أخبار وتقارير

السعودية والامارات.. مؤامرات مستمرة ضد الوحدة اليمنية

السعودية والامارات.. مؤامرات مستمرة ضد الوحدة اليمنية

عداء السعودية والامارات لليمن ليس وليد سبع سنوات من العدوان الهمجي الغاشم والحصار الظالم، بل له أبعاد ومؤامرات بدأت منذ فترة طويلة،

وربما منذ تأسيس هاتين الدولتين المستحدثتين في المنطقة، والتي كان لبريطانيا الدور الابرز في انشائهما مع بقية الممالك الخليجية كأنظمة عميلة لها خصوصاً بعد خروجها من جنوب اليمن في العام 1967م.
الموقف العدائي لليمن خاصة من قبل السعودية ونظام آل سعود نابع عن أطماع توسعية على حساب الاراضي اليمنية، وهذه الاطماع لم تقف عند  ضم السعودية لمناطق نجران وعسير وجيزان لها عقب حرب العام 1934م بين البلدين، بل استمر ذلك العداء والاستهداف خصوصاً بعد  قيام ثورة 26 سبتمبر في العام 1962م ووقوفها ضد النظام الجمهوري، ليتجه بعدها النظام السعودي إلى اساليب جديدة من المؤامرات وشراء الولاءات والتدخل في شؤون اليمن بصورة أو بأخرى.
 وخلال العقود التي سبقت إعادة تحقيق الوحدة عمل النظام السعودي ومراكز القوى العميلة له في اليمن على تغذية العديد من الصراعات بين الشطرين حينها لمنع اي تقارب للتوحد بين ابناء الوطن الواحد، لأنها تدرك ماذا يعني وجود يمن موحد وقوي يمتلك العديد من المقدرات والامكانات والموقع المتميز والثروات وعلى رأسها الثروة البشرية، الامر الذي سيجعله من اغنى بلدان المنطقة وهو ما لا يروق للنظام السعودي وغيرها من دول المنطقة.. لذلك حارب آل سعود اي توجه يمني لاستخراج الثروات ومنع التنقيب عن النفط في العديد من المناطق اليمنية كمحافظة الجوف، كما وقفوا ضد اي مشروع تنويري أو نظام سياسي ينتهج طريقاً لاستعادة مكانة اليمن وامتلاك القرار السيادي والسياسي اليمني خارج عباءة المملكة وتدخلاتها، عملاً بالوصية الشهيرة لمؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود "عز السعودية في ذل اليمن" كما تؤكد مصادر تاريخية وسياسية.

اغتيال الحمدي
 وكما ذكرنا فقد كانت السعودية من أشد المعارضين للوحدة اليمنية، وبذلت كل ما بوسعها لإعاقة تحقيقها، وليس ادل على ذلك من قيامها بالتخطيط والمشاركة في اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977م بعد أن اتفق مع الرئيس سالم ربيع علي" سالمين" رئيس الشطر الجنوبي حينها على إعلان الوحدة اليمنية في 14 أكتوبر 1977م، ليكون هذا الحدث التاريخي متزامنا مع ذكرى ثورة 14 أكتوبر.

تغذية الصراعات
كما كان الاعتراض السعودي على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بشكل صريح قد بدأ منذ اتفاقية القاهرة الوحدوية 1972م، واستمر حتى حرب صيف 1994، وخلال تلك الفترة كانت السعودية تغذي الصراعات والحروب بين شطري اليمن قبل الوحدة لوأد أي تقارب بين الطرفين يؤدي إلى التسريع بتحقيق الوحدة بينهما، وبذلت حتى قبيل الإعلان عن تحقيق الوحدة بمدة زمنية قصيرة جهوداً واغراءات كبيرة للقوى السياسية لإثناء اليمنيين عن الوحدة رغم طمأنة الحكومة اليمنية بعد الوحدة للسعودية بأن الوحدة اليمنية لن تشكل خطراً عليها.
وبحسب ما ذكر لاحقاً فقد ارسلت السعودية في عام 1989م مسؤولاً رفيعاً وهو وزير ماليتها (محمد أبا الخيل) إلى جمهورية اليمن الديمقراطية، ليعرض على قيادتها في ذلك الحين مساعدات مالية تصل إلى 17 مليار دولار مقابل التخلِّي عن اتفاقية الوحدة التي وقعتها لتوحيد الشطرين

دعم الانفصال
قبيل حرب 1994م بين شركاء النظام حينها عقب خلافات سياسية اشتدت وتيرتها باعتكاف علي سالم البيض ومعه عدد من المسؤولين في الحزب الاشتراكي في عدن،  برز الدور السعودي الداعم للانفصال بقوة، ولعل هناك من يذكر لقاء البيض بالأمير بندر بن سلطان أثناء رحلة البيض العلاجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعن كواليس تلك الزيارة التي كشفتها صحيفة "الشعب" المصرية آنذاك أن علي سالم البيض عقد لقاءات سرية مع عدد من المسؤولين الأمريكيين بترتيب من الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي في واشنطن، لتهيئة عملية الانفصال.
أما الموقف الاماراتي فقد تأكد من خلال موقف رئيس دولة الإمارات حينها  الشيخ زايد آل نهيان، مع قوى الانفصال في 1994م، وقال إنه ليس من حق الشمال أن يفرض الوحدة بالقوة على الجنوب، وتعهد بإفشال مشروع فرض الوحدة، ونقل هذا الالتزام لأولاده.
في ذات السياق كانت العلاقات اليمنية - السعودية قد ساءت كثيراً بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، حيث بدأت السعودية التدخل في الشؤون اليمنية بكافة الوسائل، ووصل ذلك لدرجة تحريضها القبائل اليمنية على التمرد ضد السلطة، وبدأت بصرف أموال باهظة لمشايخ القبائل في المناطق الحدودية.
وبعد انتهاء حرب 1994م، برز ملف ترسيم الحدود اليمنية السعودية والتنازلات التي قدمتها السلطة اليمنية حينها مقابل تحسين علاقتها مع السعودية، لينتهي هذا الملف بتوقيع اتفاقية جدة الحدودية عام 2000م.

إعلان العدوان
بعد ثورة 21 سبتمبر التحررية الرافضة لأية وصاية أو تبعية أو تدخل خارجي في الشأن اليمني، احست السعودية خصوصاً بعد تساقط عملائها كأوراق الخريف ان يد تدخلها في اليمن قد قطعت وولى زمن تعيين الحكومات اليمنية من الرياض إلى غير رجعة، فأعلنت عدوانها الغاشم على اليمن الأرض والإنسان، بل رأت في العدوان فرصتها التاريخية التي لن تتكرر لتمزيق الوحدة اليمنية وإضعاف المجتمع اليمني والدولة اليمنية بشكل عام، فسعت ومعها دويلة الامارات ومن تحالف معهم ودعمهم لوجستياً –امريكا واسرائيل ودول الغرب- إلى السيطرة على الموانئ والمطارات وبعض المحافظات الحيوية، وتعطيل موارد البلاد، ناهيكم عن الحصار المطبق الذي فرضته على المحافظات الحرة ومنع دخول المشتقات والسلع الضرورية والادوية إلا بكميات قليلة لا تفي بالاحتياج، وفوق ذلك عمل تحالف العدوان في المناطق التي احتلتها على تشكيل المليشيات والنخب المتنافرة ودعمها بالمال والسلاح، وادخالها في حروب مفتوحة.

ممارسات واحتلال
كما لعبت السعودية والإمارات على مدى سبع سنوات، الدور الأبرز في تغيير مختلف المعطيات في اليمن ومجريات الأحداث التي قادت إلى ظهور نوع من التشظي والانقسامات التي باتت تهدد الوحدة اليمنية، ومن ذلك نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وتشكيل قوات مدعومة من الإمارات تابعة لما يعرف بـالمجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى احكام الامارات سيطرتها المباشرة وغير المباشرة على مواقع حيوية واستراتيجية، أغلبها ساحلية، كجزيرة سقطرى وميناء عدن، وجزيرة ميمون.. في المقابل دخول قوات سعودية إلى محافظتي المهرة وحضرموت، حيث اقتطعت مساحات واسعة من الأراضي اليمنية تقدر بـ45 ألف كيلو متر مربع في احتلال صحراء حضرموت وأزالت مراسيم الحدود بهدف الاقتراب من البحر العربي، سعياً من السعودية إلى فصل حضرموت والمهرة عن اليمن.

المجلس الانتقالي
وفي العام 2017 اعلن عيدروس الزبيدي عن تشكيل المجلس الانتقالي التي ترعاه الإمارات مالياً وعسكرياً وسياسياً ودائماً ما نرى علم المجلس الانتقالي بجانبهِ علم الإمارات وهذا لا يخفى على أحد، والحقيقة أن الإمارات مثلها مثل الدول الخليجية التي تدعم الانفصال للسبب نفسه وهو الحرص بأن لا يكون هناك يمن قوي طناً من دول الخليج أنه يشكل خطراً على مصالحها ، ولكن لدى الإمارات أكثر من سبب لتقسيم اليمن، ومن تلك الاسباب طموحها الكبير في توسيع نفوذها الإقليمي عبر الممرات المائية، وبسط نفوذها على السواحل والموانئ والقنوات المائية الدولية، وبالتالي وجود دولة قوية في اليمن الموحد لن يسمح لها كدولة مثل الامارات أو غيرها من الدول باحتلال موانئها وجزرها وممراتها المائية.

مجلس رئاسي للمرتزقة
بعد فشل تحالف العدوان عسكرياً في تحقيق اي نصر في مختلف جبهات المواجهة، ومع تنامي وعي الشارع اليمني وادراكه حقيقة ما يسمى بالشرعية المزيفة التي جعلت منها السعودية والامارات شماعة لضرب واستهداف اليمن الارض والانسان وارتكاب الجرائم والمجازر المروعة بحق المدنيين والامنين من النساء والاطفال والشيوخ في مختلف مناطق اليمن .. انتقلت دول العدوان إلى مربع آخر من تقليب وخلط اوراق عملائها وتوزيع الادوار عليهم ، فأنشأت ما أسمته المجلس الرئاسي برئاسة المرتزق " رشاد العليمي" وعضوية سبعة آخرين، ونقلت له صلاحيات الفار عبد ربه منصور هادي المنتهية ولايته..  وقد اعتبر الكثير من اليمنيين هذه الخطورة مسرحية هزلية وانتهاكاً سعودياً جديداً للشأن الداخلي اليمني وامتداداً للعدوان.
وقد علق سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي  على مجلس القيادة الرئاسي للمرتزقة، بأنه جاء  بضغط سعودي واماراتي مباشر على مرتزقتها لانشاء هذا المجلس المشبوه.
وقال السيد عبدالملك الحوثي في كلمته: "عندما وصل الأعداء إلى اليأس في فرض أحد عملائهم (في إشارة إلى عبدربه منصور هادي) على الشعب أزاحوه وبطريقة مذلة.
مضيفاً في التعليق على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، واختيار اعضائه: " إنهم حفنة من المجرمين والخونة واللصوص أتوا بهم كقادة وعينوهم باختيار أجنبي"، مشيرا إلى أن "بعض من عينهم الأجنبي مؤخراً فوجئوا بقرار تعيينهم.
وتابع قائد الثورة قائلا: "لا يمكننا القبول أن نحكم بقرارات أمريكية"، مضيفا: "نحن كشعب يمني معنيون بمواصلة مشوارنا للوصول إلى الاستقلال والحرية ومنع التدخل الأجنبي".

ضد مشاريع التمزيق
وها هي المملكة وبعض دول الخليج الدائرة في فلكها عملت وتعمل جاهدة، وبكل الوسائل على تمزيق الوحدة اليمنية، بعد ثلاثة عقود من تحقيقها، غير عابئة بمشاعر الشعب اليمني المتمسك بمنجز الوحدة التي خاض من أجلها نضالات طويلة، وقدم خلالها تضحيات كبيرة
وكل المؤشرات تؤكد أن بالسعودية والإمارات، وممارساتهما في اليمن تدفعان باتجاه تمزيق وتفكك اليمن في اطار مشروع فصل جنوب الجنوب عن الشمال.. وبالنسبة لليمنيين فإن مشروع الانفصال أو الحديث عن تقرير المصير، فهو مشروع إقليمي، تتبنى اجندته حالياً أبوظبي الحليف الإستراتيجي للمملكة العربية السعودية، وليس مشروعاً يمنياً.
 الامر الذي يتطلب من كل اليمنيين الأحرار المحبين لوطنهم الوقوف صفاً واجداً ضد كل مشاريع التفرقة والتمزيق، والالتفاف حول القيادة الثورية والسياسية ممثلة بقائد الثوة العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي أكد  من خلال محاضراته وخطاباته التمسك بخيار الوحدة اليمنية وتحرير كل المحافظات والمناطق وخروج القوات الاجنبية من كل شبر من ارض اليمن وجزره.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا