كتابات | آراء

الـ30 نوفمبر ثمرة كفاح وتضحيات الأحرار

الـ30 نوفمبر ثمرة كفاح وتضحيات الأحرار

في 30 من نوفمبر العام 1967م أعلن الجنوب اليمني استقلاله من المستعمر البريطاني بخروج آخر جنوده من مستعمرة عدن،

بعد سنوات من الكفاح والنضال مازالت تفاصيلها عالقة في ذاكرة مناضليها كواحدة من أبرز المحطات في تاريخ اليمن الحديث الذي لا تنساه أجيال اليمن المتعاقبة كما ترويه كتب التاريخ المدرسية وقبلها حكايات الآباء والأجداد والمناضلين ممن شهدوا هذه المحطات التاريخية أو عايشوها وعاصروها، أو حتى ممن سمعوا عنها منقولة بألسن مدوني الحدث.. وكانت فرحة جلاء المستعمر، تلك الفرحة الكبيرة والعظيمة عندما هب جموع الشعب من كل المدن والقرى في جنوب اليمن ومن شماله معبرين عن سعادتهم بجلاء المستعمر البريطاني عن أرض جنوب اليمن ومازال عالقاً ذلك العلم- الذي رفرف في سماء جنوب اليمن- في ذاكرة وأذهان كثير من أبناء الشعب اليمني، فالثلاثون من نوفمبر ذكرى عزيزة على قلوبنا ولن تمحى أبداً من ذاكرة الشعب- و تعبير أحد مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وبعد تشعب المواجهات مع القوات البريطانية في المناطق الريفية وامتدادها إلى 12 جبهة، أعلنت الجبهة القومية عن فتح جبهة عدن، ونقل النضال إليها، حيث أصبح للعمليات التفجيرية وطلقات الرصاص ببسالة المقاومة  صدى إعلاميا عالميا يصعب على الاستعمار البريطاني إخفاؤه.
وقد شكل نقل العمل العسكري إلى عدن انعطافاً استراتيجياً لتنظيم الجبهة القومية والثورة محلياً وعربياً، ودولياً، بل شكل مرحلة جديدة في حياة المناضلين أنفسهم الذين اشتركوا في العمليات العسكرية، فكان العمل العسكري والفدائي داخل المدينة عامل إرباك للقوات الأجنبية، حيث عمل على تحقيق الضغط على الجبهات الريفية المقاتلة، وتشتيت قوات الاحتلال، الأمر الذي ساعد على مد الجبهة القومية لنشاطها النضالي إلى مختلف مناطق الجنوب.. تطورت أساليب النضال المسلح ليشهد صوراً مختلفة كان أكثرها تأثيراً العمليات الفدائية, حيث شهدت أهم وأخطر العمليات الفدائية كالعملية التي اشترك فيها 30 شخصاً لضرب الإذاعة البريطانية في التواهي، وحادثة مطار عدن- التي قتل فيها مساعد المندوب السامي البريطاني في عدن، وإصابة المندوب السامي، وعدد من مساعديه أثناء توجههم إلى الطائرة التي كانت ستقلهم إلى لندن..عمليات فدائية جديدة ظهرت أيضاً فيها، كان منفذ العملية هو الذي يحدد الهدف بنفسه دون الرجوع إلى القيادة المركزية، وأثبتت هذه العمليات نجاحها، حيث عملت على بث الرعب في نفوس الجنود البريطانيين، خصوصاً بعد مقتل رئيس المخابرات البريطانية في عدن.. في نوفمبر عام 1967م قوت شوكة المقاومة اليمنية واشتدت سواعدها النضالية لتبطش بالاستعمار البريطاني واستولت على كافة المناطق اليمنية وألحقت ذلك بخوض معارك حامية الوطيس مع جنود الحكومة البريطانية والتي ذاقت شر الهزيمة..
تحيى اليمن الحبيبة حرة أبية فتظلي شامخة رغم العداء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا