كتابات | آراء

"ولكنّ الله رمَى"

"ولكنّ الله رمَى"

بعد أيّامٍ عصيبةٍ على أهل غزّة، وبعد التخاذل العربيّ الواضح تجاه ما يحصل في فلسطين من إبادة جماعيّة، قرّرت اليمن توسيع رقعة الحرب، لم تكتفِ اليمن فقط بالتظاهرات التنديدية، ولا بالهتافات الشعبية، صارت الصواريخ تهتف في المدى أن يا فلسطينُ إن النصر قريب!

تتعالى أصوات المشعوذين، تارةً يقولون لم تبلغ الصواريخ هدفها، وتارةً أخرى يقطعون الأمل منها، فيأتي بيان القوات المسلحة اليمنية ليعلن الحرب فعليًا على إسرائيل، وفي بيان صدر في 31 أكتوبر/تشرين الأول، قال المتحدث الرسمي باس القوات المسلحة اليمينة، العميد يحيى سريع إن "قواتنا المسلحة أطلقت مجموعة كبيرة من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز وعددًا كبيرًا من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ووصف سريع الهجمات بأنها داعمة للفلسطينيين في غزة الذين يواجهون "عدوانًا أميركيًا إسرائيليًا" وسط "ضعف الأنظمة العربية الرسمية وتواطؤ البعض مع العدو الإسرائيلي".
فالحرب أميركية بأدوات إسرائيلية وتخاذل عربي تطبيعي واضح، فاقت رائحة خيانتهم رائحة جثامين المظلومين والبارود في غزّة، ظهرت النشامة عند بعضهم باعتراض الصورايخ اليمنية المتجهة لقلب الكيان الغاصب، وفي اليوم التالي يلبسون ابتسامات الزيف فيرسلون مساعدات لا قيمة لها قبل التضامن لوقف الحرب على غزّة، وعلى الرغم من هذه المحاولات، إلا أن العميد سريع أعلن مسؤوليته الكاملة عن هذه العمليات والتالي منها وأكّد أن الصواريخ ستبلغ هدفها.
وقد  جاء خطاب السيد حسن نصر الله في ٣ تشرين الثاني بعد صمتٍ أرعب الكيان رعبًا يوازي عمليات المقاومة الإسلامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، جاء  به خطاه ليؤكد أن الصواريخ اليمنية رغم محاولات اعتراضها إلا أنها ستصل قلب الكيان المحتل، وستغيّر المعادلات.
حزب الله في لبنان يخوض اليوم أعلى قيَم التكتيكات العسكرية على حدوده اللبنانية الفلسطينية، إذ سحب ثلث الجيش الاسرائيلي إلى حدوده ليشغله عن غزّة، فيضربه ضربات نوعية موجعة، في المقابل، يقوم العراق بضرب القواعد الأميركية في العراق وسوريا، ثم يأتي الزحف على شكل ضفادع من بحيرة زيكيم من الجانب السوري، فلم يعد الاسرائيلي يعي حجم الضربات وزواياها.  
وهكذا جاءت صواريخ اليمن كضربات قاسمة لظهر الكيان المحتل، صواريخ اليمن تأتي بشكل مدروس وملحوظ، بحسب آخر الأخبار في يوم الجمعة ١٠ تشرين الثاني، سجّل مركز يوفيد للدراسات بالتوقيت الدقيق ومن وسائل الإعلام "الاسرائيلية " ما يلي:
19:34: صفارات الإنذار تدوي في "إيلات" و"ايلوت".
15:14: سقوط طائرة مسيرة لـ"الجيش" الإسرائيلي في إيلات الأمر الذي أحدث حالةَ ذعر لدى المستوطنين.
15:08: حالة ذعر كبيرة في إيلات بعد سماع صوت انفجار قوي، دون معرفة إن كان ناتجاً عن سقوط صاروخ او طائرة مسيرة.
15:14: سقوط طائرة مسيرة لـ"الجيش" الإسرائيلي في إيلات الأمر الذي أحدث حالةَ ذعر لدى المستوطنين.
15:32: مسيّرة سقطت في إيلات وانفجرت ما أدّى إلى حالة ذعر في المدينة وتسجيل 7 إصابات بحالة هلع.
17:33: التقدير هو أن الانفجار في إيلات ناتج عن طائرة مسيرة أطلقت من اليمن.
وحيث أن محور المقاومة يعمل بتنسيق تام مع بعضه على مختلف الجبهات، وإذا لم يتوقف الطغيان الأميركي الاسرائيلي على غزّة، فإن السيد حسن نصر الله قال مؤخرًا حول ما يقوم به حزب الله والمحور المقاوم أنه "لن يتمّ الإكتفاء بذلك"، وإذا كان البعض يشكك في سلامة بلوغ الصواريخ اليمنية أهدافها، فإنها تصل! وتوجع العدوّ، لأنّ الله رمَى.
*كاتبة  لبنان

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا