كتابات | آراء

أزمة الإفلاس المالية للبنوك الامريكية و الدولية.. من ورائها.. وهل هي مفتعلة؟

أزمة الإفلاس المالية للبنوك الامريكية و الدولية.. من ورائها.. وهل هي مفتعلة؟

أزمة الإفلاس المالية المفاجئة التي اجتاحت عددا من البنوك الامريكية والدولية.. أزمة تقف وراءها القوى المالية الخفية التي تتحكم بل تحكم العالم المالي الدولي بكل ما للكلمة من معانٍ..

هذه القوى مكونة من عدد محدود من الجهات التي تقرر الحركة المالية الدولية وهي التي تقرر ايضا خلق الصراعات الدولية في مختلف بقاع الارض من اجل تنشيط القطاعات المالية المختلفة لمزيد من الاثراء ونهب ثروات الشعوب العالمية وتجييرها لصالحها باستخدام طرق شيطانية لا يمكن لاي شخص او جهة او منظمة او حكومة او دولة او اي مكون سياسي مهما بلغ مكانته او اهميته في العالم ان يكون له موقف او ان يستطيع ان يحاسب تلك الجهات الخفية على ما تقوم به من خداع ونهب ونصب وبلطجة على العالم..   
هذه الجهات الخفية اساسا مكونة من مجموعة من الاسر الغنية مثل اسرة روتشيلد ومن يدور في فلكها من صانعي السياسات المالية في الدول الكبرى وبعض ارباب رؤوس الاموال العينية التي تمثل وقود الحركة المالية في العالم مثل البترول والغاز وبقية المعادن ذات القيمة المالية الوازنة وكذلك تلك الشركات الصناعية التي تحول تلك المعادن الى مواد رديفة تغذي السوق المالية بالسلع الجديدة لتطور البشرية في مختلف الاوجه الحضارية..
هذه مقدمة بسيطة على قدر معلوماتي المتواضعة في هذا العالم المالي الرهيب.. ولنبدأ بالدخول في مجريات واحداث المؤامرات المالية الدولية وتسخيرها في خدمة الاغراض السياسية التدميرية للقوى المنافسة التي تسعى الى الحصول على حصص من الاموال الدولية التي تسيطر عليها تلك القوى الخفية التي لا تريد فقدان اي شيئ او منح اي شيئ للقوى الصاعدة من تلك الاموال التي تسيطر عليها.. وفي سبيل ذلك هذه القوى تستخدم كل ما اوتيت من قوى مالية عسكرية فكرية دينية فئوية عنصرية دموية.. مختلف انواع القوة تستخدم من اجل تحقيق اهدافها في المحافظة على ما تعتقده حقوقها القانونية في السيطرة على المال الدولي لمختلف الامم والشعوب.. وان الحق الحصري لها في تحديد حجم الثروة التي يمكن لاي دولة او شعب ان يحصل عليه ولا يمكنه تجاوز ما تم تحديده له.. واذا ما تمردت تلك الدولة او ذاك الشعب فان العقاب القاسي والمرعب يجب ان ينزل عليه بصورة مفجعة تجعله عبرة للأخرين الطامحين في انتزاع حصة من تلك الاموال الدولية التي مستولية عليها تلك القوى الحاكمة.. هذا من جانب من جانب اخر فان اي دولة او شعب ضعيف وليس لديه القدرة على حماية نفسه وثرواته لا يرضخ لتلك القوى ولا يوافق على الحصة المالية التي تعطى له من ثرواته ايضا يتم سحقه وتجويعه وادخاله في حروب وحالة امنية تتسم بالفوضى والعنف وسفك الدماء حتى لا تقوم له قائمة والامثلة كثيرة على هذا النموذج..
والمثير للانتباه والاشمئزاز في نفس الوقت ان تلك القوى الخفية عندما تريد تطبيق خططها التأديبية المختلفة والمتنوعة هي لا تدفع مقابل ذلك من حصتها المالية التي تنهبها من العالم بل تفعل خدمة النصاب الدولي الخفي (الزئبق) المتخصص في السرقة الاضافية والنصب على العالم واختلاس الاموال التي في ايديهم.. يعني الاموال التي قد منحت لهم من تلك القوى الخفية من ثرواتهم المنهوبة اصلا.. ومن الاموال التي يجلبها النصاب الدولي الخفي يتم تمويل الخطط التأديبية لكل من تسول له نفسه التلصص او التطلع في الحصول على حصة من المال الدولي المنهوب على شعوب العالم..
وللاستدلال والتوضيح لما تم ذكره آنفاً اسرد لكم بعض الامثلة التوضيحية..
في العام 2001 بعدما استطاعت دول الغرب وعلى رأسها رأس الشر امريكا القضاء على الاتحاد السوفيتي في العام 1992م..وترتيب العالم.. كان لابد لها من اظهار وجهها وقوتها المفرطة لإرهاب العالم وفرض سيطرتها الدولية فلجأت الى حيلة تفجير التوأمين في نيويورك وحصدت نتيجة ذلك التفجير عدة فوائد.. مالية وسياسية وارسلت قواتها لاحتلال أفغانستان وغطت نفقاتها الاولية من ما حصدته من اموال نتيجة تفجير البرجين.. وعندما تبين ان تلك الاموال لا تكفي ولا تغطي الاموال المنفقة على القوات المنتشرة في أفغانستان كان لابد من البحث عن مصدر مالي اخر ليقوم بذلك الدور فكان غزو العراق ونهب ثرواته الطبيعية والتاريخية واستباحته.. كل ذلك حصل ولم تستخدم امريكا اي فلس من حصتها المالية المنهوبة من العالم والتي تحصل عليها من كونها عضوة اساسية في العصابة الدولية الخفية المسيطرة على مقدرات العالم المالية .
ويأتي عام 2008م.. لتقوم الولايات المتحدة بتنظيم حملة نهب ونصب دولية جديدة على العالم من اجل توفير المال الضخم الذي سوف ينفق على عمليات التخريب الدولية والمتمثلة في بدء اطلاق الثورات الملونة واختلاق فصول الربيع المزعومة لدى الامم المستهدفة.. فتم اعلان الازمة المالية من امريكا وافلاس اكثر من 450 بنكاً وخلال اربع سنوات تم نهب العالم اكثر من ثلاثة ترليونات دولار نتيجة تلك الازمة ناهيك عن الاموال الباهظة والكبيرة التي تبرعت بها دول مثل قطر والسعودية والامارات والكويت والبحرين وبعض الدول الاخرى لإنجاح المشروع الامريكي الصهيوني والمتمثل في ثورات الربيع العربي.. وبالفعل استطاعت امريكا ومن معها في تحقيق نجاحات باهرة وحطمت عدداً من الدول اقتصاديا وامنيا ومذهبيا ونشرت بين شعوبها الكراهية والاقتتال وسفك الدماء ومزقت الوحدة الترابية لبعض تلك الدول ومزقتها كل ممزق.. وهكذا سيطرت على ثروات تلك الدول المحطمة وغير القادرة على الدفاع عن نفسها وثرواتها وارضها..
والآن في الوقت الراهن يشهد العالم بداية فصول جديدة من فصول النهب والسلب الدولي بشكل معروف ومكرر مع اضافة بعض التحسينات الجديدة والتي تعد اساليب نصبية مخترعة لتحسين وجه النصاب الدولي الخفي.. فبدأ التحضير لخطة نصب جديدة لجلب الاموال من اجل مواجهة خطة تأديبية لروسيا الاتحادية والصين وكوريا الشمالية وايران وقوى المقاومة العربية في منطقة الشرق الاوسط.. روسيا يتم تأديبها لان رئيسها فلاديمير بوتين تجرأ على انهاء سيطرة اسرة روتشيلد على البنك المركزي الروسي، وعلى الاقتصاد الاوراسي الذي استمر مائة عام منذ ان قامت تلك الاسرة بتوفير الاموال الطائلة التي طلبها فلاديمير لينين لدعم ثورته ضد النظام القيصري الروسي وبالفعل استطاع لينين من خلال ذلك الدعم المالي من تحقيق الانتصار ونظير ذلك الدعم المالي السخي منح لينين تلك الاسرة الحق في السيطرة على البنك المركزي السوفيتي لمدة مائة عام 1917-2017م.. وعند انتهاء الفترة التي منحت لأسرة روتشيلد لم يوافق بوتين على تمديد فترة جديدة لهذه الاسرة وقام فوق ذلك بطردها من روسيا بل زاد على ذلك بقصقصة اذرعها المالية داخل روسيا وانهاء اي تواجد مالي لها في روسيا مما حدا بتلك الاسرة الى تبني خطط لتأديب بوتين وروسيا.. وبالفعل ارادوا ان يعيدوا التاريخ من جديد فأوجدوا فلاديمير زيلينسكي بدلا من فلاديمير لينين ليلعب دورا عميلا لها في تأديب روسيا.. بعد ان رفض فلاديمير بوتين ان يبيع ضميره ونفسه وشعبه لروتشيلد وعصابتها.. واقدمت تلك القوى الخفية هذه المرة وفي خطوة جريئة بتمويل خطة التأديب لبوتين بتوفير الاموال اللازمة من حساباتها الخاصة معتقدة انها سوف تستطيع تركيع بوتين وجلبه الى بيت الطاعة من جديد في فترة وجيزة.. الا ان مجريات حملة التأديب اصابها بالذهول وحجم النجاحات التي حققها بوتين اصابتهم بالجنون.. وما زاد الطين بلة امام تلك القوى الخفية التي ارهقتها حرب روسيا في اوكرانيا ظهور تحديات جدية امامها تمثلت في اطلاق التنين الصيني للهب الذي بدأ بحرق مناطق مالية دولية عديدة تعدها تلك القوى الخفية ملكا لها لا احد له الحق في التدخل فيها.. اضافة الى نجاح ايران في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى مستوى كبير واقترابهم من صناعة القنبلة النووية.. هذا الامر فاجأهم بشكل مثل تهديد جدي لهم في منطقة الشرق الاوسط المليء بمنابع النفط والغاز وثروات عديدة اخرى ناهيك عن المشاغبة المحرجة من كوريا الشمالية.. فكان لابد من استدعاء النصاب الدولي الخفي من اجل ان يؤمن الامكانات المادية اللازمة لمواجهة هذه الامور المستعجلة التي طرأت على الساحة الدولية..
وبدأ بالفعل النصاب الدولي المعروف بالزئبق بتنفيذ خطط النصب بافتعال ازمة مالية خطيرة في عدد من البنوك الامريكية التي لها ارتباطات وثأثيرات دولية كبيرة بالاعلان عن افلاسها.. وعلى اثر ذلك تقوم الهيئة الفيدرالية الامريكية لضمان ودائع البنوك الامريكية بالتدخل ووضع يدها على تلك البنوك ولكنها تعلن انها لن تستطيع ان تضمن من حجم اموال المودعين الا مبلغ 250 الف دولار فقط مما يثير بلبلة مالية كبرى في العالم.. ومن اجل عدم الاضرار بالرأس المدبر لهذا الامر يخرج البنك الفيدرالي الامريكي ليقول انه سيضمن اموال جميع الامريكيين المودعة في تلك البنوك كاملة.. طيب وبقية المودعين من دول العالم وهم الغالبية اموالهم من سيضمنها يا سيادة النصاب.. يقول لك انا رب ابلي..
البنوك الامريكية المعلن افلاسها تعمل في مجال التكنولوجيا الحديثة ومن المستحيل ان تفلس، ولكنها افلست عجبا من هذا الامر..
وفي نفس الوقت وهذا التعثر المالي اثر على اسعار البترول وهبطت القيمة من 86 الى 79 دولار للبرميل الواحد خلال ثلاثة ايام فقط تصوروا جحم الاموال المختلسة من هذا المجال فقط..
تتدخل بعد ذلك وكالة (موديزم).. وهي هيئة دولية تصنيف ائتماني.. وتعلن نظرة سلبية للاقتصاد الامريكي وتشعل الاسواق المالية في العالم.. ويتم نهب 465 مليار دولار خلال 72 ساعة فقط من قيمة الاسهم المالية العالمية.. حصة الاسهم المالية السعودية منها 52 مليار دولار خلال جلسة واحدة فقط.. فاين ذهبت هذه الاموال المهولة ومن نهبها.. فعلا ان ذلك النصاب العالمي الخفي لديه مهارات في النصب والاحتيال لا يضاهيه احد..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا