كتابات | آراء

العدوان على غزة يكشف وحشية الغرب

العدوان على غزة يكشف وحشية الغرب

كشف العدوان الصهيو أمريكي على غزة فظاعة وبشاعة العالم الغربي وحكوماته، وعنصريته ، وتعصبهم الديني، الذي يسحق كافة القيم والمعاني الإنسانية،   والقوانين الدولية .. كما ان بشاعة العدوان ومجازره كشف كذلك المستوى المَهٍين الذي وصلت إليه الأنظمة العربية، التي باعت كرامتها ، وتخلت عن مقدساتها الإسلامية والقضية الفلسطينية ، وأن كل ما يهم هذه الأنظمة هو الحفاظ على أعلى مستويات الطاعة للبيت الأبيض..

لذلك لم توقظ مجازر العدوان الصهيوني ضمائر حكام العرب والمسلمين، لاستشعار مسؤولياتهم الدينية ، والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، وابناء غزة الذين يتعرضون لأبشع الجرائم ، ما يجعلنا ندرك أن لا مجال للتعويل على هؤلاء الحكام لأن يقدموا شيئاً للقضية الفلسطينية؛ قضية الأمة المحورية.

وأنهم كذلك لن يقدموا لشعوبهم سوى المزيد من الذل والبؤس والاستعباد، والتخلف الحضاري والإنساني والقيمي.

أما الدول العظمي الغربية، فقد حددت موقفها منذ اللحظة الأولى للعدوان وبشكل واضح وصريح أنها تقف مع العدو في خندق واحد، وانها مع كل ما يرتكبه من مجازر وإبادة وتهجير وحصار وتدمير شاملٍ لغزة وفلسطين أرضاً وإنساناً، ولكل ما له علاقة بحياة ، بل ذهبت في مواقفها الى أبعد من ذلك مبررة ارتكاب تلك الفظائع بأنها مشروعة وتأتي في إطار حق العدو المحتل في الدفاع عن النفس..

معززين مواقفهم بزياراتهم المستمرة الى فلسطين المحتلة، ليؤكدوا  للعدو الصهيوني الغاصب انهم معه ، بكل امكانياتهم؛ العسكرية والمالية والسياسية، وفي المحافل الدولية، بل وأنهم يعملون أبواقاً لكل قول وادعاء كاذب يصدر عن قادة حكومة العدو لتضليل العالم عما يرتكبونه من جرائم إبادة جماعية ، وجرائم ضد الانسانية.

كل هذا الدعم والاسناد والمشاركة الفاعلة من قوى الطغيان العالمي لهذا العدو العنصري، إنما يؤكد أن معركتهم هي معركة دينية عسكرية ضد الإسلام والمسلمين، يستخدمون فيها كافة الوسائل القذرة وغير المشروعة ، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة وميثاقها وهيئاتها، معلنين قولاً وفعلاً ان لا عدالة لمظلوم في شرعتهم وعالمهم ، ناقضين وناكثين كافة المواثيق والعهود الدولية، والقانون الدولي الإنساني، وحقوق الانسان.

إنها حالة انكشاف زيف الشعارات والادعاءات الحقوقية والإنسانية الغربية التي أبانت بشاعتهم؛ وانهم ليسوا سوى عنصريين، وقتلة، وارهابيين، ومصاصي دماء الأبرياء، ومفسدين في الأرض، وأعداء للإنسانية وللأديان، وللقيم والأخلاق.

أمام كل هذا الباطل، ومهما كانت التبعية وعمالة الكثير من الحكام العرب، إلا أن القليل من الكرامة لن يخدش كثيراً من صدق عمالتهم أو يؤثر في سيرتهم، وبعدها يمكن لهم الرجوع والندم والتوبة ،أو تقديم كفارة لأسيادهم، ألا يمكن لهؤلاء الحكام ولو لمرة واحدة أن يصنعوا موقفاً موحداً ينتصر للحق، ويوقف بشاعة هذا العدوان اللامسبوق بحقهم ودينهم وأمتهم ومقدساتهم، وأن يقدموا من خلال هذا المواقف غير المعهود وغير المتوقع منهم، بصيص أمل لشعوبهم ، مفاده أن حكوماتهم لم تمت ، وأنه ما يزال فيها رمقٌ قابل للإنعاش وإعادتها للحياة مهما كانت اعتلالاتها، ما لم فعلى الشعوب أن تشيع حكوماتها وتقول بصوتٍ واحدٍ " إنا لله وإنا إليه راجعون ".     

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا