أمن البحر الأحمر.. أهمية قصوى

يُعد البحر الأحمر شرياناً حيوياً مهماً على طريق الملاحة البحرية العالمية، بوصفه حلقة الوصل الجغرافية ما بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وطريق عبور التجارة إلى قارات الشرق والغرب

ولا تتوقف أهمية البحر الأحمر الإستراتيجية على كونه ممراً ملاحياً وإنما يضاف إلى ذلك أنه يعتبر معبراً رئيساً لتصدير نفط الخليج إلى الأسواق العالمية والرابط الأساسي بين التجارة الراغبة في الوصول إلى ما بين البحر المتوسط والمحيط الهندي وبحر العرب لذلك  فإن مكانته كبيرة في مجال الجغرافيا السياسية والاقتصادية والجغرافية والإستراتيجية.
وكون اليمن من الدول المطلة على البحر الأحمر ويقع مضيق باب المندب ضمن أراضيه ومياهه الإقليمية فإنه ترى من أولى مسؤولياته تأمين الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وهو حريصة كل الحرص على إشراك المجتمع الدولي والإقليمي في هذه المسؤولية وعلى وجه الخصوص في قضية تنامي ظاهرة القرصنة البحرية والكيفية الناجعة للقضاء على هذه الآفة، وبما يعزز الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة هذه الظاهرة وضرورة أن تتقيد تلك الجهود بقواعد القانون الدولي ذات الصلة باحترام سيادة الدول على أراضيها ومياهها الإقليمية.
 يأتي ذلك رغم قدرة اليمن على حماية مياهه الإقليمية واستعداده الدائم للتعاون مع الدول المعنية بما يحقق الأمن والاستقرار للملاحة البحرية الدولية، ذلك أن أعمال القرصنة فرضت أعباء إضافية على اليمن إلى جانب الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والصحية الناجمة عن تدفق اللاجئين المستمر إلى أراضيه فاستدعى ذلك زيادة التكاليف والتجهيزات المطلوبة للقوات البحرية اليمنية وخفر السواحل لتقديم المساعدات الإنسانية وإنقاذ اللاجئين الذين يتعرضون أحياناً للغرق بفعل اضطرابات البحر وقسوة أرباب القوارب وتهالكها.. في هذا السياق فإن إعلان القوات المسلحة اليمنية كان واضحاً وجلياً من خلال بياناتها المتتالية والتي حرصت وأكدت الحرص الشديد على حماية أمن البحر الأحمر وتأمين الملاحة الدولية عدا السفن الإسرائيلية أو التي لها صلة بإسرائيل أو تلك المتجهة إلى إسرائيل حتى يتوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ، بل وكافة الأراضي المحتلة في فلسطين وجنوب لبنان حتى في مثل هذه الظروف، فاليمن ومن خلال موقعه الجغرافي المطل على منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب يستطيع التأثير على المشهد الدولي وليس فقط الإقليمي نظراً لارتباط الموقع بمرور السفن التجارية والنفطية, وهو مؤثر كبير يرتبط بالعلاقات الاقتصادية الدولية.. وهو المتحكم الرئيسي بذلك الممر من أجل حمايته.. ولم يكن احتجاز اليمن للسفن الإسرائيلية منها "جلاكسي" سوى حالة استثنائية فرضتها ظروف الحرب الإسرائيلية على إخواننا في فلسطين وخاصة أهلنا في قطاع غزة العزة.