كتابات | آراء

حديث الإثنين: عقاب النظام السعودي بات وشيكا

حديث الإثنين: عقاب النظام السعودي بات وشيكا

ثلاثة عشر يوماً تفصلنا عن اكتمال العام الثامن لعدوان ظالم على اليمن وشعبه العظيم تشارك فيه دول كبرى بقيادة أمريكا وبريطانيا وأدواتهما في المنطقة التي تتصدرهم السعودية ودويلة الإمارات

وهو ما يجعلنا نعود قليلا إلى ما قبل شن هذا العدوان البربري على اليمن لنستذكر بعض أسبابه التي جعلت السعودية جارة السوء لليمن أن تكون هي الأكثر حماسا لتدمير الشعب اليمني وبنيته التحتية وتجعل من أراضيها منطلقا لتنفيذ هذا العدوان ضاربة بكل ما أوصى به الله سبحانه وتعالى للتعامل مع الجار عرض الحائط..
 وسنكتفي هنا بالإشارة إلى سببين رئيسين يجعلان النظام السعودي يزداد عناداً وإصراراً على مواصلة عدوانه البربري ضد اليمن وشعبه العظيم ويرفض الجنوح للسلم ويلجأ إلى المراوغة في محاولة بائسة منه للتخلص من مسؤوليته حول أنه المتسبب الأول والمحرض على شن هذا العدوان الكوني على اليمن بالرغم من التكلفة الباهظة لهذه الحرب القذرة التي تستنزفه يوميا وتستنزف حلفاءه وتفضحه لدرجة أن مملكة قرن الشيطان قد أصبحت مضغة تلوكها كل الأفواه بعد خروج ما كان مستترا منها تحت الطاولة إلى فوق الطاولة ليعلم به القاصي والداني.
السبب الأول وهو الأهم يتمثل في خوف النظام السعودي من المشهد السياسي الذي بدأ يتشكل في اليمن على خلاف ما كانت تريده السعودية وسيدتها أمريكا حيث اعتادت في الماضي أن تكون اليمن حديقة خلفية لها وهي صاحبة الأمر والنهي فيها وهذا يذكرني بجملة قالها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رحمه الله تعليقاً على إلغاء اتفاقية مع العراق بضغط سعودي كانت قد وقعتها حكومة الأستاذ محسن العيني في عهد الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله لبناء مصفاة لتكرير النفط في اليمن وفي نفس الوقت إلغاء اتفاقية أخرى للحصول على صفقة أسلحة محدودة من الاتحاد السوفيتي سابقا وتعهدت السعودية أنها هي من ستقوم بذلك ولم تفي بوعدها فيما بعد حيث قال الرئيس الراحل صدام حسين بحسه الثاقب : إذا قدمت السعودية لليمنيين ما يفيدهم فنحن العرب مستعدون لأن نطالب بأن تكون الرياض هي عاصمة اليمن وكان محقاً في قوله هذا فمنذ تدخل النظام السعودي في اليمن بعد انسحاب القوات المصرية في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 1967م وتسليم الرئيس جمال عبد الناصر الملف اليمني للملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز في الخرطوم بجمهورية السودان عقب انعقاد القمة العربية التي عُرفت بقمة اللاءات الثلاث التي انقلب عليها العرب اليوم وهي :لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل فقد أصبحوا يتسابقون على التطبيع معها لم تقم لليمن قائمة ولم يهدأ فيها الوضع أو يستقر لا في الشمال ولا في الجنوب سابقا ولا عقب إعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية لأن السعودية بتعليمات من سيدتها أمريكا كانت تنظر إلى ما يجري في اليمن بعين حمراء وبعين الريبة والشك وكان كل حاكم يمني يأتي للإمساك بزمام الأمور ولا يخضع لتوجهاتها يلاقي مصير الانقلاب عليه أو القتل والشواهد على ذلك تؤكدها أرض الواقع إلى يومنا هذا .
أما السبب الثاني وهو أقل أهمية بالنسبة للنظام السعودي فيتمثل في خشية السعودية من انتهاء الحرب فرضا عليها و ما سيترتب عليه من تحميلها المسؤولية الكاملة عنها كونها من أسست تحالف العدوان وقامت بالاعتداء غدراً ليلة الـ 26 من مارس عام 2015م وإلزامها بدفع التعويضات بل ولا يستبعد أن تستدعي محكمة الجنايات الدولية الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه محمد وتقديمهما للمحاكمة كمجرمي حرب إضافة إلى الخلافات العميقة التي ستطفو إلى السطح حتما بين أعضاء الأسرة السعودية الحاكمة وهي خلافات قد تطيح برؤوس كبيرة وربما بالنظام نفسه لأن عورته أصبحت ظاهرة ومعروفة للقاصي والداني كما تم كشف حقيقة هذا النظام الذي زرعته بريطانيا في 23 سبتمبر عام 1932م كخنجر مسموم لطعن الأمتين العربية والإسلامية من الخلف ، وهذا ما حدث فعلا فمُنذ تأسيس هذا النظام وكل حكامه المتعاقبين عليه ينفذون السياسة البريطانية الاستعمارية (فرق تسد) حيث لم يسلم منه أحد بما في ذلك جيرانه المقربون ولا توجد مشكلة أو قضية معقدة في العالمين العربي والإسلامي إلا ووراءها النظام السعودي الذي لم يكتف بتصدير الفتن بأمواله التي هي أموال شعب نجد والحجاز إلى الشعوب ليتقاتل أبناؤها مع بعضهم البعض وهو يمول بالسلاح والمال لتغذيتها وإنما زاد عليها اختراعه للفتن الطائفية والمذهبية التي قدمت الدين الإسلامي الحنيف للعالم على أنه دين الذبح والقتل والإرهاب بهدف تشويه هذا الدين العظيم الذي جاء به النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم عليه أفضل الصلاة والسلام بتعاليمه السمحاء والمرسل رحمة للعالمين فحكم معظم بلاد المعمورة بعدله وتسامحه وبما حمله للبشرية من هداية ورحمة أكثر من ألف عام ، لكن هذا النظام السعودي المتعجرف الذي أيقن بأنه من خلال عملائه ومرتزقته المزروعين بأمواله في أوساط الشعب اليمني قد أصبح الزمام بيده نسي أنه في كل محاولاته التآمرية سواءً في الماضي أو الحاضر يراهن دون شك على حصان خاسر لأن الشعب اليمني يدرك أبعاد المؤامرة والعداوة التاريخية التي يضمرها بني سعود لليمن مُنذ قيام دولتهم الأولى في الدرعية التي أسقطها محمد علي باشا والي مصر آنذاك بتوجيهات من السلطة العثمانية في اسطنبول والتي تستهدف أعز وأنبل مكتسبات الشعب اليمني المتمثل في إعادة تحقيق وحدته واكتشاف خيرات الأرض اليمنية من النفط والغاز التي ستعود بالخير على اليمن كله شماله وجنوبه وشرقه وغربه ويستغني بذلك عن المساعدات التي يقدمها له النظام السعودي على استحياء ويتبعها بالمن والأذى ويشتري مقابلها عملاء ومرتزقة في أوساط الحكام لينفذوا له أجنداته ويخدمون مصالحه وهو ما لن يتم قبوله من اليوم وصاعدا حتى لو أستمر العدوان لإخضاع الشعب اليمني الحر مائة عام .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا