كتابات | آراء

ولازالت فلسطين قضيتنا الأولى

ولازالت فلسطين قضيتنا الأولى

مهما كانت خطوات العدو الإسرائيلي متسارعة وسعيه حثيثاً لإماتة القضية الفلسطينية يبقى نضال الأبطال نداً لهم يربكهم ويقلقهم كون الأحرار يقاومون الظلم ولا يرضون به

كون هذا الشعب الحر الأبي مُعتدى عليه وكون مقدسات الإسلام والمسلمين تتعرض لانتهاك سافر لذا مهما زاد ظلم العدو فالأحرار مستمرون في مقاومتهم له بل ويطعنونه الطعنة تلو الأخرى بحيث يفقدونه القدرة على الحفاظ على توازنه ويجعلون الرعب يسري في أوصاله.
وفي كل بلد عربي أحرار يرفضون التطبيع ويعون من يكون الكيان الصهيوني اللقيط هذا ويعلمون أنه عدو متخبط جبان ترهبه بطولات الأبطال ودائما ما نسمع قصص الفدائيين والاشتباكات والعمليات التي تضرب العدو وتصيبه في مقتل وتلحق به خسائر بشرية ومادية ومعنوية فادحة توجعه وتؤلمه وتخلخل جبهته الداخلية, وقد واصل الأحرار على مدى العقود صد المستوطنين بالرغم من الهجمات الصهيونية المسعورة ومحاولات الاقتحام المتكررة مستخدمين في عملية صدهم لهؤلاء القطعان كافة الوسائل الممكنة لحماية أرضهم و مقدساتهم.
واليوم نرى توقف الحملة العسكرية على مخيم جنين بعد أن أيقن العدو أنه لن يستطع الصمود طويلاً والاستمرار في مواجهة قوى المقاومة في المخيم وأعلن عجزه عن الوقوف أمام رجال الله البواسل الذين نذروا أرواحهم للشهادة وأعدوا عدتهم من قوةٍ وسلاحٍ لمواجهته فأضطر العدو أن ينسحب قبل أن يجد نفسه مضطراً للموافقة على هدنةٍ من الطرفين ومناشدة القوى الدولية والإقليمية للتدخل حتى يتم التوصل إلى اتفاق لوقفٍ لإطلاق النار والقبول بشروط المقاومة لوقف العمليات العسكرية بينهما، تماماً كما يحدث معه غالباً في قطاع غزة التي تنهي عدوانه بإخضاعه والقبول بشروطها وإلزامه بضوابطها.
هاهو العدو ينسحب ذليلاً خانعاً من مخيم جنين وما حوله وهو مدرك خطورة وضعه لأنه بكل تقنياته لم يتمكن من تحقيق أهدافه التي كان يرجو منها تأمين مستوطنيه وكما أسلفت فقصص الأبطال الفدائيين من أبناء فلسطين والدول المجاورة تعود إلى الواجهة ومنهم البطل المصري حيث قام فدائيٌ بطل من مدينة خليل الرحمن متنكراً ببزةٍ عسكريةٍ إسرائيلية بالانتقام لأهله في مخيم جنين فأصاب عشرة مستوطنين بجراحٍ مختلفة قد تودي بحياتهم فترك جيش العدو المخيم مخلفاً وراءه الفوضى المدمرة من بيوت وشوارع وسيارات محطمة ومبانِ مدمرة وأسر مشردة ومستشفياتٍ معطلة ورجالاً وسيارات إسعافٍ ورجال دفاعٍ مدني مُعتدى عليهم واثني عشر شهيداً نصفهم من الأطفال وأكثر من 150جريحاً، جراح عشرين منهم حرجة وحالة دمارٍ شبه كاملٍ في أزقة وشوارع المخيم سببتها أكثر من مائتي آلية عسكرية إسرائيلية تتقدمها جرافات ضخمةٌ وعربات نقل جنود مصفحةٍ، وآلياتٌ ثقيلة كاسحة للألغام وأخرى مضادة للعبوات والمتفجرات الجانبية والمزروعة في الطرق والشوارع التي تعبرها آليات جيش الاحتلال.
وبعد انسحاب العدو من المخيم خرج مئات المقاتلون الفلسطينيون من مكامنهم وانتشروا في الشوارع والطرقات وصعدوا على أسطح المنازل وخرجوا من أزقة المخيم وهم يحملون أسلحتهم وتشتعل شرارة الثوار ودبت الصحوة اليعربية من جديد في دماء الشرفاء رغم محاولات العدو إقناع العالم بأنه كيان مظلوم لا ظالم وبأرواح معنوياتها عالية وأنفس مطمئنة وإرادة صلبة وثبات وإيمان بعدالة القضية الفلسطينية يقصم الأحرار ظهر العدو ويتوعده بالويل على الدوام وتتوالى الكرات والمحاولات لهز أركان العدو اللئيم وجعله مهزوماً ذليلاً.
خرج جنود الاحتلال من المخيم مرتبكي الخطوات مختبئين في عرباتهم وتحميهم طائراتهم من فوق رؤوسهم والرعب ينهش أكبادهم.
وهم مدركين تمام الإدراك أن المقاومة الفلسطينية ستقتلع جذورهم طال الزمن أو قصر ومتيقنين بأن ذاك الركام الذي خلفوه وراءهم وتلك الأحزان المتراكمة ستتفجر بركان ثائر يحرقهم و أن تلك الكتائب و السرايا و المقاتلين يقفون لهم بالمرصاد ولم ولن يوهن عزمهم أو تضعف إرادتهم بل إن لهيب انتقامهم يتوقد.
فهاهم الأبطال يذيقون العدو بعض من غضبهم وبعضاً من الغيرة اليعربية المنعكسة شموخا وعزاً وانتصاراً وكل الأحرار في الخط المقاوم متضامنين معهم.
كان الانسحاب الإسرائيلي من مخيم جنين ذليلاً ومهيناً, أما بالنسبة لأبناء فلسطين والعرب الأحرار الشرفاء كافة فقد كان صباحاً مكللاً بالشموخ والعز والكرامةٍ و النصر الذي أثلج صدورهم وبيضت وجوههم وأظهر عزتهم، وكل ذلك يثبت بأن العدو منهزم لا محالة وأنه لن ينال من أرض فلسطين وأبنائها وأن النصر لهم كونه عجز عن كشف التصنيع الحربي أين يتم ولم يتمكن من القضاء على القوى والفصائل المقاتلة أو حتى تفكيكها ونزع أسلحتها.  
وستبقى جنين ومخيمها حصناً حصيناً وسنداً يلجأ إليه كل الأحرار المقاومين، ويولد منه المقاتلون وهاهم الأحرار في اليمن وفي كافة أقطار الوطن العربي يخرجون وسيخرجون في مسيراتٍ حاشدةٍ ويطلقون العنان لمكبرات الصوت وشعارات الحرية والنصر تعلو وتعلو أصواتهم مهللين مكبرين يلعنون اليهود في كل أصقاع الأرض ويعملون ليوم النصر المبين الذي سيحققه الله جل علاه ولن تكون فرحة الانتصار هذه هي الأخيرة بل سيعقبها فرح تلو فرح يبتهج به الفلسطينيون ويسعد أمتنا العربية والإسلامية قاطبة، بل سيسود الابتهاج بالنصر المبين والذي سيكون قريباً إن شاء الله وبإذن الله ينتكس العدو انتكاسته الأخيرة ويرحل الرحيل الأبدي ويزول وجوده المقلق وحينها سنستعيد مقدساتنا ونطهرها من دنس الصهاينة ويعم السلام وتعلو رايات الانتصار وتنتشر قيم العدل في كل الأرجاء فسلام على جنين وأهلها الكرماء وألف تحية لفلسطين ومقاوميها وشكراً لكل المتضامنين مع هذه القضية المركزية والمساندين لها وللمقاومين و النصر قريب بإذن الله.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا