كتابات | آراء

أوكلاهوما.. بين التعصب وحرية الإعلام (3-4)

أوكلاهوما.. بين التعصب وحرية الإعلام (3-4)

قبل مواصلة كتابة المادة الثالثة من استقراء مقال طيب الذكر الدكتور أحمد عبدالملك الذي يتزامن مع الحرب الظالمة التي تشنها اسرائيل على غزة من 7 أكتوبر الى اليوم..

اكرر القول أن الإعلام الأمريكي كذاب ومنافق منذ زمن طويل.. ما أشبه الليلة بالبارحة فعلى هامش الحرب ضد غزة ها هي أجهزة الإعلام الأمريكية تتحدث بنفاق عن التفوق الإسرائيلي.. والواقع أن اسرائيل ليست قوية بقدر ما العرب ضعفاء.. لو دول الطوق العربية الأربع: مصر وسوريا والأردن ولبنان يفتحوا أربع جهات بالتأكيد سوف تنهار إسرائيل وتعلن استسلامها في غضون أيام وستنسحب إلى حدود 4/6/1967م لكن للأسف العرب من الخليج إلى المحيط "مقعيين" والمسلمون حول العالم "مطهقين".
ليس جديداً التذكير بأن الإعلام الأمريكي كذاب ومنافق وقد انتقل عدوى النفاق إلى رئيسهم بايدن- الله يلعنه- عندما قال في اوائل الشهر الحالي بما معناه: أن امريكا مع اسرائيل قلباً وقالباً.. كما انتقل النفاق الى الافرنج في أوروبا الغربية وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ماكرون- الله يلعنه- الذي قال للمسؤولين الإسرائيليين بالحرف الواحد: "أنتم لستم وحدكم نحن معكم" وبنفس العبارة قالها رئيس الوزراء البريطاني.. أن ثلاثتهم يخدموا إسرائيل بأوضاع مختلفة.. عودة إلى الموضوع:
اسرائيل ليست قوية بقدر ما العرب ضعفاء:
بعد الأمثلة عن انعدام أمانة ومصداقية الإعلام الأمريكي قال: "من هنا يصح لنا القول بأن نظريات الإعلام يتم تجاوزها في أقوى وأعتى الدول ديمقراطية في العالم- يقصد امريكا وبريطانيا- بل وتنحدر النظرية الليبرالية الى أسفل حضيض النظرية التسلطية في الإعلام، وهذا يؤيد ما يذهب به كتاب العالم الثالث من أنه في الدول التي تنادي بنظرية الحرية الإعلامية تسيطر الاحتكارات الرأسمالية فتشوه الحقائق وتفسد العقول وتهتك المبادئ وتصبح وسائل مضللة هدامة تكبل تفكير الشعوب بالأغلال حيث أنها تشل قوة تفكيرهم وتحاصرهم بدعاية مغرضة".
• المرجع مجلة العربي الكويتية العدد رقم (442) لشهر سبتمبر من عام 1995م وتحديداً 13 سطر من العمود الثاني ص  36 السطر 26.
والوصف في السطور 13اعلاه صاغ سليم وصفت الإعلام الرأسمالي بالفساد وانه مضلل وهدام الخ.. وهذا يذكرنا بوصف كارل ماركس للرأسمالية بأنها محتضرة ومتعفنة.. أنها حقاً متعفنة وهذا العفن انعكس على مختلف المجالات ومنها الإعلام الرأسمالي- قبح- ولقد حدد تيودور بيترسون مجموعة من أوجه النقد التي تُساق- بضم التاء- ضد الصحافة في المجتمعات "الديمقراطية" كالتالي:
• إنها تستغل قوتها الهائلة في خدمة أهدافها الخاصة، فيروج أصحابها لآرائهم وخاصة في الشؤون السياسية والاقتصادية على حساب الآراء المعارضة.
• أنها تضع نفسها في خدمة الأهداف الرأسمالية الكبيرة، وطالما سمحت للمعلنين بالتدخل في توجيه سياسة التحرير ومادته.
تعليقي: هذا البند يحكي بما معناه: أن الإعلام في الدول الرأسمالية وعلى رأسها أمريكا يخدم الأهداف الرأسمالية "في أوضاع مختلفة" وهذه طبعاً عبارة "شومة" حسب تعبير أهالي خولان.
3 - أنها تقاوم التغيير الاجتماعي.
4 - أنها كثيراً ما تضفي اهتماماً مبالغاً فيه على الأمور التافهة والمثيرة أثناء تغطيتها للأحداث الجارية، وغالباً ما تتسم أبوابها الترفيهية بالسطحية.
5 - أنها تعرض الأخلاق العامة للخطر.
6- أنها تقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دون مبرر عادل.
7- أن هناك طبقة اجتماعية اقتصادية واحدة تتحكم في الصحافة هي طبقة أصحاب الأعمال الاحتكاريين.
تعليقي: أنه توصيف ولا أروع وفي نفس الوقت وجيز ومكثف.. أنها ..أنها.. ست أنات من سبع:
يواصل الدكتور أحمد عبدالملك مقالة الصافي في مجلة العربي العدد (442) في صفحتها رقم 37 ففي هذه الصفحة كتب عنوان فرعي اسماه: لابد من الاعتذار "أي اعتذار الإعلام الأمريكي للعرب والمسلمين الذين تعرضوا للأذى من جراء التغطية الاتهامية لهم وقد قال الكاتب" إزاء ما تقدم فإن طابع التغطية الإعلامية لحادث التفجير في أوكلاهوما خرج عن التقاليد الصحيحة العريقة، وبالتالي ظلم العرب والمسلمين على السواء من جراء الممارسات القاسية التي تناولتها الصحف العربية أو قنوات التلفزيون، وهذا ألقى بتبعات وظلال قاتمة على مستقبل حياة المسلمين والعرب في الولايات المتحدة.. واذا كان من حق المسلمين والعرب شعوباً وحكومات الوقوف ضد هذا الشكل الذي يعد من اشكال العنصرية، فإن الاعلام الأمريكي– والغربي-مُطالب بأن يعيد الصورة الحقيقية للرأي العام الأمريكي ويعتذر بقوة ويطالب الشعب الأمريكي بضرورة الالتزام بالقواعد الحضارية لحياة الأمم والشعوب ويكف عن مضايقة العرب والمسلمين في حياتهم ووظائفهم وشعائرهم.. ويقصد شعائرهم الدينية مثل الصلاة والصيام والأعياد الدينية.
ملاحظة: السطور أعلاه المتعلقة بطلب الاعتذار.. سطور رائعة جداً والاعتذار الذي من المفروض يقال أو ينفذ من قبل الاعلام الأمريكي قبل 28 عاماً لم يقال ولم ينفذ بأي شكل ولو على استحياء وهذا يدل على أن الإعلام الأمريكي قليل حياء وقليل شيمة وشكيمة.
عودة الى الموضوع: الى جانب أن الدكتور احمد عبدالملك طالب الإعلام الأمريكي بالاعتذار للأسباب المذكورة ففي نفس المقال طالب من القضاء الأمريكي انصاف الذين تعرضوا للضرر لنفس الأسباب حيث قال: وإذا كان المجتمع الأمريكيي حرص دوماً على نفسية المواطن وإستواء الشخصية الأمريكية وعدم تعريضها للأذى والمضايقة مما يترتب عليه انحرافات نفسية سلبية فإن القضاء الأمريكي مٌطالب اليوم – يقصد حينذاك- بإنصاف من تعرضوا للضغوط النفسية من الطلاب والمهنيين والعمال العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.
تعليقي: هاقد مر 28 عاماً ولم تُحاكم (بضم التاء) أي جهة من منظومة الاعلام الأمريكي والمثل يقول (لا تشكي ظلمك لظالمك تصبح ظالم نفسك).
الهامش
• كارل ماركس: اشهر فيلسوف خلال القرن التاسع عشر الميلادي الماني الجنسية ولد في المانيا عام 1818م ومات عام 1883م.
• ماركس هو مؤسس المنهج الاشتراكي العلمي.. وقد ألف 79 كتاب+ 60 كتيب وتعتبر أشهر المطبوعات عالمياً الى اليوم من أفضل كتبه راس المال الذي تم تدريسه ضمن المناهج الدراسية في الدول المتقدمة اشتراكية ورأسمالية وفيه كثير من الشروحات التي تحكي عن دوران رأس المال والقيمة الزائدة ...الخ).
• أفضل كتيباته الكتيب الذي يحمل عنوان: "القضية اليهودية" والذي أوضح فيه الادعاءات والخرافات اليهودية باسم الدين السماوي ودعاء العالم واليهود انفسهم الى التخلص من اليهودية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا