كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (68)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (68)

 تقريبا مُنذ لحظة التوحيد مايو1990 م اشتكى الجنوبيون من القصاص والانتقام من قبل الشمال تم دمج كل من أيديولوجية الحزب الاشتراكي مع الذاكرة المحلية

في صورة فوضى بدائية تتعارض مع كل من الحداثة والثقافة وبحلول عام 1994  م استعادت مناطق مثل يافع أنشطة قبلية معينة حيث عقدت مؤتمرات مماثلة إلى حد كبير لتلك الموجودة في الشمال لكن أسلوب السياسة الجديد نفسه الذي اشتكى منه الجنوبيون باعتباره عودة للقبلية اشتكى منه آخرون داخل الشمال  باعتباره نفي القبلية ولا يدعي معظم سكان اليمن أنهم قبليون بأي شكل من الأشكال كان المواطن يتعامل في السياسة اليومية مع شبكات من الأفراد الذين يسيطرون على كل مؤسسات الدولة المدنية وعلى شبكة كبيرة من التجارة وسوق العقارات حيث كان يتغلغل أفراد ينتمون للدولة في كل مفاصل الحياة مباشرة وبعد قتال عام 1994  م أكد احد أشهر شيوخ القبائل في الشمال حقوقه في الملكية على الواجهة البحرية في عدن بعد أن بنى حاجزاً كاسراً للأمواج نقله بالشاحنات من الرمال والحصى من مكان آخر لتوسيع هذا البحر وهو مثال على ما كان يحدث في البلاد خلال هذه الفترة  في سياقات أخرى كانت هناك حالات لا حصر لها لمن لديهم صلات جيدة بالاستيلاء على الممتلكات في بعض الأحيان .
 تم الاستيلاء على الممتلكات الحكومية الممنوحة من قبل الأقوياء والمتنفذين في الدولة وكان الوعد هو أن عدن سيتم تطويرها مرة أخرى كميناء رئيسي وأن العقارات هناك ستكون ذات قيمة كبيرة كما في صنعاء وبالتالي جزء من الثروة القادمة إلى الشمال كان الدين الذي ورثته الجمهورية اليمنية في عام 1990م ضعف الناتج القومي الإجمالي للبلاد تقريبا وفي السنوات ما بين 1990 و1994م عندما وصل الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام إلى طريق مسدود  استمر العجز في الإنفاق الحكومي في الارتفاع حيث حاول الحزبان المتنازعان شراء الدعم ومع انتهاء القتال تمت معالجة تعقيدات التمويل أخيرا وتمت استشارة صندوق النقد الدولي  وفي عام 1995 م تم الاتفاق على عملية التكيف الهيكلي لديون اليمن عن طريق ربط اليمن بصندوق النقد الدولي  وإلزام اليمن بشروط قاسية ومعقدة كثيرة تترتب عليها عواقب كبيرة على الاقتصاد والسياسية اليمنية وتأثير مباشر على المواطنين، إن تصوير العالم في عام 1990 م على أنه أحادي القطب  كما لو كانت أمريكا مسؤولة عن كل ما حدث سيكون أمرا بسيطا للغاية ومع ذلك  فإن الأوضاع في العالم حاليا تختلف بالتأكيد عن تلك التي كانت في فترة الحرب الباردة الجبل الإسلامي الموصوف في خطاب الحزب الاشتراكي قبل القتال تمخض فولد فأراً حيث أن طارق الفضلي المجاهد السابق في أفغانستان الذي تزوجت أخته من علي محسن الأحمر من سنحان أصبح رجل المؤتمر الشعبي العام في مدينته حيث سئل في مقابلة تلفزيونيه هل يدعم الإصلاح أم المؤتمر الشعبي العام  أجاب لا فرق بين الحزبين ومع ذلك  كان هناك فرق جوهري بين حزبي الإصلاح والآخرين الذين عرف معظمهم أنفسهم بأنهم سلفيون بعد قتال عام 1994 م نزلت مجموعة منهم إلى عدن وهاجموا مقابر القديسين هناك وحدث الشيء نفسه في وقت لاحقاً في حضرموت  وأعربت الحكومات الأخرى عن قلقها مما يبدو أنه ارتباط بمنظمات إسلامية من خارج الحدود.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا