كتابات | آراء

حديث الإثنين: المكابرة والغرور مقبرة لكل طموح!!

حديث الإثنين: المكابرة والغرور مقبرة لكل طموح!!

في بطون التاريخ حقائق لا يمكن ان نتنصل عنها لأنها تظل حقائق، فأولئك الذين يحملون فكراً لا يمكن مقارعته بالفكر هم بلا شك الإرهابيون بالأجر وبالطموح السياسي الشره وبالكراهية لكل آخر

بل وبالعداء للحياة، وهذا ما تشهد لهم به عصبيتهم الهستيرية وخروجهم على آداب الحوار وأكاذيبهم وتشويههم لخصومهم بكل الوسائل غير الشريفة وعداؤهم للديمقراطية وحقوق الإنسان فنسجوا حكايات عن أبناء الشعب اليمني تصفهم تارة بالمجوس وتارة أخرى بأنهم كفار بهدف التحريض عليهم لدرجة أن علماء سلطات آل سعود أفتوا قائلين في خطابات رسمية في الحرمين المكي والمدني أمام الملأ بأن قتال اليمنيين مقدم على قتال اليهود وساعدهم على بث هذه الشائعات المغرضة عملاؤهم ومرتزقتهم في الداخل اليمني الذين جعلوا من الريال السعودي مقدسا مع أن الطريق الصحيح إلى الحقيقة يجب أن يمر بالتعرف على الرأي والرأي الآخر ولا يكون أبداً بطمس آراء الآخرين أو تسفيهها او الهروب من مواجهتها إما جهلاً بها أو استعلاء عليها أو رفضاً للنتائج من البدء ، كما أن واجب من يدعي العلم أن يسعى إلى إرساء قواعد الحوار التقريبي التي تقوم على وحدة بين شرائح المجتمع اليمني على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم في صف سياسي واحد لمواجهة الأعداء ونصرة لقضايا الوطن وكذلك حفظ حرية التمذهب داخل هذا الصف أو ذاك وحفظ حرية التفكير والتعبير ضمن الأدب الاسلامي والإنساني  وبذلك نكون قد روضنا جبهتنا الداخلية على التفاهم والحوار ومقاومة العدوان وهو ما يدعو إليه كل عاقل وحكيم: فهل يربأ أولئك الذين مازال الشر متأصلاً في نفوسهم عن افعالهم هذه التي لن يضروا بها بالدرجة الأولى إلا أنفسهم، وهل يتقون الله ويحاولون ان يجعلوا من انفسهم جسر اتصال وتقارب بين أبناء الشعب اليمني الواحد وأن تكون نواياهم وغاياتهم سليمة بدلاً من استغلالهم لأي حدث أو خطأ يقع فينطلقون منه لخدمة اهدافهم ومصالحهم الخاصة على حساب مصلحة شعب بأكمله وكذلك تحريض الخارج على بلادهم وهو الأمر الذي يجعلهم ينتقمون لفشلهم من كل شيء وبأي شيء؟! بل ولم يتعظوا حتى بعد دخول اليمن العام  الثامن من الصمود الوطني والثبات في مواجهة دول تحالف العدوان وهنا يطرح السؤال نفسه وبقوة: ماذا استفادت السعودية تحديدا من هذا العدوان الظالم ضد شعب جار ومسالم لم يلحق بها أي أذى بل بالعكس السعودية هي التي كانت تؤذيه ومازالت تتدخل في شؤونه الداخلية ومنعته حتى من بناء دولته والاعتماد على نفسه ووقفت حائلا دون استخراجه لثرواته التي حباه الله بها في باطن أرضه وظاهرها لتضمن خضوعه لإرادتها وتسييره في الخط الذي تسير عليه؟ وقد تحدثنا في هذا الجانب كثيرا في مقالات سابقة، لكن مع الأسف لا أحد يعير ذلك اهتماما وكأن ما يقوم به النظام السعودي من تدمير لليمن وشعبه هو حق من حقوقه، والجواب على السؤال المطروح: أن السعودية قد خسرت من خلال شنها الحرب الظالمة على اليمن كل شيء، خسرت سمعتها وأموالها ونفوذها وسلاحها وعرت نظامها ومذهبها الوهابي الذي كانت تقدمه للعالم على أساس أنه يمثل الإسلام ومن لم يعمل به فهو كافر واليوم يأتي المهفوف محمد بن سلمان ليتبرأ من هذا المذهب المتطرف الذي جعل من الإسلام دين التشدد والذبح والقتل والإرهاب وتكفير الآخر وهو الذي قال في تصريح لصحيفة أمريكية بأن سيدته الولايات المتحدة الأمريكية هي من فرض على النظام السعودي تدريس المذهب الوهابي بتعاليمه المتشددة وتصديره للخارج بهدف محاربة الاتحاد السوفيتي سابقا كونه ينشر الالحاد وإرسال المتشددين الى افغانستان لمقاومته والحد من وصوله الى المياه الدافئة في منطقة الخليج، كما كشفت السعودية عن سوءة جيشها الورقي الذي يعتبر من حيث الإنفاق عليه ماديا وتسليحا من الجيوش المتقدمة في العالم ولكنه أثبت خلال المواجهات في الميدان مع رجال الله أنه لا يحسب على الجيوش ولذلك فقد استقدمت السعودية جيوشا من العملاء والمرتزقة ينتمون إلى اكثر من عشرين دولة بالإضافة إلى العملاء المحليين من اليمن ليقاتلوا بالنيابة عنه وما زالت تستقدم الكثير منهم وتنفق عليهم من أموال الشعب في نجد والحجاز ما يمكن ان تسخره لإيجاد وظائف لأبناء شعبها والقضاء على البطالة.
ورغم ما يلحق السعودية من هزائم بشكل يومي على أيدي رجال الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية لاسيما بعد دخول الطيران المسير والصواريخ الباليستية على خط المواجهة إلا أن النظام السعودي الذي يقوده المغرور محمد بن سلمان لم يستوعب الدرس بعد كونه ينهج سياسة فرعونية متكبرة تجعله لا يعترف بهزيمته المدوية إلا وهو مشرف على الغرق غير مدرك أن المكابرة والغرور مقبرة لكل طموح.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا