كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(45)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(45)

بلغت الطفرة النفطية ذروتها الآن وأصبحت واردات النفط كبيرة وأصبح الوضع مختلفا فيما يتعلق باليمن قبل عام1980  م

لكن آثار انخفاض أسعار النفط في السنوات اللاحقة كانت متفاوتة التاثير على الدول فأدى إرتفاع أسعار النفط وارتفاع الطلب عليه الى نمو جهاز الدولة في الشمال بشكل أسرع بمساعدة من النفط والغاز المنتجين محليًا منذ عام1984  بينما وصل الجنوب إلى طريق مسدود سياسيًا  , كان السياق بعيدًا عن السيطرة اليمنية  مثل ما كان هطول الأمطار هو المسؤول عن تحديد الأمور قبل عقود فإن أسعار السلع العالمية الآن أثرت على مناطق بأكملها في وقت واحد وفي نهاية العقد انكسر هيكل السياسة العالمية بشكل كبير كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية , التنافس عبر المنطقة الوسطى في الشمال كانت نتيجة قتال 1979 م قدعززت الرغبة ببناء جيش قوي عددا وعدة وتم إدخال التجنيد في ذلك العام بينما كان في الجنوب حيث كان الجيش قويًا بالفعل كانت النتيجة البحث عن الانفتاح على بقية شبه الجزيرة جزئيًا و بسبب سياسات عبد الفتاح ظل اليمن الجنوبي فقيرًا في حين بدت شبه الجزيرة العربية ككل غارقة في الأموال ، تم تطوير الخط البديل في السياسة الجنوبية من قبل علي ناصر محمد الذي أعادت علاقاته مع علي عبد الله صالح في الشمال العديد من المشاكل القديمة من عهد سالمين والحمدي وكان علي ناصر بحلول أواخر عام 1980 م قد جمع بين يديه جميع المناصب الرئيسية الثلاثة في الولاية الجنوبية الرئيس ورئيس الوزراء والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ، رحل عبد الفتاح بعد التقاعد إلى موسكو واما محمد صالح مطيع الذي أيد علي ناصر في هذه المناورة للسيطرة على الحكم في الجنوب فقد اعتقل في أغسطس 1980 م و أطلق عليه الرصاص أثناء محاولته الهروب في مارس 1981م.. في مايو 1981 تم استبدال علي عنتر الذي كان من المعارضين لسياسة عبد الفتاح  وكان وزيراً للدفاع ليحل مكانه صالح مصلح قاسم والذي يعتبر من المؤيدين لقوات الدفاع الوطني الشمالية في حين تم تهجير مئات من مسؤولي الحزب من قبل رجال علي ناصر.
كانت وفاة عبد السلام الدميني في الشمال في آب 1980 م مفاجأة لأنه لم يكن يعاني من أي أعراض مرضية  وتنحدر هذه العائلة في الأصل من بارات الواقعة في أقصى الشمال الشرقي لكنه نشأ بالقرب من إب  وانضم إلى حزب البعث عندما كان شابًا ودرس الاقتصاد في روسيا  انضم إلى قوات الدفاع الوطني وذهب إلى عدن كان المفاوضون الشماليون في الأساس من البعثيين القدامى أيضًا وعاد الدميني معهم إلى الشمال لمواصلة المفاوضات شبه السرية لكن عندما ذهب بمفرده إلى أرحب مركز قبيلة بكيل المعارضة للحكومة بالقرب من صنعاء تخطى بهذه الزيارة بطريقة ما الخطوط الحمراء وألقت الشرطة السرية التابعة لعلي عبد الله صالح القبض عليه وشقيقيه غير السياسيين في صنعاء وتم خنقهم حتى الموت وألقي بهم في سيارتهم من ممر يسلح .
لم يكن اليسار مهما كان مفهومه على نطاق واسع أنه هو الضحية الوحيدة لنظام صالح  وكان من الصعب في كثير من الأحيان قراءة الأحداث على سبيل المثال محمد خميس رئيس جهاز الأمن الموالي للسعودية تخلص منه النظام عن طريق الإغتيال وقد زعمت الجبهة أن  65 من أعضائها قتلوا خلال فترة الحوار الوطني خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آب (أغسطس) 1980  م رغم وعد صنعاء بتشكيل حكومة تم إبرام اتفاق آخر  وزار علي ناصر الشمال ثم التقى الرئيسان في الكويت وتوجه علي عبد الله بدوره إلى عدن  ومع ذلك لم ينته القتال مع قوات الدفاع الوطني إلا في يونيو 1982 م اعتمدت التقلبات والمنعطفات في العملية على الانقسامات داخل حكومتي الشمال والجنوب وأيضًا على تعقيدات السياسة العربية حيث دعمت سوريا وليبيا لفترة من الوقت عناصر من قوات الدفاع الوطني بشكل مستقل عن حكومة عدن وبرز العراق كمساعد للشمال الذي وعد بتقديم 300 مليون دولار له كمساعدات في عام 1979م وقد ساهمت الحرب الباردة في تعزيز الصراع بين الشمال والجنوب وكانت اليمن من ضمن ساحات الحرب بالوكالة بين الكتلتين الشرقية والغربية وقد استغل النظام هذا الامر لمصالحه الخاصة والتخلص من خصومه بالاغتيال والنفي والتغييب.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا