كتابات | آراء

التجويع وقتل المدنيين في غزة.. جرائم حرب من المسؤول عنها؟

التجويع وقتل المدنيين في غزة.. جرائم حرب من المسؤول عنها؟

خمسة اشهر من حرب عدوانية ارهابية اجرامية صهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة والتي لم يسبق لها مثيلا في التاريخ من حيث الاجرام والبشاعة والوحشية وحجم الدمار الشامل للحجر والشجر والبشر،

وعدد الشهداء الذين بلغ عددهم حسب الاحصائيات الرسمية اكثر من 30 الف شهيد جلهم من الاطفال والنساء قضوا مقطعين الاشلاء، واكثر من 70 الفا من الجرحى الذين انقطت بهم سبل العلاج بسبب تدمير كل المستشفيات والمراكز الصحية، واغلب الجرحى في طريقهم إلى الشهادة بسبب عدم توفر العلاج والرعاية الصحية المعدومة، عدوان همجي بتغطية شاملة من الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية الاستعمارية الذين يدعون الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبعض الانظمة العربية بالسر والعلانية، جميعهم شركاء ومسؤولون بكل الجرائم البشعة والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المنقولة عبر الشاشات العالمية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها التأثير الاكبر بإيصال حجم الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني الوحشي إلى الشعوب الحرة واصحاب الضمائر الحية، وما أحراق الطيار الامريكي ارون بوشنيل نفسه احتجاجا واستنكارا للجرائم والابادة الجماعية في غزة المدعومة من الحكومة الامريكية الا صحوة في ضمائر الشعوب الحية الحرة التي تصرخ بوجه الادارة الامريكية الوحشية لوقف العدوان.
العدوان الارهابي الوحشي كان متزامنا مع حصار خانق مميت لتجويع كامل الشعب الفلسطيني في غزة وقتله جوعا وعطشا ومرضا ليوفر العدو على نفسه الصواريخ والقنابل والمتفجرات، لأن حصار الشعب الفلسطيني ليموت جوعا وعطشا لا يحتاج إلى عمليات عسكرية يعرض بها جنوده الجبناء للقتل والموت، بل كل ما يحتاجه تشديد الحصار ومنع وصول المواد الغذائية والطبية للشعب الفلسطيني ليموت جوعا بأشد الما وبشاعة من الموت بدلاً أن يموت شهيدا بالصواريخ المدمرة.
امام هذا المشهد المأساوي الذي هز ضمائر الشعوب الحرة في العالم نجد ان الحكومات والدول العربية تشارك بهذا الحصار القاتل بشكل فاضح وواضح، فكيف لأكبر دولة عربية وإسلامية كمصر ولها حدود مع قطاع غزة تقف مكتوفة الايدي ذليلة خانعة، تمنع دخول المساعدات الانسانية إلا بإذن دولة الكيان الصهيوني الغاصب، وهناك الالاف من الشاحنات الغذائية تنتظر السماح لها بالعبور الى قطاع غزة، واذا سُمح لشاحنة من العبور الى غزة يتم بيع حمولتها للمواطنين الفلسطينيين المحاصرين في اكبر جريمة اخلاقية وانسانية.
اما الاردن الذي اتحفنا بمسرحية هوليودوية بائسة بقيامه بعملية إنزال مساعدات غذائية بالتنسيق مع العدو الصهيوني، وقام برميها في البحر لتكون من نصيب الاسماك في البحر، وتعريض الشعب الفلسطيني المحاصر الجائع الى إلغرق في محاولة استنقاذ ما تبقى من المواد الغذائية المرمية في عرض البحر، وما هذه المسرحية السخيفة الا لتغطية الدور الاردني الشنيع في سماحه لعبور الجسر البري للشاحنات المحملة مواد غذائية وتموينية للكيان الصهيوني من الامارات الى تل ابيب عبر السعودية والاردن.
إن قادة الانظمة العربية مشاركون في حصار الشعب الفلسطيني لان باستطاعتهم فعل الكثير من أجل فك الحصار القاتل، وليس مطلوب منهم مشاركة عسكرية لأنهم أعجز من اتخاذ قرار مشرف كهذا، إنما بإمكانهم الضغط على الادارة الامريكية لوقف العدوان وفك الحصار وهذا اضعف الإيمان، ولكن ختم الله على قلوبهم وحرمهم من موقف العزة والكرامة، وطبع على افئدتهم الخزي والعار.
اليوم شاهد العالم هول المجزرة الرهيبة بحق اللاجئين الفلسطينيين في غزة حيث تجمع الألاف من النازحين لاستلام مساعدات غذائية، واذا بالعدو الصهيوني يوجه الى صدروهم العارية رصاص الغدر ويرتكب اكبر مجزرة سميت بمجزرة " لقمة العيش " راح ضحيتها اكثر من 150 شهيدا واكثر من الف جريح لا سبيل لعلاجهم أمام انظار العالم وصمته المطبق، وأمام انظار الحكام العرب والمسلمين الجبناء الاذلاء.
في المقابل نرى دول محور المقاومة الإسلامية الايمانية تضحي بكل امكانياتها العسكرية والمادية والاعلامية من أجل مساندة الشعب الفلسطيني لوقف العدوان وفك الحصار.
وهذا اليمن العظيم الذي ابهر العالم بتضحياته في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني، والذي سخر كل امكانياته العسكرية لضرب عمق الكيان الصهيوني وفرض حصار بحري عليه، وكان تأثير تلك العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل تحالف دولي عدواني من أجل العدوان على اليمن لمنعه من مواصلة مساندة الشعب الفلسطيني عسكريا، كما يقوم اسبوعيا بمسيرات شعبية مليونية لا مثيل لها في العالم العربي والاسلامي في العاصمة صنعاء والمدن الاخرى والارياف نصرة للشعب الفلسطيني والاستعداد للمشاركة في الجهاد ضد الكيان الصهيوني القاتل.
وكذلك جبهة لبنان وسوريا والعراق الملتهبة، المقاومة الاسلامية في لبنان تخوض حربا عسكرية دموية ضد الكيان الصهيوني حتى وقف العدوان، وتسدد للعدو ضربات قاتلة في جبهة شمال فلسطين المحتل وتسبب له خسائر فادحة في الارواح والممتلكات والاجهزة الامنية والعسكرية وتشرد للعدو اكثر من 200 الف مستوطن بعيدا عن الحدود مع لبنان، ورغم ارتقاء عدد كبير من الشهداء في طريق القدس، والعدوان الصهيوني على ممتلكات الشعب اللبناني وتدمير ممتلكاته نجد ان قيادة المقاومة الاسلامية اكثر إصرارا على ضرب العدو في العمق حتى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وفك الحصار، ولديها الاستعداد الكامل لخوض المعركة الشاملة في حال قرر العدو الصهيوني فتح معركة كبرى مع لبنان، فسوف يواجه العدو ما لم يخطر على باله مما اعدته المقاومة لساعة المعركة الكبرى وتدمير العدو تدميرا شاملا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا