كتابات | آراء

زراعة الذهب الأحمر..بين المد والجزر..!!

زراعة الذهب الأحمر..بين المد والجزر..!!

بعيداً عن المقدمة الطللية لإستعراض تاريخ ومكانة البن اليمني الشهير؛ فهي مكانة ضاربة في أعماق التاريخ تعود إلى العام الـ500 ق م.. وغنياً عن جودته الفائقة، وأصنافه المتعددة، وقيمته الغذائية كمشروب له دلالاته وأبعاده الإجتماعية والثقافية..

فالبن اليمني كان وما يزال مضرب المثل في الثراء الإقتصادي والحضور المشرق في الأسواق العالمية بإعتباره سفير المنتجات بل السفير الأول لليمن على إمتداد العصور.. ما تجدر الإشارة إليه هو ضرورة إعادة أمجاد شجرة البن والتوسع في زراعتها، فهي الحل الأمثل للتخلص من الأزمة المعيشية التي خلفها العدوان والحصار، وهي- أي زراعة البن- أبرز وأهم روافد الإقتصاد الوطني كمحصول نقدي له القدرة على المنافسة داخلياً وخارجياً بما يحقق الإكتفاء الذاتي، وبالتالي فإن التركيز على زراعة الذهب الأحمر البن اليمني والتفنن في زراعته من منظور إقتصادي سيحقق قفزة نوعية للمواطن والوطن في الثراء وتحسين المستوى المعيشي, وإيجاد فرص عمل للمواطن وأفراد الأسرة اليمنية ،إضافة إلى رفد خزينة الدولة بالمردود المالي للنهوض الوطني.
طبعاً هذا المنتج الهام كلما تمت العناية به والإهتمام بطرق الإنتاجية والتصدير وفق الطرق والأساليب الحديثة كلما كانت الثمار والمردود أكبر والنتائج مبشرة بالعطاء خاصة أن سعر الكيلو الواحد قد يصل أحياناً إلى 12000ريال، وكحد أدنى قد يتراجع إلى 2000 ريال وفي كلا الحالتين الكل مستفيد والخير وفير، والعملية تكاملية بين المنتج وشركات التصدير والمستهلك؛ بمعنى أننا أمام منجم فائق الشهرة والجودة.. يتهافت على شرائه الجميع، ويحظى  شرابه بإقبال منقطع النظير، إنها فرصة لشريحة المغتربين وكل أبناء هذا البلد المعطاء بالتوجه في الإستثمار المدر للدخل الكبير في زراعة وإنتاج البن اليمني وحينها سيرى الجميع الفرق الكبير والنقلة النوعية التي سيحدثها البن في حياة الناس، وستنعكس خيراتها إيجاباً في تحسن الوضع المعيشي لينعم أبناء هذا البلد بالخير والنعيم.
ومن المؤسف أن هذا القطاع الحيوي الجميل بين المد والجزر وبين التوسع والتراجع والإنحسار حيث يعزف الكثير عن زراعته على حساب التوسع في أشجار أخرى لا تمتلك نفس الخصائص الإقتصادية والغذائية كما يتملكها البن ..إضافة إلى قلة الوعي الزراعي، وضعف الإستفادة من الطرق والأساليب الحديثة في زراعة البن.. وبالرغم من ذلك إلا أن هناك صور مشرقة أكدت وتؤكد الصمود المجتمعي في زراعة البن تطالعنا كل يوم مبشرة بالخير ،ومسجلة لهذا المحصول النقدي الهام حضوره المشرف بما يعيد أمجاده ومردوده السخي وتلك تشكل قصص نجاحات تستحق الإحتفاء والتشجيع.. خصوصاً في مناطق صعفان الجرواح ،وبني عراف في حراز محافظة صنعاء ، وكذا جبال بُرع الشامخة محافظة حجة وغيرها من المناطق التي تعد مناجم شهيرة للذهب الأحمر البن اليمني وبملء الفم.
 الدولة ممثلة بوزارة الزراعة  تولي قطاع البن عناية كبيرة بإعتباره ثروة وطنية لا تقل عن النفط والغاز، وبحسب اللجنة الزراعية العليا في إنتاج البن اليمني ارتفع في العام المنصرم 2022م من 2800طن إلى 12000طن كما تصاعد عدد الشركات المصدرة للبن اليمني إلى 125شركة..وهذا مؤشر إيجابي لضرورة تكثيف الجهود للنهوض بإنتاجية البن وتسويقه وتصديره ،وتعزيز العملية التوعوية في أوساط الجميع بأهمية إختيار البذور والشتلات الجيدة، والأهم من ذلك هي الرغبة ثم الرغبة في التوجه لزراعة وتوسعة وتطوير زراعة الذهب الأحمر (البن)،وحينها سيزدهر الوطن إقتصادياً وتلوح بروق الخير في سماوات اليمن السعيد الصامد المجيد.
قذيفة شعر:
يقول الشاعر والمؤرخ الكبير أ:مطهر الإرياني:
بُن اليمن يا درر
                 يا كنز فوق الشجر
من يزرعك ما افتقر
                   ولا ابتلي بالهوانِ

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا