امريكا في مدينة (كامب ديتريك) بولاية ميريلاند وكان هذا البرنامج يشمل استخدام الانواع المختلفة من البكتريا مثل الأنثراكس والبروسيللا. فهذه الانواع من البكتيريا تحدث اضرار كبيرة في تلوث البيئة وبعض النباتات . وفي نفس العام 1942م القت بريطانيا الجمرة الخبيثة على جزيرة غرينارد على مقربة من ساحل اسكتلندا الغربي لتجربة استخدامها في الحرب فماتت الحياة البرية فيها وتلوثت الجزيرة بشكل خطير جعلها عير مأمونة لذا تم حظر دخولها وقاموا بنصب لافتات التحذير من الدخول للجزيرة
وخلال الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م) كان اليابانيون في طليعة الدول التي اجرت ابحاثا على انتاج الاسلحة البيولوجية وكان لديهم ما يقرب من 731مركزا للدراسات والابحاث في مجال الاسلحة البيولوجية وكان اليابانيون يستخدمون السجناء لتجريب هذه الاسلحة عليهم واستخدموها اثناء الحرب العالمية الثانية اثناء احتلالهم لمنشوريا كذلك استخدموا الاسلحة البيولوجية خلال الحرب اثناء هجومهم على 11 مدينة صينية وكانت الانهار والآبار ومصادر المياه والطعام هي الهدف من وراء هذه الهجمات من خلال بكتيريا الانثراكس الكوليرا السالمونيلا الشيجيلا وكذلك ميكروب الطاعون . وكانت الطائرات في بعض الاحيان تطلق هذه الانواع من البكتريا من الجو ليستنشقه الناس ويصابوا بالعدوى .وكان اليابانيون يربون الفئران التي تحمل ميكروب الطاعون ثم يتركون البراغيث تتغذي عليه لتحمل الميكروب ثم بعد ذلك يتم تجميع هذه البراغيث المحملة بالعدوى ويتم اطلاقها على بعض المدن الصينية بواسطة اليابانيين الذين كانوا يطلقون ما يقرب من 15 مليون برغوث محمل بمكروب الطاعون من الجو في كل هجمة من هجماتهم . كل هذا ورثته أمريكا من اليابانيين بعد هزيمتهم بالحرب واسر العديد من علمائهم والتي قايضتهم امريكا مقابل صدور قرار العفو عنهم وعدم محاكمتهم كمجرمي حرب في مقابل ان ينقلوا كل اسرار هذه الابحاث إلى الامريكان ويشرفوا على تنفيذها .

تدمير الزراعة
في عام 1947م سحب الرئيس ترومان برتوكول جنيف الخاص باستخدام الاسلحة البيولوجية من مجلس الشيوخ لأنه وجد ان الموافقة عليه والدخول فيه سوف يعوق البرنامج الهجومي للتسليح البيولوجي للولايات المتحدة. وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم جعلت امريكا من اغلب دول العالم حقل تجارب لسلاحها البيولوجي وجهته نحو تدمير الزراعة كحرب اقتصادية وكانت كل اسلحة الجيش الامريكي تحتوى على برنامج للحرب والاسلحة البيولوجية وكانت ترسانة الاسلحة البيولوجية المتضخمة تشمل اسلحة قاتلة وكان من ضمن هذه الاسلحة ايضا تلك الموجهة للقضاء على المحاصيل الزراعية لضرب اقتصاد الدول المعادية مثل بعض الفطريات التي تقضى على محاصيل الارز والبطاط والقمح والقطن وغيرها ومن بين اسلحة هذه الترسانة الكثير من السموم التي كانت تستخدم بواسطة المخابرات المركزية, وفي عام 1969م مع امتلاك امريكا للسلاح النووي الذي اعتبر ان له قيمة استراتيجية اقوى في الحروب اعان الرئيس نيكسون ان امريكا سوف تتخلى من جانبها عن برنامج التسليح البيولوجي وانها سوف تتخلص من كل المخزون من هذا النوع من الاسلحة ولم توقع أمريكا على حظر امتلاك مثل هذا النوع من الاسلحة لأغراض هجومية سوى عام 1972م ولكن بسبب الحرب الباردة والتسابق على امتلاك اسلحة نووية وكيميائية عادت امريكا لإنتاج اسلحة بيولوجية اكثر خطورة على الانسان والحيوان والبيئة والزراعة والتي ما زالت مراكزها تجري أبحاثها البيولوجية وتبيع اسلحتها البيولوجية لدول حلفائها لتستخدمها في حروبها ضد الاخرين وما العدوان على اليمن في 26مارس 2015م واستخدام اسلحة محرمة دوليا والتي الحقت الضرر الكبير بالأرواح وتلويث للبيئة وتدمير للاقتصاد والمحاصيل الزراعية والبنية التحتية لليمن منذ ثماني سنوات من العدوان فآثار تلك الأسلحة ستخلف معاناة كبيرة صحية وبيئية تستمر لعقود من السنوات .

خسائر واضرار
في المؤتمر الصحفي لوزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور اوضح  أن إجمالي الخسائر الناجمة عن العدوان والحصار الأمريكي السعودي الاماراتي، الذي لحق بالقطاع الزراعي بلغ 111مليارا و279 مليونا و٢٧١ ألف دولار. فالخسائر والأضرار المباشرة منذ بداية العدوان بلغت ٧مليارات و٤٧٧ مليونا و٥٠٧ آلاف دولار.  والأضرار والخسائر غير المباشرة في القطاع الزراعي تجاوزت ١٠٣ مليارات و٨٠١ مليون و٧٦٤ ألف دولار. وأن الأضرار المباشرة تمثلت في مبان ومنشآت الجمعيات الزراعية والمنشآت المائية والأسواق الزراعية ومراكز الصادرات والمستودعات والمخازن و أنابيب نقل المياه والمحميات والمشاتل الانتاجية والثروة الحيوانية ومناحل العسل وقطاع الدواجن. فيما تمثلت الأضرار غير المباشرة تمثلت في استهداف الإنتاج الزراعي النباتي والمشاتل الانتاجية والأسواق الزراعية ومراكز التصدير والمحلات التجارية والتبادل السلعي والناتج المحلي والموارد الطبيعية والإنتاجية.

عدوان بيولوجي
وعلى الرغم من توقيع اتفاقية حظر وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية واستخدامها في أغراض هجومية أو حربية عام 1972م إلا أن هذه الاتفاقية لم تمنع التطور الرهيب الذي حدث في أبحاث وأساليب إنتاج واستخدام الأسلحة البيولوجية وذلك وحتى اليوم لا توجد دولة واحدة تملك هذا السلاح تعترف باستخدام مثل هذا النوع من السلاح البيولوجي رغم استخدامه في حروب عديدة ومنها العدوان على اليمن والتي تظهر التقارير والواقع استخدام السلاح البيولوجي في عدوانهم على اليمن لقتل شعبها وتدمير اقتصاده وثروته الزراعية والحيوانية وتلويث المياه والبيئة والتربة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا