كتابات | آراء

المأزومون.. وتكريس ثقافة الانغلاق..!!

المأزومون.. وتكريس ثقافة الانغلاق..!!

المؤسف المريب أن معظم شعوب الأمة العربية مازالت تعيش صدمة الثورات المؤدلجة، هذا ما أدى الى نشوء النزعات المناطقية المذهبية بين تلك الجماعات المتناحرة.. فالشعوب التي تُساق كما تُساق السوائم، تُصبح بلا كينونة ولا هوية،

ويسود بينها الشحناء والكراهية والفوضوية التي ستؤدي الى تفكيك وتمزيق أواصر الأمة.. وهناك مقولة للزعيم الاشتراكي كارل ماركس: "الثورات تُغير كل شيء إلا الإنسان"، فالإجابة متروكة للقراء، وكل يدلي بدلوه..
من هنا نُدرك خطورة الفجوات بين الثورات، وبين تلك المجتمعات التي مازالت تعيش أزمنة الأحداث والوقائع الماضوية، وعدم الاحتكام الى منطق العقل والعصر والمستجدات، وعندما يكثر العطّارون لا نستطيع إصلاح ما أفسده السياسيون..
فهل يا تُرى بعد مرور ستة وخمسين عاماً من استقلال جنوب الوطن ودحر آخر جندي بريطاني عن أرضه، ورغم قوافل الشهداء، والتضحيات التي سطرها الأحرار بدمائهم، تدور عقارب الساعة عكس الزمن، وتصبح تلك المراحل التاريخية الحافلة بالمنجزات، والمآثر النادرة مجرد إرهاصات وهرطقات وصراعات بين الفرقاء والشركاء..؟!
رغم كل هذا وذاك تظل كل الأطروحات، والذين في قلوبهم مرض النرجسية، والسادية يرفعون شعار الانفصال، ويجترون خلفهم ثقافة الكراهية، والعنصرية ونشرها بين أبناء الوطن الواحد..
إن التاريخ سيأخذ دورته شاء من شاء، وأبى من أبى.. يكفي ما عانى منه شعبنا قديماً من ويلات الأنظمة العميلة، أما العملاء الجدد الذين يسعون لخلط الأوراق السياسية لتحقيق مكاسب حزبية، فإنهم بهذه الأساليب الرعناء إنما يقودون اليمن الى مربع الأزمات، والدخول الى أنفاق مظلمة..
فالتاريخ الثوري والنضالي للشعوب يؤكد أن مصير العملاء والمرتزقة مصير مأساوي كارثي، ولنا في تاريخ ووقائع التاريخ القديم دروس وعبر..
لذا علينا أن نعيد قراءة التاريخ من جديد، في ظل المستجدات المعاصرة والأحداث الراهنة، محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً.. فالمحتل أياً كان جنسه أو لونه أو طيفه فهو عدو لدود.. فالأوطان لا تبنى بأيدي العملاء، ولا بأقلام المأجورين، ولا بشعارات المأزومين، وإنما تبنى بدماء الأحرار الثوار الذين يقدمون أرواحهم ودماءهم فداءً للوطن..
• صفوة القول:
التشاؤم ليس شراً مستطيراً، بل قد يكون في بعض الأحايين فيه دروس وعظات وعبر، علينا أن نراجع حساباتنا وأوراقنا قبل أن نهرول عائدين الى الوراء..
علينا أن ندرك حجم المسؤولية.. ماذا نريد.. وماذا يريدون؟!.. أين يكمن الخلل.. ومتى ستكون ساعة الصفر؟!..
في تاريخ الشعوب مراحل زاخرة بالمنجزات لابد من استغلالها وتطويعها لرأب الصدع، وسد باب الإرهاصات، الوطن هو الأسمى.. هو الأغلى، هو الأبقى..
• كلمات مضيئة:
عند تغييب المنطق والعقل والحكمة تخلو الساحات للقوى المعادية، ويستباح فيها القمع الفكري الثقافي الذي هو أخطر أنواع القمع في زمن الصراعات الطائفية والمذهبية والسياسية..
فالتربية هي الأساس بل هي المحرك الحقيقي للإبداع، ولذلك نجد أن التربية هي عبارة عن البوابة التي تلج الثقافة من خلالها الى الفرد ثم المجتمع.. فالتربية عملية ضرورية للفرد والمجتمعات، ولن يستطيع أي مجتمع من المجتمعات أن يرتقي وينهض إلا من بوابة التربية والثقافة لأنهما المحرك الحقيقي للرقي الإنساني..
فكل رقي وتقدم ونهوض الأمم مرتبط ارتباطاً وثيقاً برقيها وتقدمها الثقافي بكل دلالات اللفظ والمعنى.. فالشعوب والأمم الراقية تربوياً وثقافياً هي التي تصنع المجد والزهو الحضاري والعلمي لأوطانها، وأجيالها.. وكلما ارتقى الإنسان، وتنوعت وسائل الحضارة لديه، احتاج للتربية أكثر فأكثر.. ولن يكون هذا إلا بالعقيدة واللغة ومنظومة القيم والمبادئ والتقاليد والأعراف، دون ذلك نظل ندور في حلقات مفرغة، ومساحات مأزومة، فالمجتمعات الفقيرة حقاً هي تلك المجتمعات التي لا تقرأ.. مجتمعات تفتقر أولاً للغة الحوار الهادف، والأسلوب الراقي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا