كتابات | آراء

نحن هنا ولن نترك فلسطين وحدها

نحن هنا ولن نترك فلسطين وحدها

حين يغدو التحذير الأميركي ساقطاًَ بلا قيمة، تأكد أن الحديث سيكون هاهنا عن اليمن العزيز. ست دقائق من إطلاق الصواريخ الباليستية على ايلات، المستوطنة الأبعد، نشرها الإعلام الحربي اليمني، مقرونة بآية «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»،

زعزعت أركان الكيان، بعد أن وثب على ركبتيه محاولاً إخفاء رأسه لئلا يطاله غضب أبطال ومجاهدي اليمن الأشداء.
لم يكن غريبا ما حصل، فمن يعتبر أن العدو واحد والدم واحد عن حق، لا يمكن أن يقف متفرجاً على جراح إخوانه الفلسطينيين وهي تنزف وقد خذلهم كل أولئك الذين كانوا يصرحون كذباً أنهم مع حل القضية الفلسطينية.
اليمن الجريح أصلاً، المنهك من عدوان عبثي لم يكف يديه الملوثتين بالدماء حتى اللحظة عن قتل وحصار وتجويع  اليمنيين بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، كفكف جرحه النازف بيديه، وقام من بين الركام، ليسجل موقفاً شجاعاً، لم يأبه بعده لأي عاقبة قد تتأتى بسببه، حمل على العدو يقصفه في عقر ما يسميها داره بالصواريخ محققاً فيها أهدافاً بعينها، منادياً بأعلى صوت، إحذر يا عدونا، فنحن هنا، ولن نترك فلسطين وحدها.
إذا كنت تضع العرب كلهم في سلة واحدة، وقد أمطرتهم عشرات السنين بتصريحات عالية السقف تريد منها أن يعترفوا بأنك الجيش الذي لا يقهر، خابت رهاناتك، وغاب عنك أن هناك عرباً أحراراً يرفضون الذل والهوان، متمسكين بعقيدتهم، ودينهم، ولا يخشون في الله لومة لائم.
اليوم فقط عليك أن تعيد حساباتك، فمن استصغرتهم في الماضي، أصبحوا اليوم أرقاما صعبة في المعادلات الدولية، حتى داعمتك أميركا التي تشد بها ظهرك وأزرك، لم تسعفك، ولن ينفع تهديدها مهما علت نبرته، ربما ستفهم عما قريب، ولكن العرب من حلفائك الذين لا زالوا حتى اللحظة يدعمونك، ويقفون بجانبك، ويدفعون فواتير إجرامك، هم من سيلعنهم التاريخ والحاضر والمستقبل، على سكوتهم المخزي، ولم يطلب منهم شيء سوى عدم التآمر، ومع ذلك يصرون على المشاركة في سفك دماء الأطفال، ولكن، لا ضير، فهؤلاء لن يجدوا مستقراً بعد زوالك الحتمي سوى مزابل التاريخ النتنة، كروائحهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا