أخبار وتقارير

اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة يعيد الى الواجهة..وحشية الاحتلال ودناءة المطبعين

اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة يعيد الى الواجهة..وحشية الاحتلال ودناءة المطبعين

وحشية فاقت الحيوانات المفترسة يمارسها جنود الاحتلال الصهيوني ضد ابناء الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948م وحتى الآن غير مكترثين بالعالم ومنظماته الحقوقية

التي تدعي زوراً حماية الحقوق والحريات للصحافة والانسان.. الشهيدة شيرين ابو عاقلة كانت شاهدة جديدة على بشاعة المجرمين من جنود الاحتلال الصهيوني الذين تعمدوا إعدامها رغم معرفتهم أنها صحفية تحمل الكاميرا والقلم لتنقل بالصوت والصورة الحقيقة والمأساة التي يتعرض لها المواطنون في الاراضي العربية المحتلة من قبل كيان العدو الغاصب.. اغتيال أيقونة الصحافة ونجمة القدس شيرين ابو عاقلة مثل جريمة حرب جديدة مكتملة الاركان تضاف الى سابقتها من الجرائم المنسية التي طالت عشرات الصحفيين في الأراضي العربية المحتلة.
ومن مخيم جنين الذي تعرض للاقتحام من قبل كيان العدو كانت شيرين في طريقها لتغطية الخبر.. لتصبح هي الخبر وقضية كل حر في العالم بعد أن ارتقت شهيدة إثر اصابتها بطلقة نارية لقناص صهيوني صوبها نحو رأسها لتفارق الحياة على الفور.. غطرسة وصلف صهيوني بحق ابناء الشعب الفلسطيني ما كان له أن يحدث لولا الدعم الأمريكي والخنوع المذل للمطبعين.. تفاصيل أكثر في سياق التقرير التالي:

تقرير: ناصر الخذري
من المشاهد الأكثر إيلاماً بعد استشهاد الصحفية شيرين هو اقتحام جنود العدو الصهيوني المدججين بالسلاح للمستشفى الفرنسي والاعتداء على المشيعين ومنعهم من حمل جثمان الشهيدة شيرين ابو عاقلة على الاكتاف بذلك العنف والاعتداء بالقنابل المسيلة للدموع ورش المياه العادمة على المشيعين كان مشهداً مؤلماً أن يتطاول هؤلاء المجرمون بالضرب والاعتداء على النعش ايضاً الذي كاد ان يسقط أرضاً لولا تراجع المشيعون مرة اخرى الى المستشفى.. هذا المشهد المروع للإرهابيين من جنود العدو ايقظ الذاكرة العربية ألماً مذكراً بمأساة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير المحتل الغاصب لسبعة عقود من الزمن.
وبالتأكيد أن هذا العمل الجبان لا يقل بشاعةً عن جريمة قتل الشهيدة التي لم يكتفوا بقتلها بل تعمد ايضا محاصرة جثمانها ونزع العلم الفلسطيني من على النعش ومنع المشيعين ايضاً من رفعه وعرقلوا مراسيم الدفن ووصول آلاف الفلسطينيين للمشاركة في التشييع.

جرائم بشعة
بخيولهم معصوبة الأعين داهموا المشيعين بغرض دهسهم وتفريقهم واعتقالهم غير مهتمين بما يحدث لثقتهم بأن من خلفهم أمريكا التي لولاها ولولا خيانة قادة الانظمة التي تدعي انتماؤها للعروبة والاسلام لما كان لهؤلاء المجرمين من وجود على الأراضي العربية المحتلة على الإطلاق ولما وصلوا الى هذا الحد من الإجرام والغطرسة، وبين هذا الحدث المروع الذي استهدف مراسلة الجزيرة شيرين ابو عاقلة ومن قبلها عشرات من شهداء مهنة الصحافة ناهيك عن آلاف الجرائم التي حدثت مثل جريمة اغتيال الطفل محمد الدرة ووالده في الـ30 من سبتمبر عام 2000م وغيرها من الجرائم البشعة التي ترتكب بدم بارد من قبل العدو الصهيوني.

لا حرية ولا حقوق
نسمع ويسمع الكثير عن الاهتمام الأمريكي بحقوق الانسان وحرية التعبير وتصدر كل عام عبر خارجيتها تقريرا يتضمن الانتهاكات التي تحدث في مختلف بلدان العالم وتظهر نفسها من خلال هذا المسمى أنها حريصة على حماية حقوق الانسان وفي الواقع هي اول من تنتهك حقوق الانسان وتقف الى جانب المحتل الاسرائيلي بل وتموله وتتغاضى عن جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام.
وعن حقوق الانسان يقول الكاتب والمفكر العربي محمد حسنين: "إن التقارير الأمريكية عن حقوق الانسان تستعمل كما تستعمل السياط تجلد المخالفين أو ترهب المترددين وتسوق الجميع أمامها الى حيث يطلب منهم ان ينساقوا وأما الموالون والمتعاونون فإن السياط لا تمسهم وإن ظلت فرقعة ألسنتها في الهواء تنبههم وتذكرهم"
هذه هي الحقيقة التي يجب أن يستوعبها العالم أن حقوق الانسان وحرية الصحافة والتعبير لاوجود لها الا لتحقيق مصالح امريكا وقف ما تراه لا ما يسمعه من ينخدع بالهراء عن حقوق الانسان وحرية الصحافة والتعبير.

لا مسلمين ولا مسيحيين
ويضيف هيكل في كتابه "أزمة العرب ومستقبلهم" إن اسرائيل عندما يحين الوقت للتسوية لا تريد أن تجد مسلمين ومسيحيين في الأندلس العربية ولا تريد مسلمين وصربا في البوسنة الفلسطينية ولا تريد وطنا ثانيا من "الفلمنك" و"الموالون" في بلجيكا الاسرائيلية- وإنما تريد دولة واحدة ودينا واحدا يوفر أرضية ثقافية واحدة ويومها وليس قبل هذا اليوم, سوف يصدر قانون بالجنسية الاسرائيلية التي لم يصدر بها قانون حتى هذه اللحظة!"

فرقعات في الهواء
الحديث حول التحقيق في مقتل الشهيدة شرين ابو عاقلة اعاد الى ذاكرتنا حديث الراحل هيكل عن حقوق الانسان والحريات التي اشار ان امريكا تستخدم حقوق الانسان كذريعة لجلد المخالفين اما الموالون لها فهم مأمن حتى وأن ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الانسان وبحق الصحافة الحرة وما يحدث في فلسطين خير شاهد ذلك.
جرائم في ادراج الرياح
وكان العدو الاسرائيلي قد استهدف قبل عام برج الجلاء في قطاع عزة الذي يضم عددا من مكاتب وكالات الانباء ولم ينل المجرمون الذين اسكتوا الصحافة ودمروا مقراتها وعبثوا بدماء عشرات الصحفيين أي عقوبات تذكر.. كم عاث وقتل الكيان اللقيط في أرض القدس الشريف من جرائم يندى لها الجبين ولم نسمع أي تضامن مع مظلومية الشعب الفلسطيني وردع المحتلين, بل مع الأسف الشديد نفاجأ بالهبوط والهرولة التي يتسابق فيها قادة انظمة الدولة العربية مع التطبيع علنا مع كيان العدو الاسرائيلي المحتل للأراضي العربية الفلسطينية المقدسة وتشريد أهلها وهدم منازلهم وتوسيع الاستيطان ومحاولة تهويد القدس الشريف وطمس هويته الاسلامية بشتى الوسائل من قبل كيان العدو الصهيوني..

تصعيد المقاومة
المقاومة وليس غيرها هي من ستعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المنهوبة، وتحفظ للفلسطينيين الحرية والكرامة وبسواعد الشباب الصاعد والمقاوم في كافة الفصائل الفلسطينية بشائر الخير والمستقبل الواعد بأن لا شيء غير حمل السلاح وتصعيد المقاومة ضد المحتل سيضمن ردع العدو الغاصب ويحرر الأقصى الشريف وكامل التراب الفلسطيني رجس المحتل الصهيوني الأرعن.

معايير مزدوجة
لا يعول على مجلس الامن ولا هيئات الامم المتحدة التي تتعامل بمعايير مزدوجة أن تضع حلا لجرائم العدو الصهيوني الذي تتعامل معها هيئات الامم المتحدة المعنية بحقوق الانسان، وفق ما تمليه عليهم واشنطن وإن ظهر صوت هنا أو هناك من الدول دائمة العضوية الخمس فإن الفيتو الأمريكي كفيل بإسكاته..
ومما يزيدنا ألما أن المقاومة الباسلة في قطاع غزة التي تقف في وجه الكيان الغاصب تدافع عن اراضيها وعن مقدسات الأمة الاسلامية باتت في نظر بعض قادة الانظمة العربية منظمة ارهابية.. هذا الوضع المزري مع الأسف الشديد الذي وصل اليه وطننا العربي في ظل وجود قيادات خانعة تداهن وتقف الى جانب الجلاد الصهيوني وتطبعه معه جهارا نهارا.

علم فلسطين
من الشروط الغريبة التي فرضها كيان العدو على مشيعي جثمان الشهيدة شيرين ابو عاقلة هو عدم رفع العلم الفلسطيني في القدس الشرقية حتى وصل بهم الحال الى نزع العلم من على نعش الشهيدة شيرين ابو عاقلة واجبروها على الخروج وحيدة من المستشفى الفرنسي ولم يسمحوا حتى لأخيها ان يصعد ليرفقها في سيارة الاسعاف الخاصة بالموتى.

شرارة ثورة جديدة
بغضب عارم خرج آلاف المشيعين في مشهد لم تشهد له الأراضي المقدسة مثيل خلال عقود من الزمن.. تدافع الشبان والأحرار من ابناء الشعب الفلسطيني متخطين حواجز العدو الصهيوني رافعين العلم الفلسطيني الذي لم يسقط من ايديهم رغم تهديدات العدوان والاعتداء عليهم لكنهم كانوا يتدفقون كالسيل الجرار الذي اكتسح المشهد وجعل جنود العدو محصورين بين هتافات الثائرين وقبح جريمتهم بحق نجمة القدس الصحفية شيرين التي اصبحت رمزا لصدق الكلمة التي لا تموت ومصدر الهام للأحرار الواقفين مع مظلومية الانسان الفلسطيني الذي يعاني من ويلات المحتل الغاصب على مدى عقود من الزمن.

شيرين توحد الجميع
من الامنيات التي كانت تتمناها الشهيدة شيرين بحسب ما ذكرته زميلتها جيفارا البديري هو تغطيتها لإطلاق الأسرى وتوحيد الطوائف وفصائل المقاومة الفلسطينية إيمانا منها بحب الانسان الفلسطيني وانتمائها للأرض الفلسطينية التي احتضنت جثمانها الطاهر بعد ربع قرن من التغطية الاخبارية المتميزة لنقل الصورة الحقيقية عن جرائم المحتل الصهيوني في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة حتى ألفناها وتعلقنا جميعا بما كانت تقدمه من قلب الحدث لتوصل للعالم صوت فلسطين.. ومن خلال وحدة جميع الطوائف المسحية الى جانب المسلمين في القدس في هذا الحادث الذي اصاب فلسطين والأمة العربية يؤكد أن الاحتلال الصهيوني قد حصر نفسه في زاوية ضيقة وأن يد العدالة ستطاله قريبا من قبل احرار المقاومة الفلسطينية ومن احرار العالم الرافض للغدة السرطانية التي زرعت في خاصرة الأمة العربية.
متى يستيقظ الضمير العربي؟
يتساءل كثير من المحللين السياسيين وعامة مواطني الشعوب العربية حول المواقف المتخاذلة لقادة كثير من قادة الأنظمة العربية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني وهل ستحرك دماء الصحفية شيرين ابو عاقلة والاعتداء عليها حية والاعتداء هي في نعشها الضمير العربي والعالمي ويعيد الى اذهان المطبعين شيء من النخوة العربية ليتراجعوا عن موقفهم المخزي والمخجل في خيانتهم للأقصى الشريف و لدماء الشهداء ومظلومية الشعب الفلسطيني..

طلقة غادرة  حرب
تعمد العدو الصهيوني تنفيذ عملية الاعدام المروعة لإسكات صوت الحقيقة بطلقة غادرة وجبانة جعلت الشهيدة شيرين هي الخبر بعد ان كانت تعد الخبر بمهنية ومصداقية وتنقله للعالم, ويؤكد مختصون في القانون الدولي الانساني أن اغتيال جنود العدو للصحفية شرين يعد جريمة حرب مكتملة الأركان تستدعي إحالة القتلة الى محكمة الجنايات الدولية.. فهل سيسمح الغرب بنفاقه المزعج بتطبيق العدالة ومحاسبة الجناة أم أن ما حدث سيكون كسابقتها من الأحداث التي راح فيها العشرات من الصحفيين بدم بارد وسط تحيز دولي أعمى الى جانب كيان العدو الصهيوني.

جريمة خطيرة
علق السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله على الجدل الذي انتشر حول ديانة الإعلامية بقناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة بين نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي وجواز الترحم عليها واعتبارها "شهيدة" نظرا لأنها مسيحية.
وقال السيد نصر الله في كلمة له نشرتها قناة المنار: "للأسف سريعاً حاول البعض أن يَنقل النقاش من جريمةٍ خطيرةٍ ارتكبها جنود العدو إلى نقاش دين شيرين أبو عاقلة وانتمائها الديني.. هذه الحادثة أيها الإخوة والأخوات، رسائلها قوية جداً للشعب الفلسطيني، وللشعوب العربية والإسلامية، ولكل العالم".
وتابع قائلا إن "الرسالة الأقوى في شهادة هذه السيدة المظلومة أنها مسيحية، إن الرسالة تقول للجميع: أن إسرائيل الكيان الغاصب المؤقت اعتدى على المسلمين وعلى المسيحيين، من شعب فلسطين وشعوب المنطقة، وقتل وظلم وهجّر واعتقل وهدم بيوت المسلمين والمسيحيين، ان إسرائيل هذا الكيان الغاصب المُحتل اعتدى على مقدسات المسلمين وعلى مقدسات المسيحيين، ومنذ أيام في شهر رمضان شَهدنا السلوك العدواني الصهيوني تجاه المُصلين يوم الجمعة في المسجد الأقصى ويوم سبت النور في كنيسة القيامة"..
وأضاف: "هذه الرسالة رسالة دماء شيرين أبو عاقلة تقول: الجميع هنا في خطر، أرواحهم دماؤهم شبابهم أرزاقهم بيوتهم مستقبلهم مصيرهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية، الرسالة تقول: أن هذا الكيان العنصري، اليوم الكيان الوحيد في الكرة الأرضية الذي طَلع فيه قرار أنه نظام فصل عنصري هو إسرائيل، أن هذا النظام اللا إنساني، المُستعلي على جميع البشر لم يَتبدل ولم يَتغير لأن هذه هي حقيقته وجوهره، مهما فعل المُطبعون ومهما نافق هو، إنه بطبيعته المتوحشة والمجرمة يُسارع إلى ارتكاب الأخطاء والحماقات، التي تُسقط كل هذه الأساليب وهذه البرامج".
وأردف: "نَأمل أن تُوقظ دماء شيرين أبو عاقلة ودماء شباب وشابات ورجال ونساء وأطفال فلسطين، أن تُوقظ تلك الضمائر الميتة المُتلبدة، وأن تَستنهض كل الخير والشرف المُتبقي في هذه الأمة بمسلميها ومسيحييها"..

حالة ضعف وانهيار
وعن الجريمة البشعة التي طالت الصحفية شيرين أبو عاقلة, يقول الكاتب عبدالباري عطوان في افتتاحية "رأي اليوم" اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فضحت حالة الضّعف والانهيار الإسرائيليّة، ورشّت أكوامًا من المِلح على جرحها، علاوةً على كونها أعادت الإجرام الإسرائيلي إلى الواجهة، ووحّدت الشعب الفِلسطيني والأمّتين العربيّة والإسلاميّة خلف قضيّته العادلة، ووفّرت الذّخيرة المطلوبة لتصاعد المُقاومة للاحتِلال بالوسائل كافّة.
الرّصاصة “المُتفجّرة” القاتلة والمُحرّمة دوليًّا، التي أصابت الوجه البريء الصّبوح للشّهيدة أبو عاقلة، ستدخل التاريخ، لأنها قد تكون المُفجّر للأوضاع في فِلسطين المُحتلّة من البحر إلى النهر، وبداية النهاية للأُسطورة الزّائفة حول إسرائيل سواءً الكُبرى أو الصّغرى.

أقوال لا أفعال
لم تكن جريمة اغتيال الشهيدة شيرين ابو عاقلة هي الأولى فقد سبقتها جرائم عدة بحق كثير من الصحفيين الذين قتلوا غدرا برصاصات العدو الصهيوني بدم بارد وهم يؤدون رسالتهم الاعلامية بمهنية عالية حيث بلغ عدد شهداء الصحافة في فلسطين منذ العام 2000م وحتى الآن 54 شهيدا, ولم يحدث أن تم اتخاذ قرار بحق القتلة المجرمين في كيان العدو المحتل وبالرغم من أن الصحفية شيرين تحمل الجنسية الأمريكية الى أنهم ينظرون اليها فلسطينية ولا قيمة للفلسطينيين والعرب بشكل عام في نظر المحتلين الصهاينة ومن يقف الى جانبهم من منافقي الغرب ومنظماته التي تدعي زيفا حماية الحقوق والحريات .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا